كتب بسام أبو زيد – واشنطن
تدخل الولايات المتحدة اعتبارا من يوم الجمعة 20 كانون الثاني عصر الرئيس دونالد ترامب. ويترقّب الأميركيون والعالم كله السياسات التي سيتبعها هذا الرئيس المثير للجدل، باعتبار أن أي قرار سيتخذه على الصعيد الداخلي والصعيد الخارجي ستكون له تأثيرات وتداعيات كبيرة لاسيما في مناطق النزاع والعلاقات مع الدول، وفي مقدمها الصين وأوروبا ودول الخليج العربية وإيران وتركيا وغيرها، إلا أن الاهتمام الأكبر سيبقى منصبا على إسرائيل وأمنها. وسيوجه اليهود الأميركيون في هذه الأيام القليلة المقبلة رسائل متعددة لإدارة ترامب تتعلق بالعلاقة مع إسرائيل.
يقول بعض المحيطين بالرئيس الأميركي الجديد إن التغيير في السياسة الخارجية أمر حتمي وسينطلق بداية من تغيير سفراء للولايات المتحدة في العديد من دول العالم. ولاسيما في مناطق النزاعات وتحديدا في الشرق الأوسط، على أن تتجه الأمور فيما بعد نحو رسم خارطة طريق واضحة لكيفية التعاطي مع كل نزاع ومنها على سبيل المثال الأزمة السورية. واللافت هنا أن لا أحد يتحدث عن حلول فورية، بل عن استمرار الحرب لتكريس تقسيم سوريا بين منطقتي نفوذ روسية وأميركية.
وهنا يقول المتابعون لتحضيرات إدارة ترامب إن الموقف من إيران يدرس بدقة، تحت عنوان واحد وهو عدم زيادة التوتر معها وعدم إطلاق يدها في مناطق النزاع في الشرق الأوسط، لافتين إلى امتلاك العديد من الأوراق التي تتيح لهم القيام بذلك بالتنسيق مع دول أخرى في المنطقة.
في ما خص لبنان يبدو أن إدارة ترامب لا تضعه في أولويات منطقة الشرق الأوسط، وهمها الأول هو أن يتواصل الاستقرار الأمني فيه، وأن تتواصل المساعدات للجيش تحديدا في ظل تقييم جديد لفعاليتها ودورها، إلا أن الاهتمام سينصب أكثر فأكثر على دور “حزب الله” وارتباطه بالنزاعات أيضا، متوقعة زيادة الضغط عليه في مجالات عدة مع علم الإدارة المسبق بعجز الحكومة اللبنانية عن التصرف تجاهه.
إدارة ترامب ستكون مرتاحة في السنتين الأولى والثانية من عهده باعتبار أنه يملك الأغلبية في الكونغرس، وبالتالي ستكون القرارات سريعة وحازمة خوفا من أي تغيير أميركي داخلي في حال قرر من أيد هذا الرئيس ان سياساته كانت بعد الممارسة أسوأ من سياسات أوباما.