Site icon IMLebanon

عون يحمل مبادرة إلى السعودية؟!

 

 

أعلنت مصادر رسمية لـ”الحياة” إن لبنان يتوقع من محادثات الرياض أن تؤدي الى طي صفحة الماضي لمصلحة فتح صفحة جديدة تؤشر الى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تجاوزت مرحلة الإرباك وباتت الآن أمام مرحلة سياسية جديدة تعيد هذه العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق.

ولفتت إلى وجود رغبة لبنانية ليس في تجاوز تداعيات المرحلة الصعبة التي مرت فيها العلاقات الثنائية إبان فترة الشغور في رئاسة الجمهورية فحسب، وإنما في الإصرار على إعادة الروح لهذه العلاقات وتطبيعها في اتجاه تفعيلها وتعزيزها على المستويات كافة، اقتصادياً وتجارياً وسياسياً، لما تشكله السعودية من ثقل في مجلس التعاون الخليجي يمكن الإفادة منه الى أقصى الحدود، لجهة تشريع الأبواب أمام مجيء رعايا الدول الأعضاء في المجلس الى لبنان لتمضية موسم الصيف في ربوعه، إضافة الى إعادة ما انقطع من تعاون اقتصادي واستثماري بين لبنان وهذه الدول.

واعتبرت أن أهمية المحادثات اللبنانية – السعودية تكمن في إعادة التواصل على مستوى القيادتين بين البلدين لما ستكون له من مفاعيل إيجابية تنسحب على المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية. وقالت إن الرئيس ميشال عون والوفد الوزاري المرافق سيعرضان وفق اختصاصات الوزراء لواقع الحال في لبنان في ضوء تحمله القسط الأكبر من الأعباء الملقاة على عاتقه نتيجة استضافته لأكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري بما يفوق قدرته على تغطية تكاليف هذه الاستضافة، نظراً إلى الوضعين المالي والاقتصادي اللذين يرزح البلد تحت وطأتهما، ما يستدعي مبادرة المجتمع الدولي الى رفع منسوب مساهمته المالية في هذه التكاليف.

ورأت ان محادثات عون مع خادم الحرمين يفترض أن تشكل رافعة لمستوى التعاون بين البلدين في عدد من المجالات. وقالت إنهما سيبحثان في الوضع في المنطقة والتقلبات السياسية والعسكرية التي تمر فيها، إضافة الى تبادل الرأي في مواجهة الإرهاب والتطرف باعتبار أن البلدين شريكان في التصدي للمجموعات الإرهابية والتكفيرية.

وأضافت مصادر وزارية مواكبة للمحادثات اللبنانية – السعودية أن الرئيس عون هو من دعاة العمل العربي المشترك في مواجهة الإرهاب وأسبابه، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية في البلدين تملك الخبرة الكافية في مكافحته وإلقاء القبض على الخلايا النائمة التي تخطط للقيام بتفجيرات في البلدين للإخلال بالأمن والاستقرار.

وأكدت المصادر أن عون سيتوقف في مجال مكافحة لبنان للإرهاب أمام الإنجازات التي حققتها القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، خصوصاً في العمليات الاستباقية التي نفذتها، ومنعت المجموعات الإرهابية من استهداف مراكز أمنية وحيوية وتجمعات سياحية وسكنية.

وأوضحت المصادر عينها أن عون والوفد المرافق له سيناقش أبرز هذه العناوين في محادثاته مع أمير قطر إضافة الى طلب مساعدة الدوحة في الكشف عن مصير تسعة عسكريين لبنانيين لا يزالون مختطفين لدى تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقالت إن طلب مساعدة قطر في هذا المجال يتزامن هذه المرة مع دخول وسيط لبناني على خط الاتصالات مع “داعش” لمعرفة مصير هؤلاء العسكريين، لا سيما أن هذا الوسيط كما قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المكلف من الحكومة اللبنانية بمتابعة ملف العسكريين المختطفين، هو موضع ثقة وقادر على التواصل مع الجهة الخاطفة.

لذلك يعوّل الجميع في لبنان على ما ستنتهي إليه المحادثات اللبنانية – السعودية التي يراد منها أن تصب في خانة إعادة الحرارة الى العلاقة بين بيروت والرياض، لما للأخيرة من موقع في الخريطة العربية يمكن لبنان الإفادة منه لتدعيم الاستقرار الاقتصادي الذي يؤثر في تثبيت الاستقرار الأمني، إضافة الى أن هذه المحادثات هي بمثابة المفتاح للبنان لإعادة تطبيع علاقاته بدول مجلس التعاون الخليجي.

من جهتها، ذكرت صحيفة “الجمهورية” أنّ تحديد رئيس الجمهورية ميشال عون موعد رحلته الخليجية جاء عشية وصول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي الى بيروت، والذي على غير عادة لم يتطرق الى موضوع تسليح الجيش أو تقديم هبة إيرانية من السلاح له.

ويُقال إنّ سبب ذلك مبادرة قد يطرحها عون في السعودية للتقريب بين طهران والرياض، وإنّ إيران تسعى الى تقديم ورقة حسن نية ولعدم عرقلة هذه الزيارة، كما أنّ «حزب الله» بدوره أبدى ليونة تجاهها نتيجة ظروف معيّنة، إضافة الى رغبة الطرفين في فتح خط مع السعودية يريح العهد بعدما أخذا ما يطمئنهما داخلياً من خلال «خطاب القسم» ثمّ من خلال البيان الوزاري، حيث لم يُذكر موضوع وجود الحزب في سوريا أو الاستراتيجية الدفاعية وسلاحه.