تقرير كمال قبيسي لـ”العربية“:
ترامب الذي وعد بالكثير خلال حملته الانتخابية، ورّط نفسه بتعهده البدء بتنفيذ بعض وعوده منذ أول يوم تبدأ فيه ولايته بأدائه اليمين الدستورية يوم الجمعة 20 كانون الثاني كرئيس لبلاد لم تر انقساماً حول أميركي منتخب لأهم مناصبها كالانقسام حوله بالذات، إلى درجة أن أعضاء من الحزب الديمقراطي بالكونغرس، أصبحوا حتى الأحد 19 كانون الثاني رافضاً حضور أدائه للقسم، إلى جانب أميركيين بالعشرات، نجوماً ومشاهير على كل صعيد، أعلنوا أيضاً رفضهم حضور حفل تنصيبه، فما الذي وعد ترامب بتنفيذه منذ اليوم الأول لرئاسته؟
وعد بأن يكتشف الفرق “في أول يوم” بين حزب الله وحركة حماس، طبقاً لما ذكر للإعلامي Hugh Hewitt في مقابلة أجراها معه لشبكة Salem Radio Network الإذاعية الأميركية في أيلول الماضي، ووجدت “العربية.نت” فيديو عنها، تبث أدناه القسم الخاص بجهله الفرق بين الحزب اللبناني والحركة الفلسطينية، وفي نهايته قال: “لكني سأعرفه أكثر مما تعرفه أنت، وفي 24 ساعة من تسلمي للمنصب” طبقاً لما قال بوعده للإذاعي.
ووعد ترامب أيضاً، أنه سيقوم “في أول يوم” بمطالبة الكونغرس بإلغاء قانون رعاية صحية، يعتبره كارثة، ووضعه الرئيس أوباما قبل 6 سنوات كأهم إنجازاته، وهو المعروف باسم Obamacare اختصاراً لاسمه الطويل. كما وعد البدء بإلغاء ما أمر به أوباما بشأن اللاجئين السوريين، والبدء “منذ اليوم الأول” بإجراءات لطرد مهاجرين غير شرعين، وصفهم بمجرمين، ويزيد عددهم عن مليونين “وهؤلاء سيبدأ خروجهم في أول ساعات عملي باليوم الأول” كما قال.
الجدار والسلاح في المدارس والثكنات
أما أكثر ما كرر الوعد بأن يبدأ به “في أول يوم” أيضاً، فهو مشروع بناء جدار عملاق ممتد 3145 كيلومتراً من الحدود الفاصلة المكسيك عن الولايات المتحدة، وكلفته 25 مليار دولار كحد أدنى و100 كأقصى، وفقاً لما قرأت “العربية” مما ذكرته CNN التلفزيونية، متعهداً أن تدفع المكسيك تكاليفه فيما بعد، ربما عبر زيادة الضرائب على ما تقوم بتصديره إلى الولايات المتحدة، أو بأسلوب “ترامبي” الطراز آخر، لم يفصح عنه.
ومما وعد أن يفعله “منذ أول يوم” هو البدء بإجراءات التخلص من كافة المناطق المنزوعة السلاح في المدارس والقواعد العسكرية وغيرها “لأن حظر السلاح في هذه الأماكن هدية للأشرار” برأي ترامب، المشير إلى من يشنون هجمات إرهابية في الولايات المتحدة، ولا يجدون في مدرسة أو ثكنة أو أي مكان آخر من يدافع بسلاحه عن المكان.
“أقسم، أنا دونالد جي ترامب“
قسم اليمين الدستورية يقترب يوم الجمعة المقبل، وقبله بيوم سيضع ترمب ونائبه إكليلاً من الزهر في “مقبرة أرلينغتون الوطنية” يليه حفل ترحيبي خاص بحملته وشعارها “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً” عند نصب لينكولن التذكاري، وفي الخامسة بعد ظهر اليوم التالي بتوقيت غرينيتش، سيقسم نائبه اليمين الدستورية، في مراسم يديرها John Roberts رئيس قضاة المحكمة العليا الأميركية، وبعده بدقائق يأتي دور ترامب.
عند عتبات مبنى “الكابيتول” مقر الكونغرس الأميركي بالعاصمة، سيقف ترامب رافعاً يمناه ويقول: “أقسم، أنا دونالد جي ترامب، على أن أنفذ بأمانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وأن أبذل أفضل ما بوسعي من أجل صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه، وليكن الله في عوني” طبقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت” من ترجمة رسمية معتمدة، يصبح بعدها ترمب الرئيس الشرعي والأصيل للدولة الكبرى، ويلقي خطاباً “يستمر عادة 20 دقيقة كمعدل” طبقاً لما ذكرته صحيفة “التلغراف” البريطانية بموقعها السبت.