Site icon IMLebanon

لقاء في الذكرى الأولى لتفاهم معراب

 

 

أشار وزير الإعلام ملحم رياشي إلى أن كثيرين اعتبروا أن المصالحة المسيحية – المسيحية هي حدث عابر في تاريخ لبنان وخطوة بسيطة تضع حدا للخلافات والمشاكل والسباب في الجامعات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يكن أحد يعلم، حتى نحن، الحجم الاستراتيجي لنتائج هذه المصالحة. ولم يكن أحد يعلم أن قوة المسيحيين هي بوحدة المسيحيين، ووحدة لبنان وقوته هي من قوة المسيحيين.

رياشي، وفي كلمة ألقاه بجامعة الروح القدس – الكسليك خلال مشاركته بلقاء بعنوان “ثنائية ضيقة أم تفاهم لبناء وطن؟”، بمناسبة مرور عام على تفاهم معراب، اضاف: “بدأنا نلتمس نتائج هذه المصالحة منذ 60 يوما فقط، وهي تتمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهذه المصالحة التي عمرها سنة ونيف ليست ملكا لأحد، ليست ملك ابراهيم كنعان ولا ملحم رياشي ولا حتى ميشال عون وسمير جعجع، بل هي ملك لكل واحد منا”.

ورأى وزير الاعلام أن “30 سنة من الصراعات والنزاعات، منها الدموية ومنها المعنوية، قد مرت، ولكن اتخذ القرار من قبل سمير جعجع وميشال عون لكسر وإسقاط جدران الفصل بين المسيحيين. ونحن كنا شركاء في تنفيذ هذا القرار ونقله إليكم”.

وأضاف: “من كان يشكك في هذه المصالحة كان يحمسنا أكثر للمضي قدما والوصول إلى النتائج المرجوة. هذا وبدأت النتائج تتبلور في 2 حزيران 2015 عبر لقاء بين العماد عون والحكيم في الرابية وإعلان ورقة النيات التي تضمنت مقدمة و16 بندا وخاتمة، إضافة إلى جملة كان لي الفخر أنني قلتها هي “إنه وقت يعمل فيه للرب”. وكونوا على يقين أنه لولا إرادتنا في الاستمرار في هذا الشرق وعزمنا للقيام بدور فاعل في الزمن القادم لم يكن هناك مصالحة ولا من يتصالحون. كانت السفينة على وشك الغرق بمن فيها، فيما نحن كنا نتسابق كيف نقتل بعضنا البعض”.

وأكد أن “المصالحة كانت البداية الجديدة لمستقبل الأجيال المقبلة . وكان يوم 18 كانون الثاني تاريخا ثانيا بكل ما لكلمة “تاريخ” من معان عميقة وحقيقية. هو تاريخ عودة المسيحيين إلى الوطن، هو تاريخ عودة السلطة إلى أيامها المجيدة، هو تاريخ عودة الشرق إلى بداية إشراقة جديدة، وإن حضور المسيحيين في لبنان سوف ينير الشرق مع المسلمين ومع جميع شركائنا في بناء هذا الشرق”.

وقال: “قد يعتبر البعض أن هذا الإنجاز هو إنجاز تقليدي ولكنه بالفعل إعجاز، لأنها المرة الأولى في لبنان يقوم زعيم مسيحي بإنكار ذاته لأجل خدمة قضيته ويتنازل عن حقه برئاسة الجمهورية لزعيم آخر تخاصم معه لسنوات طويلة وذلك إنطلاقا من قناعته بأنه لا يهم من يرفع العلم بل المهم أن يرتفع العلم. وعندما ارتفع العلم انتصر سمير جعجع تماما مثلما انتصر ميشال عون”.

واعتبر أن “الرجال الاستثنائيين لا يمرون مرور الكرام في التاريخ بل هم من يصنعونه”.

واضاف: إن 2 حزيران كان بداية نيات تخللها تشكيك وشك، ولكننا كنا نراهن ونقول بأن من يشك من حقه أن يشك لأنه كان يزيدنا عزما وحافزا لتأكيد هذه المصالحة. وعلينا أن نميز بين المشككين والشكاكين. من حق المشككين أن يشككوا وأن يعطوا بعض الملاحظات وأن يلعبوا دور محامي الشيطان إلا أنهم، في نهاية المطاف، “بصموا بالعشرة” للمصالحة ولصالح انتصار المسيحيين الذي أدى إلى انتصار لبنان”.

