كتبت صحيفة “السياسة” الكويتية: على أهمية الإنجاز الأمني الذي حققته مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، باعتقالها الإرهابي “الداعشي” عمر العاصي قبل تفجير نفسه في مقهى “كوستا” في منطقة الحمراء ببيروت، السبت الماضي، وما خلقه ذلك من ارتياح سياسي وشعبي، إلا أن عودة الملف الأمني إلى الواجهة، سواء من خلال العمليات الانتحارية أو الخطف الذي تكرر مع أحد أبناء بلدة العاقورة، أثارت قلقاً كبيراً لدى اللبنانيين، من أن يكون هناك مخطط لدى الإرهابيين، لاستهداف الساحة اللبنانية مجدداً لعرقلة توجهات العهد الجديد لتثبيت ركائز الاستقرار في لبنان وحماية السلم الأهلي، واتخاذ المزيد من الخطوات في إطار ترسيخ دعائم المؤسسات ودولة القانون، بالتوازي مع الانفتاح العربي والدولي على لبنان بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري.
وفي السياق، أكد مصدر أمني لـ”السياسة” أن لبنان أصبح محصناً أمنياً بفضل قواه العسكرية وأجهزته الاستخباراتية والأمنية ولن يتحول بعد اليوم إلى ساحة للإرهاب، وذلك بفضل سهر هذه القوى على أمنه واستقراره، معتبراً أنّ حماية الحدود مع سورية التي يتولاها الجيش اللبناني، منعت الإرهابيين من التسلل باتجاه الداخل، فلو كان باستطاعة “داعش” إرسال إرهابيين إلى لبنان، لما تردد في استهداف الساحة المحلية بمخططاته الإجرامية التي يستخدمها في كل مكان، بعدما سبق له واستخدم ذلك في تفجيرات الضاحية الجنوبية قبل سنتين.
ورأى المصدر أن لبنان ما زال يشكل بالنسبة لتنظيم “داعش” الهدف الأساسي، لكن انكشاف مخططاته من قبل الأجهزة الأمنية جعله يعيد النظر بطريقة تقديره للأمور، وهو ما جعله يعود إلى تحريك خلاياه النائمة التي أصبحت مكشوفة أمام الأجهزة الأمنية، خاصة أن هناك معتقلين كثراً استطاعت مخابرات الجيش وفرع المعلومات الحصول منهم على معلومات كافية لمعرفة أوكار هذه الخلايا وكيفية تحركها، بغية الانقضاض عليها في الوقت المناسب. ومن هنا يمكن القول بأنّ لبنان أصبح محصناً ضد الإرهاب، لكنّ ذلك لا يمنع من حصول بعض الاختراقات التي ستتعامل معها الأجهزة الأمنية بما هو ضروري.