تكتسب زيارة عون للرياض أهمية «ما فوق عادية» كونها تعكس روح التسوية السياسية التي جاءت به رئيساً من جهة، وتعيد الاعتبار من جهة أخرى لـ«التوازن» في علاقات لبنان الاقليمية رغم التطاحُن الهائل بين اللاعبين الاقليميين وصراع النفوذ الدائر على امتداد ساحات المنطقة.
وأصبح معروفاً ان اختيار عون للمملكة العربية السعودية بوابة عبوره الى المنطقة والعالم في مستهلّ عهده، ينطوي على رغبةٍ في معاودة تطبيع العلاقة مع دول الخليج بعدما اهتزّت بسبب تورُّط «حزب الله» في أعمال عسكرية وأمنية في ساحات عدة في المنطقة.
وتجري عملية تطبيع العلاقة اللبنانية – الخليجية وسط اقتناع بأن تدخل «حزب الله» في ساحات المنطقة تحوّل مسألة اقليمية تتجاوز قدرة لبنان على التحكم بها، الأمر الذي يساهم في تنقية العلاقات بين لبنان الرسمي ودول مجلس التعاون بعد الانتكاسة التي ألمّت بها.
واشارت صحيفة «الراي» الكويتية الى ان «حزب الله» لم يبد اي اعتراض على تدشين رئيس الجمهورية عهده بزيارة السعودية، ولم يشكل له الأمر اي «نقزة»، لاطمئنانه الى نيات عون وثباته من جهة ولاقتناعه بأنه لا يمكن تحميل الموقف الرسمي اللبناني اي عبء يتّصل بإدراج الحزب على لوائح الارهاب الخليجية من جهة أخرى.
من جهتها، كتبت “الجمهورية”، أنه بعد الأنباء الاخيرة عن انّ زيارة عون المقرّرة للسعودية اثارَت “غضب” إيران و”امتعاض” حزب الله الخائف من علاقات العهد الخليجية، حاولت “الجمهورية” الوقوف على حقيقة موقف الحزب من هذه الزيارة، فذكّر من سألتهم بما كان اعلنَه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله من أنّ لا مشكلة لديه في هذا الموضوع.
ودعا هؤلاء كلَّ من يسأل الى مراجعة ما كان اعلنَه في خطاب علني اخيراً بـ”أنّ من حق رئيس الجمهورية أنّ يسافر إلى أيّ مكان وأن يكون سفره الأول إلى أيّ مكان.
لا نحن يجب أن نضع فيتو على السفر الأول أو الثاني أو الثالث للرئيس عون إلى السعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على سفره إلى سوريا أو إلى إيران. فنحن أمام عهد جديد يتوقّع اللبنانيون جميعاً منه أن يقوم بنسج علاقات لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة المستقبل اللبناني مع جميع الدول”.
وحرصَ من سألتهم “الجمهورية” على التأكيد مجدّداً “أنّ علاقة حزب الله بالرئيس عون هي علاقة ثابتة وراسخة ومليئة بالثقة، ثقة متبادلة بين الحزب و”التيار الوطني الحر” وثقة متبادلة بين الرئيس والسيّد”.
وأضافوا: “سبق للسيد نصرالله ان قال إنّ الحزب و عون وقيادة “التيار الوطني الحر” كانوا وما زالوا “في علاقة ممتازة ولا تشوبها أيّ شائبة، وليس هناك أيّ إشكالية أو قلق أو أزمة ثقة أو خلاف أو تساؤلات أو مخاوف أو نقزة… علاقتنا قائمة كانت وما زالت وستبقى على الإحترام المتبادل وعلى الثقة العميقة التي تكرّست من خلال التجربة الطويلة في الايام الصعبة”.