كتبت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها: كما أنّ الاقتصاد وتداولاته يتأثر بالأجواء العامة التي تخلق حالة من الشعور والتخوف، أو الرضى والتفاؤل… فإنّ السياسة كذلك، وقد تكون أبعد من ذلك… ذات القياس يمكن أن نصف فيه العلاقات السعودية اللبنانية، فرغم جذورها الضاربة في عمق التاريخ الذي يربط البلدين ووضعت لبنتها بزيارة كميل شمعون أول الرؤساء اللبنانيين الذي زار المملكة والتقى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن… إلا أنها مرت بمحطات من الفتور الذي ارتبط بمواقف لبنانية على صعيد المشهد العربي.
رمزية الزيارة تأتي في كونها الأولى للرئيس اللبناني العماد ميشال عون منذ تنصيبه رئيساً، وهي رمزية تؤكد أهمية المملكة ودورها القيادي ليس على الصعيد العربي والإسلامي، بل وحتى الدولي…
المملكة غدت اليوم ساحة عربية لكل دولة تريد أن تواكب المرحلة الجديدة من العمل العربي المشترك القائم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في شؤون الدول.
لاشك أن لبنان حكومة وشعباً ومغتربين ومقيمين يتطلع باهتمام إلى النتائج المرتقبة من الزيارة، والتي نعتقد أنها سوف تؤسس لمرحلة جديدة، تجدد فيه المملكة دعمها لبنان اقتصاديا وعسكرياً يشمل جميع القوى الأمنية والعسكرية، والأهم أنه دعم دائما ما يكون عن طريق الدولة اللبنانية، وليس إلى قوى أو تيارات دون أخرى.
في حديثه الخاص المنشور في “الرياض” كشف سفير لبنان في المملكة، أن القطاع الخاص في الداخل اللبناني والخارج، مهتم بشكل كبير في المشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030، ونعتقد أن هناك بعض القطاعات التي نجح فيها مستثمرون لبنانيون، ويمكن للرؤية في بعض جوانبها الاستفادة منها…
هذا اقتصادياً، أما سياسياً فإن بقاء لبنان في حدود الوطن العربي، داعماً ومدعوماً من أهم متحصلات هذا الترسيخ الجديد للعلاقات السعودية اللبنانية.
خصوصية العلاقة اللبنانية السعودية التي تتداخل فيها دوائر اجتماعية وسياسية واقتصادية وحتى أمنية.. تؤكد أهمية هذه الزيارة للرئيس اللبناني، وتعكس مكانة المملكة ومرجعيتها لجميع الأشقاء على امتداد الوطن العربي.