أحيا “تيار المستقبل” الذكرى الثالثة لاغتيال الوزير الشهيد محمد شطح، في قاعة “البافيون رويال” في البيال، في حضور الرئيس ميشال سليمان، النائب هاني قبيسي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الإتصالات جمال الجراح ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب نديم الجميل ممثلاً الرئيس أمين الجميل، النائب عاطف مجدلاني ممثلاً الرئيس فؤاد السنيورة، وحضر أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ممثلاً رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، منسق عام الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد.
كما حضرت زوجة الشهيد نينا شطح ونجليه، الوزراء: مروان حمادة، غطاس خوري، معين المرعبي، محمد كبارة، العميد الركن نزيه الجبيلي ممثلاً وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش جان قهوجي، خالد عبدالسلام ممثلاً الوزير طلال إرسلان، النواب: نبيل دوفريج، كاظم الخير، أحمد فتفت، رياض رحال، خالد زهرمان، جورج عدوان، خضر حبيب، محمد الحجار، سيرج طورسركسيان، ونواب ووزراء سابقون.
وحضر أيضاً الشيخ محمود الخطيب ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثلون عن القيادات الأمنية، نائب رئيس “تيار المستقبل” النقيب سمير ضومط، أمين سر هيئة الرقابة والإشراف محمد المراد، أعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي، وحشد من الشخصيات الإجتماعية والثقافية والإعلامية.
بعد دقيقة صمت عن روح الشهيد شطح وكل الشهداء الأبرار، وتقديم من الزميلة في “تلفزيون المستقبل” مها ضاهر، ألقى رفيق درب الشهيد شطح نديم الملا، قال فيها: “بداية لا يمكنني الا ان اتوجه الى اخي وصديقي محمد واقول له باسمي واسم كل الحاضرين اننا اشتقنا له، واقول له بهذه المرحلة كم نحن بحاجة إليه، لانه كان رجل الحوار والاعتدال. ويبدو أن الافرقاء اللبنانيين اصبحوا اكثر اقتناعاً بأن الحوار والاعتدال هو اساس للانطلاق بلبنان الجديد”.
وتكلّم الملا عن موضوع المنحة التي تأسست بالجامعة الاميركية تحت اسم الشهيد محمد شطح، فأوضح أنه “منذ اليوم الاول لاغتيال محمد معظم بدأ اقاربه واصدقائه يفكرون بما يمكنهم القيام به لاستمرارية عطائه ومسيرته واسمه، وكل فكر على طريقته، فتوصلنا الى القاسم المشترك، محمد كان يؤمن بالعلم والمعرفة، لهذا السبب فكرنا بأمرين: الاول منحة باسم الشهيد محمد شطح تعطى سنوياً لطالب او اكثر في الجامعة الاميركية، وايضاً جائزة في نهاية العام للإبداع الاكاديمي تعطى لأفضل طالب بالنسبة لادائه وفعاليته الاكاديمية”.
أضاف: “بسرعة قياسية تمكنا من جمع 275 الف دولار وهنا أتوجه لكل من ساهم من أصغر مبلغ الى أكبر مبلغ لإنشاء هذا الصندوق بسرعة قياسية، والشخص الاول الذي حاز على جائزة محمد شطح للابداع الاكاديمي كان بعد ستة أشهر على اغتياله، كما أعطيت أول منحة للعام الدراسي 2015 – 2016، وهذه منحة سنوية ودائمة وليست لمرة واحدة فقط”.
وتابع: “عندما فكرنا بالمعايير التي سنتبعها لاعطاء المنحة فكرنا بما كان الأهم بالنسبة له. أولاً، طرابلس والشمال كانت منطقة عزيزة على قلبه وكان يعتبرها محرومة ومحتاجة، فأعطيت الاولوية لطالب من الشمال. وثانياً، كان يؤمن ابأهمية أن نخرج كوادر علمية يمكنها ان تستلم مراكز أساسية في الادارة العامة ومراكز في الحياة السياسية اللبنانية، لهذا السبب كانت المنحة للعلوم الادارة العامة والعلوم السياسية. وثالثاً واخيراً، بالنسبة له الجامعة الاميركية كانت ولا تزال تمثل واحة من العلم والتفاعل، ومن لا يعرف محمد، لآخر يوم بحياته كان يقضي ساعات كثيرة في الجامعة الاميركية ويمشي ويبحث ويتذكر، فكان هذا المكان عزيزاً على قلبه”.
