حذر علماء أميركيون من أن عام 2016 شهد ذروة ارتفاع درجة حرارة الأرض في العصر الحديث، وهو ما يسرع من وتيرة التغير المناخي. ووصلت درجات الحرارة في الهند والكويت وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، كما تسارعت وتيرة ذوبان الثلوج في منطقة القطب الشمالي، بحسب الهيئة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.
ورصدت الهيئة متوسط درجات الحرارة العالمية على الأرض وفي البحار، وكشفت أنّ معدل عام 2016 هو الأعلى على الإطلاق منذ بدء رصد الحرارة عام 1880.
وأثار الارتفاع المزمن في درجات حرارة الأرض جدلا واسعا، إذ يحاول السياسيون إبرام اتفاقيات مع دول أخرى ومستثمرين وأصحاب شركات كبرى للحد من الانبعاثات الحرارية.
ويقول متخصّصون في تغير المناخ إنّ السبب في ارتفاع الحرارة هو زيادة معدلات حرق الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز الطبيعي، الذي يتسبّب في انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان، وانبعاثات أخرى تعرف بـ”غازات البيت الأخضر”.
لكن باحثين يقولون إنّ الزيادة المطردة في عدد سكان الأرض ستعرقل أي محاولات للتخفيض من حدّة التلوث الناتج عن التوسع في القاعدة الصناعية والاعتماد على الوقود الأحفوري، والبطء في التحول إلى مصادر الطاقة البديلة.
وعندما كان عدد السيارات أقلّ كثيرًا، كانت نسبة انبعاث العوادم مرتفعة مقارنة بسيارات حديثة يحاول مصمموها تقليل الانبعاثات قدر الإمكان. لكن التنامي المتسارع في عدد مستخدمي السيارات وأجهزة التدفئة ومصانع الكيماويات وتكرير النفط، ضاعف حجم الانبعاثات، رغم محاولات تقويضها.
ومع نهاية عام 2011، تخطى تعداد سكان العالم حاجز 7 مليارات شخص.
وقالت هيئة المحيطات والغلاف الجوي الأميركية إن “كل شهر من الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي شهد ارتفاعا في درجة الحرارة أكبر من المعتاد”.
وأضافت الهيئة “منذ بداية القرن الواحد والعشرين تم تخطي الرقم القياسي في معدل درجات الحرارة خمس مرات في أعوام 2005 و2010 و2014 و2015 و2016″.
ويقول بيتر ستوت الباحث البريطاني في التغير المناخي: “السبب الحقيقي لارتفاع درجات الحرارة خلال الـ150 عاما الماضية هو التأثير البشري على المناخ عبر زيادة انبعاث غازات البيت الأخضر في الجو”.
لكنه قال أيضا إنه “من المحتمل أن يكون عام 2017 أقل سخونة. إذا لم نشهد انفجارًا بركانيًا كبيرًا في مكان ما، سيظل المناخ جيدا خلال الأعوام القليلة المقبلة، لكنه سيعاود الارتفاع مرة أخرى لاحقا”.
ويفسد ارتفاع درجات الحرارة التوازن المناخي على كوكب الأرض، إذ يتسبب في زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق، بينما تجف مناطق أخرى مؤثرة على المحاصيل الزراعية.
وتضطر الطيور والأسماك للهجرة إلى أماكن أبعد كثيرا من تلك التي اعتادت الهجرة إليها بحثا عن درجات حرارة مناسبة.