Site icon IMLebanon

“حزب الله” اتخذ القرار الكبير!

 

 

 

 

أعلنت مصادر سياسية قريبة من العهد لـ”المركزية” ان حزب الله يبدو اتخذ قرارا كبيراً باعتماد معادلة صفر مشاكل مع القوى السياسية الداخلية كافة بمن فيها الاكثر مناهضة لمشروعه السياسي والعسكري ورؤيته الاستراتيجية للدولة، بحيث تبين ان الحزب ليس في وارد استثمار انتصاراته الخارجية في لبنان كما تردد، لا بل يذهب في اتجاه تحييد ملفات الخارج عن الداخل، خصوصا بعدما سلكت الاستحقاقات مسارها الطبيعي ولعب فيها دور المُسَهِّل الى درجة كبيرة. وتعتبر ان الهدف الاساسي خلف ايجابيات حزب الله في هذه المرحلة رغبته في تثبيت الاستقرار السياسي والامني بما دفعه للقبول بتحييد لبنان عن سوريا، وقد انتقل من مرحلة الى اخرى، اذ بعدما كانت اولويته الاستقرار الامني الذي على اساسه تم تشكيل الحكومة في عهد الرئيس تمام سلام، نحا بعد انتخاب الرئيس ميشال عون في اتجاه الاستقرارالسياسي لتثبيت هيكل الدولة الذي كان معرضا لخطر الانهيار.

لذلك، تضيف المصادر يترقب الحزب ما يحصل على الساحتين الدولية والاقليمية بحذر شديد، من الادارة الاميركية الجديدة وكيفية تعاطيها مع ملفات المنطقة ومع الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الوضع السوري والتسويات التي قد يرسو عليها. امام هذه الخريطة الجديدة الغامضة اقليميا، تعتبر المصادر ان الحزب يسعى الى ضخ اكبر قدر من الايجابيات في بيئته لاراحة الوضع الداخلي واشاعة مناخ مريح للقوى السياسية، حتى ذهبت الامور الى تسويات معينة يكون قد حفظ خط الرجعة وبات مستعدا للقائها في منتصف الطريق.

وإذ تأمل في استمرار هذه السياسة من خلال الحكومة بعدم اعتماد المشاكسة في جلسات مجلس الوزراء لتكون منتجة وفاعلة وينسحب الامر على قانون الانتخاب، بحيث يكون الحزب انتقل حقيقة من مرحلة الرغبة بالاستقرار الامني الى السياسي تحت عنوان اعادة الاعتبار لمشروع بناء الدولة القوية، تشير الى ان النهج السياسي الجديد للحزب لا يلغي الشكوك بذهاب حزب الله حتى النهاية في هذا المشروع، خصوصا ان الامور مرهونة بمجموعة تطورات واعتبارات اقليمية قد تحمله على الذهاب في اتجاهات معاكسة، ذلك ان دوره ليس محليا فقط كما سائر الكتل السياسية بل اقليمي، وسياسة التبريد التي يعتمدها اليوم مرتبطة تحديدا بهذا الدور، فهو يبرّد في لبنان من اجل التسخين في الخارج. من هنا تكمن الخشية من اي تداعيات لدوره الاقليمي على المحلي، علما ان اي طرف لبناني لم يتمكن حتى الساعة من اقناع الحزب بالتخلي عن هذا الدور. ولم تستبعد المصادر ان يعمد الحزب في حال حصول تطورات اقليمية معينة تتصل بسوريا او بايران ان يعيد لبنان الى وضعه السابق فيستخدمه مجددا ورقة لبعث رسائل لواشنطن او غيرها من القوى الدولية الكبرى.

وتتمنى المصادر الا تكون الايجابيات ظرفية ناتجة من الخشية من الاصطدام مع الرئيس عون ومن مخطط لنشر الفوضى في لبنان وتفجير بيئة الحزب، بل ثابتة لا تتأثر بارتجاجات وتحولات اقليمية فيعمل حزب الله على تحصين الوضع الداخلي الى جانب سائر القوى السياسية ولا يكون له دور في زعزعة اي وضعية داخلية نتيجة تطورات خارجية.

واذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن المصادر قرأت في قرار وزير الاعلام ملحم رياشي الايعاز لتلفزيون لبنان بنقل خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة ايجابية قواتية في اتجاه الحزب. بيد ان اوساطا في القوات قالت لـ”المركزية” ان خطوة وزير الاعلام منطلقة من الحرص على تعامل التلفزيون الرسمي بمبدأ التعاطي بالمثل مع القوى السياسية كافة. فقرار عدم نقل الخطابات حينما اتخذ كان له مسبب يكمن في عدم تبني لبنان الرسمي مواقف ضد دولة صديقة كان السيد نصرالله يطلقها آنذاك، مؤكدة ان لا جديد على مستوى تعاطي القوات مع حزب الله باستثناء حرص الطرفين على المساحة المشتركة التي تجمعهما في مجلس الوزراء على امل ان تجمعهما في مساحات مشتركة جديدة في قانون الانتخاب ومكافحة الفساد وتثبيت الاستقرار، لكن ذلك لا يلغي الخلاف حول الرؤية الاستراتيجية للبنان والنظرة الى دوره.