في العام 1948 شارك المفكّر اللبناني شارل مالك في وضع شرعة حقوق الانسان الدولية في الامم المتحدة والتي أصبحت دستوراً عالمياً أساسياً، واليوم وبعد مرور 69 عاما على إعلان تلك الشرعة برز إسم لبناني مجدداً حيث عقدت قمة دولية لحقوق الانسان في نيويورك تحت عنوان ” Human Rights: Learn it. Embrace it. Live it”.
القمة جمعت شبابا من مختلف دول العالم من اجل تطبيق تلك الحقوق والتوعية عليها، وشارك لبنان في تلك القمة للمرة الاولى عبر الشاب مايك صفدي الذي ألقى كلمة لفتت المشاركين في القمة، شدد فيها على أهمية تعليم شرعة حقوق الانسان في المدارس والتوعية عليها.
ماذا قال مايك صفدي في القمة؟
ممثل لبنان في القمة مايك صفدي يشرح عبر IMLebanon ظروف وتفاصيل مشاركته في القمة العالمية، فيؤكد أن “منظمة Youth human rights International غير الحكومية التي تقع في لوس انجليس في أميركا ينتسب اليها كل عام شبان من كل انحاء العالم بحيث يتم اختيار الافضل ليمثلوا بلدانهم، وتعمل على تطبيق وشرح شرعة حقوق الانسان التي اعلنت عام 1948 وشارك في اعدادها شارل مالك”.
صفدي يعلن أنه “ألقى خطابه امام المجتمعين وذكرهم بأن لبنان شارك من خلال شارل مالك بوضع شرعة حقوق الانسان خصوصا أن لبنان كان البلد الوحيد المشارك من الشرق الاوسط”.
ولأن شرعة حقوق الانسان تتضمن 30 مادة لا احد يعلم بها حسب صفدي، فهنا تقع المشكلة لأن المواطن لا يعرف ما هي حقوقه، وهناك حكومات لا تطبق تلك الشرعة بالطريقة الصحيحة بحيث تحصل الخروقات، مشددا على ان “هدفنا هو جمع سفراء من حول العالم بهدف القيام بتوعية على شرعة حقوق الانسان وأهمية تطبيقها وتنفيذها، والتطرق الى المواد الـ30”.
وبالتالي تطرق صفدي في كلمته الى اهمية “مواجهة التعدي الذي ممكن ان يحصل بعدم تطبيق شرعة حقوق الانسان والجهل يؤدي الى هذا الخرق”، مضيفاً: “ركزت على دور العلم بهذا الامر، فالعلم سلاح لا يمكن الاستغناء عنه وطالبت بوضع شرعة حقوق الانسان بالمناهج الدراسية لكي نثقف التلاميذ ونلقي الضوء على البنود الـ30 في تلك الشرعة”.
الارهاب والاغتيال وحقوق الانسان
كما تناول ابرز ملفات الشرق الاوسط ومنها موضوع الارهاب الذي يحصل في لبنان وفي الدول المجاورة في سوريا والعراق وفلسطين، خصوصا من الناحية السياسية والطائفية، من دون ان ننسى عمليات الاغتيال التي تحصل بمجرد ان يعبر شخص مختلف عن الاغلبية عن آراء سياسية مختلفة”.
ويعتبر الصفدي ان “الارهاب ينتهك حقوق الانسان ويُنَفذ اما من دول وحكومات او من خلال منظمات ارهابية، لذلك سنلجأ الى توعية الجميع عبر وضع شرعة حقوق الانسان في المناهج الدراسية لكي نساهم في تأسيس جيل جديد يعلم بأهمية هذا الامر، وهكذا الطالب منذ الصغر يتعرف على حقوقه كمواطن عندما يكبر من دون ان ننسى اهمية تأمين العلم المجاني للاجئين كان لا نواجه جيلا جاهلا وغير مثقف”.
هذا ما ينقص لبنان حقوقياً
وعن مدى اهمية مشاركته في القمة، يرى الصفدي انه فتح الباب امام الشباب اللبناني لكي يمثلوا لبنان ويشاركوا في قمم مماثلة تشدد على اهمية حقوق الانسان، معتبرا انه “بالسلاح لا يمكننا ان نصل الى اي حلّ بل بالكلمة والعلم نصل الى غاياتنا، فالانظمة الديكتاتورية التي تقمع شعبها وتحاربه ولا تسمح له بالتعبير عن رأيه وتغتاله في حال قرر قول الحقيقة علينا محاربتها بالعلم والتوعية على اهمية شرعة حقوق الانسان وتطبيقها، وعلينا ان ننشئ جيلا جديدا ليسادعنا في تطبيقها”.
وعما ينقص لبنان لاحترام تام لحقوق الانسان، يرى الصفدي ان لبنان يفتقر “الى عدة امور انسانية مثل حقوق المرأة خصوصاً حق اعطاء الجنسية لاولادها، من دون ان ننسى حقوق السجناء، وتحديدا المسجونين في السجون السورية، والعسكرريين المخطوفين لدى “داعش”، لذلك تلك القمة كانت منبرا اساسيا لكي اطرح تلك الأمور امام المجتمع الدولي”.
وعن وضع اللاجئين، يوجه صفدي رسالة للدول العربية وجامعة الدول العربية لمساعدة لبنان في هذا الاطار، معتبراً انه “أينما نسافر كلبنانيين يتهموننا باننا لا نعطي اللاجئين حقوقهم أكانوا فلسطينيين او سوريين، لذلك اطالب جامعة الدول العربية باعطاء اللاجئين حقوقهم عبر السماح لهم بالعمل في الدول العربية والخليجية بتأشيرة سفر سياحية لأن لبنان لا يمكنه ان يتكبد هذا العبء لوحده وعلى الدول العربية ان تساهم في مساعدته من اجل تأمين حقوق اللاجئ”.
لا دعم رسمياً من لبنان!
القمة العالمية تحصل في الامم المتحدة في نيويورك مرة في السنة ويمكن لصفدي أن يشارك من جديد ويمثل لبنان مجدداً ولكن هذه المشاركة تتطلب تمويلا، خصوصا اوان صفدي قام بكل هذا العمل بمبادرة فردية ومن دون اي مساعدة او تمويل، ولكن لانه سيمثل لبنان ابلغ وزير الخارجية جبران باسيل بالأمر والتقى وزير الحكومة السابق تمام سلام ليطلعه على البنود والمواضيع التي سيتطرق اليها، وكذلك التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع.
صفدي يكشف عن أنه “تكبد كل المصاريف عبر قيامه بتلك المبادرة الفردية فيما أن كل السفراء الآخرين من مختلف الدول دعمتهم بلادهم ووسائل الاعلام القت الضوء على هذا الامر، إلا انه لا يلوم الدولة على تقصيرها لانه على علم بعجزها ولكن كان بامكانها تأمين التمويل اللازم للمشروع”.
ويشير الى أنه “شارك في برنامج زمالة رواد الديمقراطية في أميركا لمدة 3 أشهر ونصف الشهر بحيث كان اللبناني الوحيد الذي يمثل لبنان”.
فهل يستجيب المسؤولون لنداء من يحمل القضية اللبنانية ويرتقي بالوطن الى مصاف عالمي؟