Site icon IMLebanon

هل تُطيح التفاهمات الجديدة بالزعامة الجنبلاطية؟

عزت أوساط مقربة من المختارة، عبر الوكالة “المركزية”، تغريدات النائب وليد جنبلاط الأخيرة إلى استياء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من تعاطي بعض الأطراف معه على أنّه مجرد زعيم سياسي، فيما يعتبر جنبلاط أنّه يمثل حيثية وطنية لا تقل شأناً عن المكونات السنية والشيعية والمارونية.

وتبعاً لذلك، تكشف أوساط الاشتراكي أنّ جنبلاط بات اليوم يخشى تركيبة سياسية جديدة رسمت ملامحها بحبر التحالفات السياسية “الجديدة” التي سبقت انجاز الاستحقاق الرئاسي، وتضم إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وتشير المصادر إلى أنّ اجتماع وزارة الخارجية الأخير بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل لم يؤد إلا إلى تعزيز هواجس جنبلاط من معادلة سياسية لا تشمله، بدليل السرعة في توقيع مرسومي النفط.

وتذهب المصادر الاشتراكية بعيداً، إلى حدّ الاشارة إلى أنّ جنبلاط يعتبر أنّ “الصفقة السياسية” التي تطبخ على نار التفاهمات الأخيرة تتعدى النفط لتشمل قانون الانتخاب”، لافتة إلى أنّ التشكيلة الحكومية الجديدة ضمّت وزيرين شوفيين لا يدوران في الفلك الجنبلاطي (طارق الخطيب وسيزار أبو خليل)، بما يثير قلق جنبلاط على زعامته في معقله، علماً أنّ أحدا من المكونات السياسية- باستثناء حزب الله – لم يبادر إلى طمأنته.

وفي حين يلمح مطلعون على مسار مفاوضات قانون الانتخاب إلى احتمال تراجع جنبلاط عن اقتراح المختلط الذي يلتقي فيه مع القوات والمستقبل والمستقلين، فإنّ مصادر سياسية تعتبر عبر “المركزية” أيضاً أنّ الهواجس الجنبلاطية في غير مكانها لأنّ الجميع يعرف حيثية المختارة وخصوصية زعيمها، ويأخذها في الاعتبار، مبدية خشيتها من أن تتسبّب مواقف جنبلاط الأخيرة بفرملة الاندفاعة نحو النسبية، وتكشف أنّ النائب وائل أبو فاعور قد يلتقي الوزير علي حسن خليل لينقل إليه الموقف الجنبلاطي، على أن يتولى الرئيس بري تبديد مخاوف جنبلاط.

وفي السياق نفسه، تختم المصادر نافية كل المحاولات لتجاوز أيّ من المكونات، ذلك أنّ الرئيس عون حريص على إشراك الجميع في المشهد اللبناني الجديد. وتبعاً لذلك، لا تسقط المصادر من حساباتها إمكان زيارة جنبلاطية إلى بعبدا وبيت الوسط اللذين تردد صدى مواقف زعيم المختارة الأخيرة إليهما.