أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن صفحة جديدة قد فتحت بين لبنان والمملكة العربية السعودية بعد زيارته الى الرياض، التي بحث فيها مع الملك سلمان بن عبد العزيز سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
عون، وفي لقاء خاص مع “الجزيرة”، قال: “إن تدخل “حزب الله” في سوريا لم يعد مطروحا للنقاش في الوقت الراهن، وهو أمر يفوق قدرة لبنان، لافتا الى ان معالجة هذا الوضع تفوق قدرة لبنان لانخراط كل من اميركا وروسيا وتركيا وايران والسعودية في هذه الصراعات.
ورداً على سؤال بشأن ما اذا كان حزب الله استجلب الارهاب الى لبنان، اشار الرئيس عون الى “اننا لسنا في معرض الاستنتاج، بل نحن نتعامل مع الموقف الحالي، فلا اعلم اذا كانت الولايات المتحدة استجلبت الارهاب اليها، او فرنسا او افغانستان او غيرها من الدول، فالارهاب اصبح حركة عالمية والاذى الذي يلحقه يطال الجميع”.
وفي ما خص الاستعداد لقبول تسليح الجيش اللبناني من اي جهة تعرض المساعدة بما فيها ايران، اكد رئيس الجمهورية اننا على استعداد لاستقبال اي اسلحة ضمن هبة لتزيد من قدرات الجيش للدفاع عن نفسه وعن لبنان، ولكن هناك بعض المشاكل نسبة للوضع القائم حالياً في الشرق الاوسط، فالهبة من جهة ما قد تسبب لنا متاعب من طرف آخر، لذلك يجب تذليل الصعوبات والمشاكل قبل قبول الهبات. لا نعلم بعد موقف الاطراف الاخرى المعارضة لتسلم الجيش اسلحة من ايران، ولكن علينا اكتشافها، وما نعرفه هو ان هناك تناقضاً في المواقف حول هذه المسألة”، لافتًا الى “ان الهِبة السعودية التي كانت مقدمة للجيش اللبناني مسألة معقدة لم يُحسم أمر استئنافها”،
واكد الرئيس عون ان الانتخابات النيابية المقبلة ستجرى على اساس قانون جديد، لان ارادة اللبنانيين متوفرة لانجازه والنقاش يدور عما هو الافضل بالنسبة للجميع. وقال ان هناك وثيقة تفاهم وطني تتضمن جزءا من اتفاق الطائف نسعى لتطبيقه. لانه في بداية العهد الجديد بعد الطائف، لم تحترم هذه الاتفاقية لصياغة قانون انتخاب يحترم قواعد العيش المشترك والتمثيل الصحيح لمختلف شرائح الشعب اللبناني وفعالية التمثيل، ونحاول تطبيق هذا المبدأ للاتفاق على قانون. وانا افضل النسبية، وهناك طرح مختلط بين النسبية والاكثرية، المهم ان نتوصل الى اتفاق على صيغة من الصيغ المطروحة. وحتى الآن لم يقرر اي تمديد تقني للانتخابات، والحاجة هي التي تفرض نفسها في هذا الشأن.
وتوضيحاً لموقفه من اتفاق الطائف في السابق، قال الرئيس عون انه لم يطالب بتعديل هذا الاتفاق، ولم يرفضه. “بل ان الموقف كان واضحاً في الرسالة التي ارسلتها في حينه الى الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، وفيها انتظار تحديد للانسحاب السوري من لبنان، وهو امر لم يتم الا بعد 15 سنة وكنا على حق في تقديرنا”.
وعن قضية المخطوفين اللبنانيين، اكد الرئيس عون انه “مهما كانت النتائج يجب الا نيأس وان نتابع الجهود، ونأمل دائماً ان تحين اللحظة التي نتمكن فيها من الوصول الى حل، الامر الذي يستوجب طرفين”.
وعما يجري من اوضاع امنية في الشمال وعرسال ومحيطهما، شدد الرئيس عون على ان ابناء عرسال يطالبون بدخول الجيش اليها والسيطرة على الموقف، وليس هناك من رغبة محلية في وجود مخيم للاجئين هناك، فالمخيم تحول الى امر واقع. ومن الصعوبة بمكان اقتلاعه ولو ان لدينا القدرة على ذلك، لانه لا يمكن تقبل تشتيت عشرات الآلاف من النازحين المدنيين انسانياً، والتسلل لا يتم داخل منطقة عرسال.
وقال:” طرحنا موضوع اللاجئين خلال الزيارة من الناحية الاقتصادية والامنية والحياتية، وهناك مساعدات تصل عبر الامم المتحدة انما اعتبر انها غير كافية، ولا حوار حالياً مع السلطات السورية بشأن امكان توفير بيئة آمنة لعودة النازحين، انما لا شيء غير ممكن وقد تحل اللحظة المناسبة لاقامة مثل هذا الحوار، ونحن نلمس منهم وفق تصريحاتهم ومواقفهم، رغبة في ذلك، والتنسيق مع الادارة السورية يجب ان يتحذ فيه قرار على مستوى وطني ضمن القرارات الداخلية”.