عشية إلقاء الرئيس باراك أوباما خطابه الوداعي من مدينة شيكاغو غداً، اتجهت الأنظار إلى واشنطن، حيث بدأت التحضيرات الأمنية واللوجيستية لحفل تنصيب دونالد ترامب الرئيس الـ ٤٥ للبلاد في ٢٠ الجاري، في ظل توقع شرطة المدينة تنظيم تظاهرات حاشدة تجمع نصف مليون شخص.
ومع استمرار الجدل في شأن تأكيد تقرير لأجهزة الاستخبارات الأميركية تورط روسيا في هجمات إلكترونية هدفت إلى التأثير في انتخابات الرئاسة الأميركية التي أجريت في 8 تشرين الثاني الماضي، صرح رينس بريبوس الذي اختاره ترامب لمنصب كبير العاملين في البيت الأبيض بأن «الرئيس المنتخب قبل حقيقة وقوف كيانات من روسيا خلف قرصنة مؤسسات للحزب الديموقراطي وعاملين في الحزب، وسيطالب أجهزة الاستخبارات بإصدار توصيات في شأن ما يجب عمله».
وأعقب ذلك تشكيك أعضاء جمهوريين وديموقراطيين بارزين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي في إمكان أن تصبح روسيا حليفة للولايات المتحدة، وهو التوجه الذي يتبناه الرئيس المنتخب ترامب.
وقال رئيس اللجنة الجمهوري ديفين نونيس: «اتمنى أن ارى صداقة أميركية – روسية، لكن لا اعلم إذا كان ذلك ممكناً». اما عضو اللجنة الديموقراطي آدم شيف فصرح: «سيكون شيئاً عظيماً أن تصبح روسيا حليفاً، لكن ذلك أمر غير واقعي، ونحتاج الى التيقظ في شأن كل ما يتعلق بالروس».
وفي مقابلة مع برنامج «هذا الأسبوع» على شبكة «اي بي سي»، أقرّ الرئيس أوباما بأنه «استهان» بتأثير القرصنة المعلوماتية على الأنظمة الديموقراطية، موضحاً انه أمر الأجهزة بوضع التقرير الذي صدر الجمعة، «لتأكيد ان هذا ما ينفذه بوتين منذ بعض الوقت في أوروبا، بدءاً بدول كانت تابعة لروسيا سابقاً ويتكلم كثير من سكانها الروسية، ولاحقاً على نحو متزايد في الديموقراطيات الغربية».
وأشار إلى «ضرورة الاهتمام بالانتخابات المقبلة في دول اوروبية حليفة، وأن نكون حذرين من تدخل محتمل».
وفيما يتوقع حضور عدد قليل من النجوم حفل تنصيب ترامب رئيساً في 20 الجاري بسبب مقاطعة كثيرين له ومعارضتهم مواقفه المتشددة، يجرى العمل على إجراءات الأمن وتحصين وسط العاصمة التي ستغصّ بمؤيدي الرئيس المنتخب ومعارضيه.
وأفادت صحيفة «يو أس أي توداي» بأن «شرطة واشنطن تتوقع حضور أكثر من ٤٥٠ ألف متظاهر من ٢٦ مجموعة معارضة للرئيس الجديد، وأنه تمّ حصر أماكن التظاهر في ساحات معينة وليس في المدينة كلها».
وغداة التنصيب تنظم مجموعة نسائية «تظاهرة المليون» تنديداً بمواقف ترامب في شأن قضايا النساء خلال حملته.
ويعكف ترامب على إنهاء خطاب القسم الذي قال إنه يكتب مسودته الأولى بنفسه، متأثراً بخطابات الرئيسين السابقين جون كينيدي ورونالد ريغن. لكن اجواءه الاحتفالية تأثرت أمس بكشف صحيفة «نيويورك تايمز» أن صهره جاريد كوشنر، وهو احد الأشخاص الأكثر نفوذاً وتأثيراً في الرئيس الجديد، يفاوض لإبرام صفقات عقارية جديدة في الصين.
وأوردت الصحيفة أن «كوشنر التقى عملاق التجارة الصيني ومدير شركة أنبانغ، وو تشايهوي، في فندق وولدورف أستوريا في نيويورك في ١٦ تشرين الثاني، من اجل مناقشة صفقات عقارية، ما يثير تساؤلات حول تضارب المصالح بين الرئاسة الأميركية والصين، خصوصاً أن كوشنر قد يحظى بمنصب مرموق في البيت الأبيض».
وأفاد التقرير ذاته بأن تشايهوي اتصل بكوشنر بعد تلقي ترامب اتصال تهنئة من رئيسة تايوان تساي إينغوين، لنقل تحفظات الحكومة في الصين على الاتصال.
ويستعد مرشحو ترامب في مناصب بارزة للمثول أمام الكونغرس بدءاً من الأربعاء والخميس في شأن تعيين مرشح وزير الخارجية ريكس تيليرسون.
وجرى تأجيل الجلسات حول المرشحة لمنصب وزيرة التربية بتسي دافوس بسبب عدم استكمال المعلومات حول رصيدها. أما مرشح وزير الدفاع جايمس ماتيس الذي سيتطلب إذناً خاصاً من الكونغرس لأنه لم يستكمل المدة المطلوبة لتقاعده من الجيش والمحددة بـ 6 سنوات لتولي منصب وزاري، فأعلن إنهاء ارتباطاته بشركة «جنرال دايناميكس» التي يملك أسهماً فيها. كما كشفت محطة «سي أن أن» أن مديرة ترامب لشؤون الإعلام في مجلس الأمن القومي مونيكا كراولي التي لا تحتاج الى مصادقة من الكونغرس، مارست السرقة الأدبية أكثر من ٦٠ مرة في كتابها «ما حصل».