أوضحت مصادر سياسية للوكالة “المركزية”، انّ جولة رئيس الجمهورية ميشال عون الخليجية لم تكن زيارة للتوقيع على اتفاقيات محدّدة، بل أريد منها تصويب موقع لبنان على الخريطة العربية وتبديد الهواجس بجنوحه نحو المحور الايراني، بما يضع أسس للعودة الخليجية المنتظرة الى لبنان سياحياً و”عسكرياً”(عبر الهبة السعودية للجيش) واستثمارياً واقتصادياً، وقد نجحت مواقف الرئيس اللبناني الى حدّ كبير في تطمين الجانب الآخر.
وقد كشفت المصادر انّ محطة عون العربية الثالثة، بعد المملكة وقطر، ستكون في مصر، لافتة الى انّ رئيس الجمهورية قد يقوم بهذه الزيارة في وقت قريب وربما قبل نهاية الشهر الجاري بعد الانتهاء من عملية تحضير جدول أعمالها التي تجري بالتسنيق بين القنوات المعنية في بيروت والقاهرة. واشارت الى انّ عون يبدي حرصاً على إفراد سفرة من سفراته الى الخارج، لمصر في شكل خاص، انطلاقاً من موقعها البارز عربياً واقليمياً.
وفي اطار حراكه على الساحة الخارجية، اشارت المصادر الى انّ وجهة الرئيس التالية بعد القاهرة، ستكون أوروبا، وتحديداً فرنسا والفاتيكان. أمّا موعدها المُفترض، فمنتظر في شهر شباط المقبل. وأبرز الملفات التي يتوقع ان يبحثها الرئيس مع الحبر الاعظم ، فعنوانها الوجود المسيحي في الشرق وسط موجة الاضطهاد والتهجير التي يتعرضون لها مع ارتفاع صوت التطرف والارهاب في المنطقة. والقضية هذه لا بدّ ان تحضر في المباحثات المرتقبة لعون مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في الاليزيه، الى جانب ملفات أخرى منها تقاسم أعباء وأعداد النازحين السوريين الى لبنان وأهمية ارساء تسوية سياسية للنزاع السوري تتطرق في جزء منها الى ضرورة العودة “الآمنة” للنازحين الى بلادهم.