وذكر الملا أسماء الاشخاص الذين حازوا على المنحة وايضاً جائزة الابداع الاكاديمي، فبالنسبة الى المنح، هناك فتاتين حازتا على المنحة، الاولى ديما طوباجي، وهي سنة ثانية بالعلوم الادارية، ونور تركماني وهي تخرجت في حزيران الماضي بالعلوم السياسية. أما بالنسبة لمن حازوا على جائزة الابداع الاكاديمي للعام 2014 – 2015 حصل عليها زاد مصطفى الحاج سليمان، وفي العام الدراسي 2015 – 2016 حاز عليها شاب اسمه جود مسعد.
وأخيراً، ولتسهيد العلاقة ما بين الشهيد شطح وصديق عزيز على الجميع وعلى شطح هو الشهيد باسل فليحان، وتكريماً وتخليداً لدورهما بالحياة العامة اللبنانية وعلاقتهما بالجامعة الاميركية لفت الملا إلى أنه تم تكريس مقعدين مجاورين في منطقة المدخل الاساسي للجامعة حيث يجتمع الطلاب يومياً ويتفاعلون مع بعضهم، داعيا كل من لديه مجال لزيارة الجامعة الى الذهاب والجلوس هناك ليتذكّر محمد وباسل”.
ثم كانت كلمة لنائب رئيس “تيار المستقبل” الوزيرة ريّا الحسن قالت فيها: “كتير قلال الاشخاص اللي بيمرقوا بحياتنا وبيتركوا أثر وبصمة كبيري علينا. محمد شطح كان واحد من هل اشخاص. انا بعتبر حالي انسانة محظوظة لانو صرلي فرصة اتعرف علي واشتغل معو واتعلم منو وصير صحبة معو.
محمد شطح رجل عصامي صنع حالو بحالو. انتقل من مدرسة صغيرة بطرابلس ليتبوّأ بعدا اهم المناصب بلبنان وبالخارج. خدم بلدو.. عطى كل ما عندو لبلدو.. وبالاخير استشهد لبلدو.
كتير انحكى ونقال عن محمد شطح من بعد ما استشهد. وُصف برجل الاعتدال، بالاقتصادي اللامع، بالاكاديمي العصري، بالديبلوماسي المحنّك، بالسياسي الوطني، بالاب وبالزوج المتفاني.
سمحولي الكم انا كيف بشوف محمد شطح:
محمد شطح كان انسان عصري ومبدع:
كان يتحدى نفسو ومحيطو من خلال طرح افكار ما حدن مفكر فيها من قبل. ما كان هالسياسي يلي بيطرح افكار معلبة. الحلول يلي كان يقدمها كانت سباقة وتقدمية.
في حدن غيروا مثلا بيتجرأ يطرح فكرة انو النفط والغاز يلي لح نستخرجهم من البحر انشالله، لازم تتوزع على كل فرد من افراد الشعب اللبناني لانو هي ثروة للشعب مش للدولة. ما حدن في يفكر انو بغض النظر عن موقفنا من هيك طرح، هي فكرة كانت تقدمية وجريئة وفيها جانب اجتماعي انساني.
محمد شطح كان رجل مثقف:
كان محمد بيملك عمق فكري واسع. صحيح انو دراستو الاساسية كانت بعلم الاقتصاد بس كان كمان يحكي بشغف وبإطلاع واسع بمواضيع تانية متل الفلسفة والموسيقى والفن والعلوم. كان قارئ نهم ومطلع ع كل شي جديد. بعد ما استشهد، استوعبت كمية المراجع والقراءات المتنوعة اللي كان محمد يقوم فيا واللي خلتو يملك كمية كبيرة من المعلومات.
