عزت مصادر معراب عبر الوكالة “المركزية” الغياب القواتي عن جلسة التصويت على الثقة للحكومة إلى “أوضاع خاصة أو صحية لدى البعض، من دون أن ننسى زحمة السير وسفر البعض لمناسبة الأعياد وسواها من الأمور. ولا يجوز تحميل هذا الأمر أكثر مما يحتمل، علماً أن الجميع كان على يقين أن الحكومة ستنال ثقة مجلس النواب، وخطوتنا لا تستهدف أحدا بدليل أن عددا من نواب كتلتي المستقبل واللقاء الديموقراطي لم يشاركوا أيضا”.
وتماما كما في الجلسة النيابية الأخيرة، كذلك في قداس الميلاد في بكركي، غابت القوات عن أول ذبيحة إلهية ميلادية يشارك فيها رئيس الجمهورية منذ أكثر من عامين، ما جعل البعض يتحدث عن حضور من لون واحد لا يناسب الاجماع الذي ينادي به العهد الجديد، في هذا الاطار يلفت القواتيون إلى “أننا لا ننظر إلى الرئيس ميشال عون على أنه من طرف واحد، بل نعتبر أننا من المساهمين الأساسيين في ايصاله إلى بعبدا، ومن الداعمين لعهده. وبالنسبة إلينا، خيار الدكتور سمير جعجع بتأييد ترشيح العماد عون يعود إلى ايمانه بإنقاذ لبنان”.
ولا تفوت معراب فرصة الاشارة إلى أن “بروتوكوليا، رئيس الجمهورية هو الذي يحضر هذا القداس ويملأ كل المكان المعطى له، ولا ضرورة لحضورنا، علما أننا لا نتحدث عن رئيس من 8 آذار ليصبح حضور الدكتور جعجع إلزاميا لإضفاء بعض التوازن على المشهد”.
وتذهب المصادر إلى حد التشديد على أن “ما يهمنا هو التكامل بين رئاسة الجمهورية ورأس الكنيسة المارونية، ونحن نؤمن بهذا الأمر وأهميته، وعلاقة معراب ببكركي واضحة جدا وممتازة، خصوصا مع البطريرك الراعي، وكذلك مع رئيس الجمهورية، وتاليا، فإن القداس الميلادي تأكيد للعلاقة الوثيقة بين “القمتين” المارونيتين الروحية والمدنية”.
على خط آخر، يحرص المقربون من معراب على تأكيد وقوف القوات إلى جانب العهد اوحكومته الأولى، على رغم الغياب عن هذين الحدثين، وإن كان الفريق الوزاري الجديد يواجه معارضة كتائبية واضحة. وفي هذا الاطار، أشارت أوساط القوات إلى “أننا كنا نأمل في أن تكون المعارضة فعلية، لا أن تأتي نتيجة عدم إعطاء فريق سياسي الحقيبة الوزارية التي يتمناها. ذلك أن النظام الديموقراطي لا يمكن أن يستقيم إلا على قاعدة قيام معارضة وموالاة، علما أن القوات لا تزال متمسكة بطرحها الأساسي الذي يفيد بأن الحكومات لا يجوز أن تكون مجلسا نيابيا مصغرا، غير أن هذا لا ينفي أن شمل المكونات الأساسية في البلاد يجب أن يلتئم تحت سقفها لتجسد الميثاقية”.
وختمت لافتة إلى أن “لا خلاف استراتيجيا على خط الصيفي- معراب، والتباين القائم في بعض الملفات موجود أيضا مع سائر القوى السياسية، بدليل أن القوات التي ستكون من أول المؤيدين للعهد والحكومة حيث يجب، لن تتوانى عن معارضة القرارات الحكومية الخاطئة، حرصا منها على حسن إنطلاق المرحلة الجديدة من تاريخ لبنان”.