اشار نائب رئيس كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر الى ان النائب الراحل بدر ونوس كان قدوة في الالتزام بآداب المهنة، وكان عضوا في لجنة الاشغال العامة ومقررا لها، يرأس اجتماعاتها في غياب الرئيس كما يرأس معظم اللجان الفرعية التي تنبثق عن لجنة الاشغال. كان دائم الحضور لا يغيب الا لمرض وكان اشد الحرص على مصالح المدينة وعلى مصالح كل مناطق الحرمان. وفي كتلة المستقبل كان دائما اول الحاضرين لاجتماعات الكتلة، يتعاطى مع الكل بود منقطع النظير، كان يشارك كما هو حال الجميع في الكتلة بالمناقشات، وفي النهاية كان يلتزم قرارات الكتلة ولو كانت مخالفة لرأيه”.
جاء كلام الجسر خلال مأدبة غداء في مطعم “الشاطئ الفضي” في الميناء، أقامها عن روح النائب الراحل بدر ونوس، وقال: “في احداث طرابلس كان رمزا للوطنية، كان حريصا على كل الناس في طرابلس كحرصه على ابناء جبل محسن، وكان يعتبر عن حق كما نؤمن جميعا في تيار المستقبل ان كل الطوائف تشكل نسيج اهل المدينة، وبالطبع فان الطائفة العلوية هي جزء اساس من هذا النسيج”.
واضاف: “ساخبركم بأمرين قد يكونا غائبين عن معظمكم، كان بدر ونوس اول من هدد بالقتل في زمن القتل والاغتيالات، واعرف كيف ان الشهيد وسام الحسن اتصل به في احد الايام ليسأله عن موقعه، وليطلب منه ان يتوجه الى المطار وان يسافر الى اي بلد يحمل تأشيرة له او لا لزوم لتأشيرة للسفر اليه. وهكذا كان وسافر بدر الى فرنسا ومن ثم الى مصر وعاد الى لبنان للاقامة الجبرية في فندق الفينيسيا”.
واكد ان “الامر لم يقف عند الترهيب بل طاول الترغيب، وعرضت على بدر ملايين الدولارات ليغير مواقفه ويتخلى عن انتمائه، لكن بدر لم يغير لان عنفوانه وكرامته كانا اقوى من كل ترهيب واغلى من كل ترغيب. رحم الله بدر ونوس، لقد خسرته الكتلة وخسره التيار وخسره مجلس النواب وخسرته المدينة وخسره الوطن. لنفسه الرحمة ولكم ولاهله من بعده طول البقاء.