يبدو أن البلطجة والتعدي على الآخر والتهديد بالضرب والإيذاء وتحطيم السيارات هي اللغة المسيطرة في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث في القبة بطرابلس، وذلك بسبب ما يتعرض له رئيس قسم التسويق في الكلية الدكتور أنطوان طنوس من مضايقات وتهديدات تصله عبر البريد الالكتروني لتصل الى ممارسات على أرض الواقع وصلت الى تكسير زجاج سيارته الأمامي والخلفي عندما كان يركنها في مرآب الجامعة.
هذا الإعتداء الجبان والمشبوه على الدكتور طنوس لم يأتِ من العدم، بل حصل بعد سلسلة تهديدات وعرقلات ومضايقات بحقه وضرب لصلاحياته في الجامعة.
فما هي خلفيات الإعتداء وماذا يقول الدكتور طنوس عمّا تعرّض له؟
يكشف طنوس في حديث خاص لـIMLebanon أنّ “التهديدات مرّ عليها أكثر من سنة وكانت تصل عبر البريد الالكتروني وتتضمّن رسائل “بدنا نكسرلك إجريك، وبدنا نكسرلك إيديك”. أما عن السبب فيقول: “لأنني قلت لهم لا أريد أن يكون هناك فريقان سياسيان في الجامعة بل فريق واحد، ولماذا الخصومة؟ أريد أن يكون هناك محبة، ولكن يبدو أنّ هناك فريقًا لم يقبل بهذا الطرح ومنذ تلك اللحظة بدأت الرسائل غير المباشرة تصلني ومن بعدها رسائل عبر البريد الالكتروني تحمل تهديدات، من دون أن ننسى المضايقات عبر تغيير الأساتذة التابعين للقسم الذي أتولّى مسؤوليته وتعيينهم في قسم آخر من غير وجه حقّ لتصل في النهاية الأمور الى تكسير سيارتي”.
وعن خلفيات ما يجري في الجامعة، يروي طنوس أنّ “هناك فريقًا يريد السيطرة على الكلية لأبد الآبدين من خلال توزيع دروس الأساتذة وهذا هو الهدف الأساسي، وعندما وصلتني رسائل التهديد عبر البريد الالكتروني توجهت الى النيابة العامة ورفعت دعوى وأنا بانتظار نتائج تحقيقات مكتب الجرائم المعلوماتية”.
وفي ما يخصّ تكسير زجاج سيارته الخلفي والأمامي، يؤكّد طنوس أنّه “قدّم شكوى لدى الجهات المختصة بهذا الشأن”، ويشير الى أنّ “فرع المعلومات جاء الى موقع الحادثة وفتح تحقيقًا لمعرفة ملابسات التعدي وتحديد هوية المسؤول”.
ويكشف كذلك أنّ “الأشخاص الذين كسروا سيارتي هم نفسهم الذين أرسلوا رسائل التهديد على مرّ الأشهر الفائتة ولم يعجبهم طرحي بشأن أن نكون فريقًا واحدًا في الجامعة” ، ويشدد على أن “الخلفية وراء التهديدات والاعتداء هي السيطرة على الكلية، فإذا لم يحصلوا على ما يريدونه بسهولة يريدون الحصول عليه ولو بالقوة، عبر “الزعرنة” ومحاولة التخويف والتهديد وكأنهم فوق القانون والدولة وأنّ القوى الامنية لا يمكنها أن توقفهم او تفعل أي شيء معهم”.
كما يدعو من تصرّف بتلك الطريقة معه عبر تهديده وتكسير سيارته أن يسلّم نفسه للقضاء لأنّ كل شيء سيتمّ كشفه ولو بعد حين، ويعتبر أنّ “التصرفات التي تحصل بحقي هي إجرام و”قلّة أخلاق”، لذلك عليهم أن يحكموا ضميرهم لأنّني إذا اختلفت معهم بالرأي لا يجوز أن يتصرفوا معي بتلك الطريقة”.
وعن استمرار التهديدات بحقه، يقول طنوس إنّ “رسائل التهديد توقفت بعد تكسير سيارتي لأنه يبدو أنّ المجموعة التي تقوم بتلك الأعمال ضدي اقتربت من أن تنفضح بعدما أطلعت كلّ الزملاء في الجامعة على ما يحصل معي من تعديات وأنني تقدمت بشكوى امام مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، لذلك أعتقد أنّ من وراء رسائل التهديد خاف من أن ينفضح فتوقف عن إرسال الرسائل”.
وإذ يؤكد أنه خائف على حياته ومن أن يتعرضوا له بالأذية عبر القيام بأمور أشنع وأبشع، مع أنّه لم ولن يعلن عن أي أسماء بعد، لأنّه ما زال يفتح المجال أمامهم بأن يعدلوا عن تصرّفاتهم ويفكروا مرتين بما يقومون به من أفعال خارجة عن القانون”، ويرى أنّ “هدف تلك المجموعة الصغيرة التي تدار من شخص هو السيطرة على الكلية وحجب آراء الأكثرية ولو بالقوة عبر فرض رأيها “بالزعرنة” والبلطجة”.
بعد كل ما عرضناه، نضع هذا الخبر أمام الرأي العام والسلطات المعنية، وندعو الدولة والمعنيين بالتحرك فورًا لوضع حدّ نهائي لمسلسل الإعتداء هذا وللتهديدات التي يعاني منها الدكتور طنوس قبل وقوع ما لا تحمد عقباه.
يذكر أنّ مندوبي الكلية لدى رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عقدوا اجتماعًا استثنائيًا للبحث في ما تعرّض له الدكتور طنوس وأعلنوا عن استنكارهم لهذا العمل الجبان والدنيء، وطالبوا بالإسراع في إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ومحاسبة المسؤولين خصوصًا أنّ العمل لم يأت منفردًا وإنّما جاء بعد حملة من التهديدات المتتالية.