واكد رياشي “ان انتصار الدولة هو انتصار للمسيحيين ووجود الدولة هو انتصار للمسيحيين”. وقال: “يبقى المدماك الأول للدولة هو وجود رئيس للجمهورية وأن تستقيم المؤسسات. وأكثر ما نركز عليه حاليا هو المصالحة وأقول لكم “أوعى خيك”.

وختم: “أتوجه إلى كل من اعتبر أن القوات اللبنانية والتيار الوطني يسعيان، من خلال المصالحة، إلى احتكار الساحة المسيحية وإلغاء الآخرين بالقول: أنتم على خطأ لأننا أردنا أن نعيد مجدا كان إلى زوال ولا نملك أي نية لإلغاء أي أحد”.

أما النائب كنعان، فاستهل كلمته بـ”أن عنوان اللقاء هو “ثنائية ضيقة أو تفاهم لبناء وطن”، ونحن نقول في الذكرى الأولى للتفاهم أننا دخلنا في معادلة جديدة ما بعده. ويكفي أن نتحدث عن الفرحة التي ولدتها الوحدة، والراحة التي تركتها، وهو ما لا يثمن لا بسلطة ولا بمواقع ولا بظروف تأتي وتذهب وتتبدل. فالوحدة هي الضمانة، فافرحوا واحلموا لأن الاحلام بات يمكن أن تتحقق بالوحدة”.

وأضاف كنعان: “الأكيد أننا لم نتوحد على محاصصة، وإعلان النيات لم يأت نتيجة تفاهم على السلطة، بل نتيجة قراءة لثلاثين عاما وأكثر للوراء، وتحديدا من الطائف وحتى اليوم، والحرب والحقد والانقسام والتناقض الذي تم استغلاله من داخل لبنان وخارجه، وأوصل الى نتيجة واحدة، وهي أنه مهما فعلنا بشكل منفرد، لا يمكن أن نحقق ما يمكن تحقيقه إلا بالوحدة، لأن في الاتحاد قوة. واليوم، وفي ذكرى التفاهم، نعيد تأكيد أننا لسنا في ثنائية سلطة، ونكرر تأكيد أن الثنائية المسيحية ليست ثنائية سلطة بل رافعة للمجتمع اللبناني لتكريس عقد الشراكة الوطنية”.

وأعلن انه “من الآن فصاعدا، “لم يعد وصول الرئيس الميثاقي مسألة خيار، وتشكيل الحكومات على أسس ميثاقية وتمثيلية صحيحة قضية وجهة نظر”، وقال: “لدينا رئيس للجمهورية منفتح على الجميع، وممارسته في الحكم قائمة على الجرأة والحياد، وهو في كل ذلك يحافظ على كل تفاهماته، لأنه وبتفاهماته وقدرته على الجمع والتوفيق وصلنا الى الاستقرار وعدنا الى الميثاق والرئيس القوي، وعودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، من خلال شبكة الأمان التي أرسيناها مع كل المكونات احتراما للدستور وللشراكة ولمنطق الدولة”.

واعتبر أن “هذه الثنائية مساحتها الشرق لا لبنان فقط، وقوة مسيحيي الشرق من قوة مسيحيي لبنان، وكل مسيحيي الشرق ينظرون الينا، ويتأملون بنا. وأعلن كنعان ان “قانون الانتخاب هدفنا بعد الرئاسة والحكومة لنعطي المجال للشعب ليختار ما يريده ومن يريده”، مشيرا الى “البدء بحركة نضال جدي لتغيير قانون الانتخاب وسيتغير ولن يبقى الستين، والقادر على تجاوزنا فلا يتأخر بذلك، لدينا حق ميثاقي بوجودنا وبتمثيلنا وهو حق ليس للتجيير، ولدينا مئة طريقة وطريقة للوصول الى الهدف”.

وختم: “قوتنا بالثقة التي اكتسبناها بالوحدة والتفاهمات واهتمام دولي بلبنان، والثقة، التي بنيت بعد انتخاب الرئيس والمسار الذي تبع ذلك، لا يفرط بها ونحميها باستكمال المسار لتحقيق كل الأهداف التي اتفقنا عليها، كلها وسائل لتحقيق استقرارنا الاجتماعي والاقتصادي وحضورنا الفاعل وإصلاح النظام وذلك لا يكون إلا من خلال أصحاب الكف النظيف”.