محمد شطح كان رجل بيآمن بالحوار:
كان رجل سياسي منفتح على جميع الافكار والاراء من دون ما يتخلى عن مبادئو. كان يؤمن بالحوار كوسيلة لغربلة الافكار للوصول لحلول واستنتاجات بناءة. كان يتقبل الافكار الجديدة، وانا برأيي هيدي اقوى ميزة كان يتمتع فيا محمد لانها خلتو دايمن يجدد اراؤ ويبتكر افكار متجددة وحديثة.
محمد شطح كان متعدد المواهب
كان اقتصادي ماهر متل ما كان سياسي مميز وهيدي الصفة لمستا بسنة الـ2008 وقت اللي كنت جزء من الوفد اللي راح معو ع WB/IMF annual meetings.
بتذكر كتير منيح اجتماعنا مع مسؤولين بالبنك الدولي ويليي تركز وقتا حول المخاطر الاقتصادية اللي كان لبنان عم بيواجها. كانوا بالبنك كتير متشددين معنا واخدين موقف متحفظ عن التطورات بلبنان. ما فيي الكم كيف بربع ساعة كان مشألبلن كامل تفكيرن ونظرتن للبنان ومخاطروا بطريقة اقتصادية علمية ومقنعه.
وبنفس النهار، رافقتو لشارك باجتماعات في وزارة الخارجية الاميركية. اجتمعنا مع كونداليزا رايس.. وقتا استوعبت أديش ها الشخص بيملك حنكة سياسية واسلوب سلس ومقنع بطريقة تعاطيه بالملف اللبناني الدبلوماسي.
محمد شطح كان كمان شخص استراتيجي بامتياز:
كان من السياسيين القلال اللي عندن نظرة وبعد استراتيجي. كان عندو قدرة كبيرة انو يقرا الاحداث ويحللها ويستنتج منها ليبني توصياتو وآراؤا. منشان هيك كان قادر يأُثر ع الغير بمواضيع كتيري، وعلى طرح حلول علمية للمشاكل. ولهل السبب كمان كان من السياسين المحليين يلي كان دائماً مطلوب يحاضر بمحافل دولية سياسية واقتصادية.
محمد شطح كان رجل واقعي وعملي:
صحيح كان عندو احلام وطموحات كبيرة وكان شخص بطبيعتو متفائل، بس بنفس الوقت كان يقدر حجم التحديات وسقف القدرات والامكانات المتاحة. توصياتو كانت طموحة ولكن مقاربتو كانت دايمن واقعية.
احلى صفات محمد شطح انو كان رجل انساني:
كان يحسس الكل انو هني اراب لألو. اللي كانوا يشتغلوا معو، من الصغير للكبير بيعرفوا انو اي تساؤل عندهم يي فيهم يدؤأ الباب ويفوتوا عند محمد شطح ليتحاوروا معو. ما كان محمد يرد حدن. كلنا يعطينا الوقت ويفسرّلنا ويحدّثنا. كنا نطلع من عندو عارفين وفهمانين اكتر من وقت اللي فتنا.
كان شخص بيملك روح النكتة:
اللي ما كان يبيعرفو لمحمد ما بيعرف اديش عندو قدرة انو يلاقي مواقف بضحك حتى بالظروف الصعبة ليخفف عنا ويمكن ليخفف ع حالو .
هالنزعة المرحة بشخصيتو كانت تنسحب على لبسو كمان خصوصاً بكرافاتاتو اللي كان يلبسها. مين فينا ما بينذكرال cravat الصفرا او الحمرا او الخضرا. (I guess he was testing how loud a color he can get away with
أخيرا،ً وهون بدي استأذن من نينا وعمر وروني لاحكي عن محمد شطح كرب عيلة. انا ما تعرفت على روني وعمر الا من بعد ما استشهد محمد شطح بس كنت اعرف عنهم كتير اد ما كان يحكي عنهم، وعن شخصية وانجازات كل واحد منن. صرلي الفرصة انو اعد معهم على عدة مناسبات من وقتا، وكل مرة اترك بانطباع اني قاعدي مع أشخاص بعرفن من زمان أد ما هني قريبين وأد ما هني اخدين، ومشبعين من بيّن،، كل واحد بطريقة مختلفة… اذكيا، مطلعين، وعصريين ومحبين متل بين. وبعد ما تعرفت على نينا، تأكدت انو محمد ما كان قدر نجح لو ما ها الست الجبارة والقديرة اللي وقفت حدو من اول الطريق ورافقتو طيلة مسيرتو المهنية ودعمتو وشاركتو بتربية ه الشبين المميزين.
