شهدت مدينة قندهار الأفغانية، أحدث جولات مواجهة الخير والشر، حيث دفع ناشطون إنسانيون، حملتهم رغبتهم في مستقبل أفضل لأبناء أفغانستان، حياتهم ثمنا لإرهابي أراد أن ينال شهرة سهلة.
وأدى هجوم قندهار إلى سقوط ضحايا، معظمهم من المسؤولين الحكوميين، وديبلوماسيين من الإمارات العربية المتحدة، كانوا في زيارة للمدينة لافتتاح ملجأ للأيتام.
فمكان الهجوم فلم يكن في ميدان معركة، ولا في ساحة مواجهة، بل كان فضاء إنسانيا مفتوحا لا يتوقع من يشغله ضربة غادرة يتلقاها، وهو يقدم يد المساعدة لشعب يريد أن يعيش بسلام.
ويعكس هذا استهداف مدى الانحطاط الأخلاقي والفكري للجماعات الإرهابية، كما يفضح المدافعين عن الأفكار التي تدعي نصرة الإسلام وهو أبعد ما يكون عنها.
ويضع المتصديين للدفاع عن الإرهابيين أمام واقع الجماعات الإرهابية التي تختار الأهداف السلمية المفتوحة للجميع وتتجنب المواجهات الحاسمة.
وتضع هذه المواجهة العالم أمام اختبار جدي، لا مكان فيه للمواقف المترددة والرمادية في مواجهة الإرهاب الذي بات يعصف بالعديد من مناطق العالم.
ويعني هذا الاختبار شن حرب عالمية على الإرهاب، لا تقتصر على مكافحة تنظيمات إرهابية فقط، بل للدفاع عن النفس والمستقبل.
فالتنظيمات الإرهابية، وإن تعددت أسماؤها، تنهل من مستنقع فكري واحد، حان الوقت لتجفيفه، عبر التصدي لكل متعاطف ومؤيد للفكر الإرهابي.
ومهما تعددت أهداف الهجمات الإرهابية، واختلفت مواقعها، لا تنفصل عن بعضها البعض، ما يجعل من مواجهة الإرهاب شأنا عالميا لا داخلياً.
وتشمل هذه المواجهة أولئك المتعاطفين فكرياً مع الإرهاب، فهم يسهلون لطريق لتغلغله في المجتمعات المتدينة بفطرتها. وهذا ما دفع الإرهابيين للتستر بعباءة الدين وهو منها براء، ليخفوا حقيقتهم المعادية لصورة الإسلام السمح المعتدل.