Site icon IMLebanon

خطة لوقف النار في سوريا؟!

 

 

تشير مصادر ديبلوماسية عبر “المركزية” الى أن “اتفاقا” حاسما جرى بين روسيا وتركيا على ضرورة وقف التصعيد العسكري في سوريا واطلاق عجلات الحل السياسي، كرّسه الاجتماع الثلاثي في موسكو الذي ضم وزيري خارجيتي الدولتين الى نظيرهما الايراني. فالكرملين يستعجل الخروج من الوحول السورية وطي صفحة النزاع بعد أن بات يدفع سياسيا واقتصاديا و”ديبلوماسيا” ثمن مساندته النظام. وتركيا بدورها تناسبها المباشرة بالحل السياسي بما يُبعد عن حدودها شبح داعش والاكراد. الا ان تفاصيل هذا “الاتفاق” لا تزال الى حد كبير، ضبابية، وقد يكمن فيها أكثر من “شيطان”. فوزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لفت اليوم الى ان بلاده لم تغير موقفها في شأن سوريا وتؤكد أن الحل الأمثل سياسي، الا انه اكد ان “الانتقال السياسي بوجود بشار الأسد مستحيل ونعلم أن المعارضة لن تتقبله”، متحدثا عن “اتفاقين جاهزين في شأن سوريا أحدهما يتعلق بالحل السياسي والثاني بوقف إطلاق النار وبالإمكان تنفيذهما في أي وقت”.

والى الخلاف على مصير الأسد، تتحدث المصادر عن أحجار عثرة أخرى تعترض طريق الحل المنشود، تتمثل أولا في غياب الرعاية او المشاركة الأممية أو الاميركية أو الاوروبية أو السورية – أقلّه من جانب المعارضة- عن الاتفاق الروسي – التركي، علما ان رأس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف والمبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي مستورا أجريا محادثة هاتفية اليوم في شأن سوريا وقد أعربت الأمم المتحدة عن استعدادها للمساهمة في تنفيذ الإتفاق الروسي – الإيراني – التركي، في حين أشارت معلومات صحافية الى ان المعارضة السورية المسلحة تسلمت نسخة من مسودة اتفاقية وقف النار وبعض فصائلها وافق عليها.

أما العقبة الثانية، فتكمن في غموض الموقف الايراني من خطة وفق النار. وفي هذا الاطار، تشير المصادر الى وجهتي نظر تتجاذبان طهران. الاولى، يقودها المعتدلون برئاسة الرئيس حسن روحاني، وهي لا تمانع وقف الآلة العسكرية. أما الثانية، فأكثر تشددا، يقودها مرشد الثورة والحرس الثوري وتحبّذ مواصلة المعارك الى حين تظهير موقع ايران وحصتها في التسوية السياسية التي يعمل الروس والأتراك على نسج خيوطها. وتكشف المصادر في السياق، عن خشية ايرانية متزايدة من إبرام حل يأتي على حساب طهران فتذهب ضحيته.

ويبدو ان مخاوف ايران مبررة، حسب المصادر، اذ يكثر الحديث في عواصم القرار عن ضرورة القضاء على مظاهر التطرف كلها في المنطقة لضمان نجاح الحلول السياسية. وفي مقابل محاربة “داعش” و”فتح الشام” قد يكون من الضروري تضييق الخناق على “الحشد الشعبي” و”الحوثيين” وحزب الله” وهي أذرعة عسكرية ايرانية، فهل ترضى طهران؟ وقد تكون الاجواء هذه، المقلقة لطهران، والتي ترافق المساعي المبذولة لاسكات المدافع في الشرق، عاملا مساهما في خفض “حزب الله”، على سبيل المثال، نبرته السياسية في الداخل في الأيام القليلة الماضية، حيث تحسب “الضاحية” خطّ الرجعة الى الوطن في حال كان “الحزب” كبش محرقة في التسوية المنتظرة.