اليوم الصبح بس فتحت الفايسبوك وشفت تعليقات على استشهاد محمد شطح، تأكدت انو في كتير بيتذكروا محمد بنفس الطريقة اللي بتذكروا انا فيا وهوي تبرهنلي انو هل الشخص ترك اثر كبير مش بس على العالم يلي اشتغلوا معو بس على عدد كبير من اللبنانيين”.
وفي الختام، تحدث رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مستهلا كلامه بشكر عائلة الشهيد نينا، عمر وراني، بحيث أعرب عن سعادته بأن الظروف سنحت له أن يمضي ساعات وساعات يتحدث مع محمد شطح “الذي لم يفكر يوماً الا بالقضية لذا هو راهب القضية وسيظل كذلك”.
وقال: “محمد شطح فريد من نوعه، كان القضية وكان شخصاً متجرّداً، يحيا من أجل القضية وللقضية في يومياته، وفي الأسابيع الماضية فكرتُ مطوّلاً بمحمد شطح، لأنه خلال تشكيل الحكومة فوجئتُ أن بعض الأشخاص يصارعون ويقارعون من أجل نيل حقيبة وزارية، بينما محمد شطح كان متواجداً دائماً الى جانب من يشكّل الحكومات، ولم يطلب يوماً حقيبة لنفسه، إلا حين طُلب منه أن يكون وزيراً، ولكن لم يكن هذا حلمه، اذ كان يحب أن يبقى خارج التفاصيل وليس في قلب الحدث ليس لأنه لا يحبذ الالتزام بل ليبقى ذهنه صافياً”.
وتابع: “أكثر ما كان يهمّ محمد شطح هو الأوراق، كان في كل مرحلة ينكب على صياغة ورقة توصّف الوضع القائم وتضع الحلول له، لنستخدمها في صياغة الموقف السياسي الذي يجب أن نتخذه، فضلاً عن أنه كان يُحب تقريب وجهات النظر داخل قوى 14 آذار بجلدٍ كبير من أجل التوّصل الى موقف موحّد لهذه القوى”.
ورأى جعجع انه “بقدر ما يصح تسمية الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأب 14 آذار يصح أيضاً تسمية محمد شطح أم 14 آذار”.
وأردف: “لقد قتلوا محمد شطح ولكن لن ندعهم يطالوا القضية أو يقضوا عليها، من الممكن في وقت من الأوقات ان يربح الشر جولةً أو أكثر ولكن هذا لا يعني في أي حال من الأحوال ان الشر انتصر وانكفأ الخير، لن ندع الخير ينكفئ مع أنني أرى أن بعضكم يبتسم ويهز برأسه لأنه يعتبر أن القضية انتهت ونالوا منها، ولكن هذا خطأ فادح اذ لا يمكن لأحد أن ينال من القضية، ولو أنه يُمكن تأخيرها عبر اغتيال أحد منّا أو ربما حجبها في مرحلة من المراحل، وإنما ثورة الأرز انطلقت ولن يتمكن أحد من وضع حدٍّ لها، فنحن جيل شهد على انطلاقة أكبر ثورة شعبية في تاريخ لبنان، نحن جيل مسؤول لن نترك أحداً يضع نهاية للقضية بغض النظر عن المراحل التي نمر بها في الوقت الراهن”.
وختم جعجع كلمته: “نحن نرى في الوقت الحاضر غمامة سوداء أمامنا ما يذكرني بمرحلة الزنزانة حيث كنت لا أرى سوى الزنزانة بينما أنتم في الخارج كنتم ترون عهد الوصاية، ولكن خلف الزنزانة وعهد الوصاية شهدنا ما كان الله قد أعدّهُ لنا، لذا تأكدوا أنه وراء هذه الغمامة الحالية تنتظرنا أمورٌ وغدٌ أفضل، والسلام!”.