اشارت صحيفة “الراي” الكويتية الى أن حجب “الهجوم الناري” الذي شنّه رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط على “جبهة” قانون الانتخاب الجديد في لبنان والاتجاه لاعتماد النسبية في نظام الاقتراع، الأنظار عن الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء اليوم برئاسة الرئيس سعد الحريري والتي تبحث في جدول أعمال من بنود عدة أحدها يتعلق باستكمال “البنية التحتية” القانونية لملف النفط والغاز بعدما خرج من “أسْر” الخلافات السياسية التي “احتجزته” لنحو 3 أعوام.
ولم تهدأ في بيروت عملية “التنقيب” عن “المقصود” بـ “تغريدة النسبية” التي كتبها جنبلاط ليل الأحد والتي استعار فيها كلمة “العلوج” التي ذاع صيتها على لسان وزير الإعلام العراقي أيام صدّام حسين محمّد سعيد الصحاف، ليقول: “لا يا ممثل العلوج في الوزارة، إن مكوّناً أساسياً وتاريخياً من لبنان لا يُمحى بشخطة قلم في مزايدات النسبية”.
وإذ لم يسمِّ الزعيم الدرزي الوزير الذي قصده، فإنّ “تغريدته” عكست توجُّسه من شيء ما يقترب من الإنجاز في قانون الانتخاب بمعزل عن أخذ مطالبه في الاعتبار ومراعاة هواجس طائفته (الموحّدين الدروز) التي كان عبّر عنها أكثر من مرّة، في حين تعاطت دوائر سياسية أخرى مع “الفيتو” الذي يرفعه جنبلاط بوجه النسبية على أنه قد يكون إما المدخل إلى صيغة “يتجرّع” معها رئيس “اللقاء الديموقراطي” النسبية من ضمن تقسيمات أو مخارج تحفظ مكانة المكوّن الذي يمثّله واستطراداً «تحمي» زعامته، وإما سيعزّز حظوظ الإبقاء على قانون الستين الحالي.
وكان بارزاً أمس تطوران: تأكيد الرئيس الحريري في ما خص قانون الانتخاب “أن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ولكن التزامنا الأكبر هو الوصول إلى قانون جديد”. وإذ أعلن “أن مراعاة النسبية تحظى بدعم الكثير من القوى السياسية”، قال رداً على مواقف جنبلاط “وليد بك عنده هاجس أساسي، وهو جزء من المكون الوطني ويمثل الدروز، وهدفنا من التوافق أن نريح جميع الطوائف لا أن نثير هواجسها. وليد بك لديه وجهة نظره وهو منفتح على الحوار وأنا معه في هذا الأمر”.
والثاني دخول حزب “القوات اللبنانية” على خط الدفاع عن جنبلاط عبر إعلان رئيس الحزب سمير جعجع “أننا لن نقبل بأي قانون انتخاب جديد لا يرضى به الحزب التقدمي الاشتراكي (يترأسه جنبلاط)”، قبل أن تجري عقيلته النائبة ستريدا جعجع اتصالاً بالزعيم الدرزي نقلت فيه هذا الموقف. وقد شكرها جنبلاط مؤكداً “استمرار التشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة”.
وكان جنبلاط أوضح في تصريح صحافي عمّن يقصد بالعلوج “هم معروفون، هناك علج، وعلوج، وأول العلوج، وعلى كلّ حال فتّشوا عليها في المعجم لعلّكم تجدون معناها”، وقال: “كفى مزايدات ومشاورات جانبية، كلٌّ يفصّل على طريقته ويفتّش عن مصلحته وعمّا يناسبه، وكأنّهم هم وحدَهم فقط موجودون، وكأن لا وجود لمكوّن أساسي في لبنان هو الطائفة الموحّدة الدرزية اللبنانية. أصبحنا في وضعٍ يشبه وكأنّنا نحمل قيد الهوية (مكتومو القيد)، وهذا ما لا نقبل به على الإطلاق”.