دعا الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الى “عقد مؤتمر إنمائي، تحضره قيادات طرابلس السياسية، والتوقيع خلاله على وثيقة شرف، يتعهد بها الجميع بتحييد الخلافات السياسية عن العمل الانمائي، والمشاركة في اطلاق خطة عمل واضحة شفافة للنهوض بالمدينة على مختلف الصعد”.
كلام ريفي، جاء خلال زيارته القصر البلدي في طرابلس، حيث كان في استقباله رئيس البلدية احمد قمر الدين ونائبه خالد الولي، اعضاء المجلس البلدي، رؤساء المصالح والدوائر والموظفون في البلدية.
بعد استعراض ثلة من الشرطة البلدية وتقديم التحية والتشريفات، توجه ريفي الى مكتب رئيس البلدية، ثم جال في ارجاء المبنى، بعدها شارك في اجتماع عمل في قاعة المجلس البلدي، فقال: “عندما انتهت الانتخابات البلدية، اعلنت انّ يدي ممدودة انمائياً للقيادات السياسية في المدينة من أجل السعي الجدي لانمائها، وسبق أن قلت للرئيس نجيب ميقاتي ولكل رجال السياسة في المدينة، انني على اهبة الاستعداد للتكاتف مع الجميع، من اجل اهلنا في الفيحاء، ومن اجل تنفيذ مشاريع انمائية حيوية ترفع الحرمان عن كاهلهم، خاصة انّ طرابلس بحاجة إلى طاقة الجميع، فلا تكفيها طاقة اشرف ريفي او الرئيس ميقاتي او الوزير الصفدي او طاقة الرئيس سعد الحريري، فالمدينة بحاجة لنا جميعا انمائيا، لذا اكرر دعوتي وامد يدي للجميع، رغم ان من حقنا ان نختلف في السياسة بشكل ديمقراطي، بعيدا عن الزكزكات، التي تولد الحقد وتساهم في عرقلة المشاريع، وعلينا بذل كل الجهود لتحقيق امنيات اهلنا”.
واضاف: “كل اعضاء المجلس البلدي من ايّ لائحة انتموا، هم اهلي واخواتي، واثق بكل فرد منهم، ولا اميز بين شخص واخر واعتز بهم، خاصة ان ابناء المدينة هم من اختاروا هذا المجلس البلدي الكريم، واليوم انا سعيد بهذا الاجتماع الاخوي، وأعتز بلقاء رئيس المجلس البلدي المهندس احمد قمر الدين وكل فرد منكم، واثني على كلام المهندس قمر الدين ان اعضاء المجلس 24 عضوا هم فريق واحد لخدمة ابناء المدينة”.
وتابع ريفي: “الانتخابات اثبتت واعطت نتائج باهرة واستثنائية، ومن حق اهالي طرابلس الطبيعي الطلب منكم بمشاريع باهرة واستثنائية، ولكن ثمة اخبار مفرحة بشرنا بها رئيس لجنة الهندسة في البلدية، حيث قال لنا ان عددا من المشاريع أصبحت جاهزة للتنفيذ، وسيتم الاعلان عنها عبر مؤتمر صحافي من قبل رئيس البلدية والاعضاء في وقت وليس ببعيد، من اجل اطلاع ابناء طرابلس على تفاصيل المخطط التوجيهي وموعد البدء بتنفيذها”.
واردف: “صحيح انكم تاخرتم قليلا بتنفيذ هذه المشاريع، وايضا من حق طرابلس أن تطالبكم بشيء استثنائي، انّما انا على ثقة تامة بانكم قد انجزتم ما تصبون اليه، وسترى الناس في وقت قريب ثمرة عملكم، ونحن بدورنا سنكون الى جانبكم في شتى المجالات، وسنساهم ايضا بجلب التمويل اللازم من الدول المانحة لتنفيذ مشاريع انمائية حيوية، ولنحول طرابلس بالحد الادنى الى مدينة نموذجية، وستكون عاصمة اقتصادية للبنان، واصلا هي مدينة العلم والعلماء، مدينة العيش المشترك، كانت وستبقى مدينة تعج بالحياة”.
وقال ريفي: “يجب ان يكون لدينا مخطط توجيهي استراتيجي بعيد ومتوسط وقريب المدى، وهذا المخطط هو عبارة عن مشاريع حيوية انمائية، يمكن ان نقوم بتنفيذها على مراحل، اي منذ الان وحتى 50 سنة، وهكذا نتاكد ان المدينة تسير بالاتجاه الصحيح، وسيتضمن المخطط سوق للخضار وتفعيل الاماكن السياحية والاثرية وخطة لازمة السير، والسعي لتفيعل ايضا، كل المرافق الحيوية في المدينة وجوارها”.
وأضاف: “نحن اليوم نراهن عليكم جميعا، ونثق بكم، وبالمقابل نضع كل امكانياتنا بتصرفكم، وسنبقى الى جانبكم حكما من خلال اجتذاب او تمويل المشاريع، التي تواكب عملكم، و لا أبرر التأخير في تنفيذ الاعمال، فالمجلس البلدي السابق نعلم جميعا أنه وخلال ستة سنوات لم يقدم للمدينة أي مشروع، ولكن هذا ليس مبررا، وعلينا أن ننتج اليوم، واعيد واكرر أن الأعضاء السابقين كانوا من نخبة شبابنا، ولكنهم وضعوا في صيغة لا يمكن ان تنتج، ونعلم جميعا عندما يكون هناك وفاق سياسي تدور الامور بطريقة جيدة، ولكن كما شهدنا سابقا الخلافات السياسية أدت الى شلل المجلس البلدي”.
وتابع ريفي: “لكننا اليوم، نحن خارج اطار المحاصصة، والجميع يعلم انه عندما شكلنا لائحتنا، كنت ارفض ان اسمي ايا كان من مجلسكم الكريم، فأنا لست من عائلة اقطاعية ولا اقبل الأسلوب الاقطاعي، وان شاء الله ستدور العجلة الانمائية تدريجيا بهمتكم، ونطالب بالمقابل ان تهتموا بالمشاريع واستراتيجيات العمل، واليوم هناك حملة اعلامية كبيرة ضدكم واقترح عليكم مواجهتها بالعمل من خلال الانطلاق بمشاريع فورية والعمل ايضا على تجهيز مشاريع اخرى لتنفيذها في المستقبل القريب والبعيد بطريقة علمية ومدروسة”.
وختم: “نحن الى جانبكم ويدنا ممدودة لكم، وهذه الأمانة هي بين ايديكم، وادعو بالمناسبة الى عقد مؤتمر لانماء مدينة طرابلس يشارك فيه كل السياسيين في المدينة، يتخلله التوقيع على وثيقة شرف، نتعهد فيها فصل الانماء عن الخلافات السياسية، وانا جاهز لهذه الخطوة، ورهاننا عليكم كبير جدا ونثق تماما بانكم على قدر الرهان”.
بعد ذلك، انتقل ريفي وقمر الدين وعدد من اعضاء المجلس البلدي الى مكتب المهندس طلال الحسن، واطلعوا على المشاريع الجاهزة للتنفيذ، ومن ثم تم التوافق على البدء بتحضير عدد من المشاريع الانمائية والمخطط التوجيهي العام لكل المناطق والاحياء القديمة في طرابلس.