IMLebanon

مُقنَّعون في “عين الحلوة”…وإغتيال جديد

 

 

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

فشِلت محاولات القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية لتحصين مخيم عين الحلوة، عقب الاشتباكات الأخيرة بين حركة «فتح» والإسلاميين التكفيريّين بقيادة بلال بدر، حيث ظهر مقنّعون ليلَ أمس الأول وصباح أمس في حيّ المنشيّة، اعتقلت القوة الأمنية الفلسطينية المشترَكة إثنين منهم، فيما حاول مقنّع اغتيالَ فلسطيني يعمل سائق تاكسي في سوق الخضار، وقد نفت «فتح» أن يكون المستهدَف مرافِقاً لقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب.أطلق مجهول مقنَّع رصاصة من مسدّس حربي على الفلسطيني ابراهيم منصور داخل سيارته عند مفرق سوق الخضار، وقد نُقل الى مستشفى النداء الإنساني ثمّ الى مركز لبيب الطبي في صيدا، قبل أن يفارق الحياة ويُنقل إلى مستشفى الهمشري في المخيم.

وشهد المخيم استنفاراً امنياً في الشارع الفوقاني ترافق مع اتصالات لضبط ردود الفعل ومنع تدهور الأوضاع، فيما وُضعت وحدات من «فتح» في جهوزية في منطقة البركسات تحسّباً لعودة الإسلاميين لتوتير الأجواء، خصوصاً بعدما أُفيد عن استنفار الإسلاميين في مربعهم الامني في حي الصفصاف وتمركزهم بين المنازل بطريقة عسكرية، خصوصاً أنّهم يقفون وراء اغتيال منصور وغيره ولديهم مشروع لإبقاء المخيّم ناراً ملتهبة خدمةً لأجندات خارجية وإقليمية.

وفي السياق، نفى قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب أن يكون منصور أحد مرافقيه أو حتى من المنتسبين لـ«فتح»، مؤكداً أنه «سائق تاكسي ويسكن في البركسات وهو عضو في فريق النهضة لكرة القدم ولا علاقة له بـ«فتح» لا من قريب ولا من بعيد».

واعتبر أنّ الحادث اجرامي لتوتير الاوضاع الأمنية في المخيّم، وهناك عصابات مأجورة وغادِرة تريد أن تلهب المخيّم بإجرامها ونحن لها في المرصاد، واصفاً إعلان الإعلام بأنَّ المستهدَف مرافقي هو «استهداف معنوي لي، ومهما حاولوا العبث بأمن المخيّم سنبقى نعضّ على الجرح ولن نردّ إلّا في حال الاستهداف الشخصي أو الهجوم على مراكزنا».

من جهته، قال عضو اللجنة الأمنية العليا الفلسطينية في المخيم اللواء صلاح اليوسف لـ«الجمهورية» إنّ القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية كانت اتفقت على خطة لتحصين الامن في المخيّم وتثبيت وقف اطلاق النار، لكنّ المأجورين الذين لا تروق لهم الوحدة الفلسطينية يريدون توتير الاوضاع، واستهدافهم لسائق تاكسي إنما يندرج في اطار مخططهم لاغتيال الحياة في المخيّم وتقويض استقراره».

وأكّد أنّ «وحدتنا الفلسطينية الاسلامية والوطنية قادرة على درء الأخطار المحدِقة بالمخيّم، ومَن يلعبون بالنار سيحرقون أصابعهم وممنوع التمادي في قتل حياة اهلنا وهناك خطة تنسيق بين اللجنة الامنية العليا والجيش اللبناني ليبقى المخيَّم صامداً».

بدوره، كشف قائد القوة الامنية الفلسطينية في المخيمات اللواء منير المقدح لـ«الجمهورية» أنّ «التحقيقات الأوّلية مع المقنّعين الذين قبضنا عليهم في حيّ المنشية أظهرت أنهم لا ينتمون لأيّ تنظيم وأنّ أعمالهم صبيانية ليس إلّا»، مشيراً في المقابل إلى وجود «مؤامرة تستهدف عين الحلوة لأنّه في عين العاصفة، ولن نَسمح للقتلة المأجورين التمادي في عملياتهم ولدينا خطة بالتصدّي لهم لإبقاء مخيّمنا عنواناً لحق العودة».

من جهة أخرى، رحَّب مسؤول العلاقات السياسية لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان، شكيب العينا، بما جاء في البيان الوزاري لجهة الحفاظ على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، معتبراً أنّ الحفاظ على هذا الحق هو مصلحة فلسطينية ـ لبنانية مشترَكة.

واستغرب العينا في تصريح لـ«الجمهورية»، «اقتصارَ البند المتعلّق بالحوار اللبناني ـ الفلسطيني على الجانب الأمني، مغفلاً الجانب الاجتماعي والإنساني»، مؤكداً «أننا ملتزمون الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، ونرفض كلّ مشاريع التوطين والتهجير».

ودعا الحكومة اللبنانية إلى «فتح حوار لبناني ـ فلسطيني على قاعدة الحقوق والواجبات، لإراحة الواقع الفلسطيني ممّا يواجهه من صعوبات قد تؤدّي أحياناً إلى توترات أمنية».