IMLebanon

تقرير IMLebanon: “هضامة اللبنانيين على الواتساب” تفيض… رسائل تغرقنا من دون إذن!

يُقال بالعامية أن “الزايد خي الناقص” وهذا حالنا مع “هضامة” بعض اللبنانيين الفائضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية.. فهذه السخرية من كل الأمور تحمل أحياناً طابعاً إيجابياً في ظل المشاكل الكثيرة لكنها قد تتحول أحياناً الى مسيئة او على الأقل مملة وتتخطى الحدود في أحيان أخرى.

فيوم الأربعاء مثلاً استيقظنا جميعا على رسالة صوتية عبر “واتساب” مرفقة بصورة من منطقة الجديدة، وجاء في الرسالة: “لكل شخص وصلته الرسالة الصوتية وسمعها، فقد انقلبت شاحنة محمّلة بالزيت على اوتوستراد نهر الموت ما ادى الى انتقال الزيت الى الطرقات المجاورة في الجديدة والزلقا والمكلس وسن الفيل، والقيادة على الطريق خطيرة جدا وعلى السائقين توخي الحذر وكل شخص سمع الرسالة فليشاركها مع الآخرين”.

 

الرسالة مرفقة بصورة من منطقة الجديدة تظهر انتقال الزيت الى الاحياء الداخلية.

حتى الآن المسألة ايجابية ومنطقية ويُشكَر من ارسل الرسالة ووزعها على المواطنين ليتوخوا الحذر، ولكن ما ان مرّت ساعتان على تلك الرسالة حتى بدأ اللبناني باستخراج ما يملك من “خفة ظل” خصوصاً وان الرسائل الصوتية باتت تصل الجميع بسرعة الضوء وتنتشر اسرع من الوباء.

الرسالة الثانية وصلت أيضاً وتقول ان “شاحنة محمّلة بالبطاطا انقلبت على طريق نهر الموت ايضا واختلط الزيت بالبطاطا وبدأ السائقون “بقلي” البطاطا ما ادى الى عرقلة السير لان المواطنين مشغولين بأكل البطاطا!”.

دقائق قليلة وتصلنا رسالة صوتية ثالثة وبصوت رجل آخر، يقول فيها، “الرجاء لكل من يسمع هذه الرسالة يرسلها لاوسع نطاق ممكن فنحن بحاجة الى “الكاتشاب” لان السائقين “عم بغصوا عم ياكلوا البطاطا ناشفة”، الرجاء ارسال “الكاتشاب” او “الثوم”.

لم تنته القصة هنا، فبعد ساعات معدودة تصلنا رسالة رابعة، وجاء فيها: “لا أحد يسلك طريق جونية اليوم لان أمام محمل “السي سويت” للحلويات في الزوق الطريق مقفلة بسبب سقوط قالب حلوى على الطريق”.

دقائق قليلة وتصلنا رسالة خامسة، جاء فيها: “صدر كنافة سقط على أوتوستراد الزوق ووصل الى جبيل والسير يمين شمال والسائقين يأكلون الكنافة الرجاء ارسال الرسالة لأكبر عدد ممكن”.

أما الرسالة السادسة والأخيرة، فختمت النهار الطويل إذ وصلتنا رسالة بعد ساعة تقريبا وتقول: “لكل من يسمع هذه الرسالة فلينشرها قدر الامكان للسلامة العامة فقد انقلبت شاحنة محمّلة “بزبل البقر” على اوتوستراد المتن السريع وسقط “الزبل” في النهر، “انزلوا كلوا…” و”لبقا تتهبلنوا على الواتساب”.

مع تلك الرسالة الأخيرة يكون قد انتهى مسلسل الرسائل الصوتية المتبادلة الذي يشبه فيلما هنديا طويلا. وهنا النقطة التي يجب التوقف عندها، وهي ان كل من يملك هاتفاً أصبح عرضة لتلك الرسائل ولا يمكنه فعل شيء سوى تلقيها والدخول في تلك الدوامة الكبيرة، ليصبح الأمر أشبه بمزاد علني “مين بزيد” و”مين أهضم”!

إذا كان المواطن اللبناني قادراً على تحويل أي محنة او مصيبة يواجهها الى “نكتة” يتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهو بالتأكيد قادر على ابتكار طرق جديدة من أجل اضافة نكهة خاصة على أي رسالة جدّية تصله. لذلك ومع تطور وسائل التواصل وسرعة انتقال الخبر فلا يمكننا سوى التعوّد على هذا الواقع وتقبله أو علينا إلغاء كل تلك التطبيقات والاعتماد على الهاتف والاتصال المباشر فقط!