تشير مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” الى ان الاستحقاق النيابي المنتظر والذي تأخر ثماني سنوات، بدأ يرخي بظلاله على تحركات الأحزاب والشخصيات السياسية، ويفرض ايقاعه على خطواتهم وحساباتهم، متوقعة ان تُحكم الانتخابات المنتظرة، كلما اقترب موعدها، قبضتها على اهتمامات كل من سيخوضون غمارها.
وليس بعيدا، تقول المصادر ان الارقام التي ستحملها صناديق الاقتراع ستأتي بلا شك لتكرس تفوّق الثنائيتين المسيحية (التي تجمع “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”) والشيعية (التي تجمع “حزب الله” وحركة “أمل”) في شارعيهما. وهذا ما يبرر وفق المصادر، حرص بعض الاطراف المسيحيين وأبرزهم “الكتائب اللبنانية” على عدم قطع جسور التواصل مع بعبدا وابقاء التنسيق قائما بين الجانبين، وحرصها أيضا على رص الصفوف مع قوى مسيحية أخرى كحزب الوطنيين الاحرار وبعض الشخصيات المستقلة. فكل من هم خارج حلف التيار – القوات، يخشون، وفق ما تقول المصادر، أن يقصيهم الثنائي عن اللعبة السياسية إن هم لم يحسنوا التموضع قبيل الاستحقاق.
وتتوقع المصادر ان تشهد الساحة المسيحية في مرحلة ما قبل الانتخابات، نشاطا لافتا لنسج تحالفات “مدروسة”، والعين في السياق على زغرتا حيث يبدو رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض سيخوض الاستحقاق الى جانب النائب سليمان فرنجية، كما على المتن وزحلة والبترون وكسروان…
الا ان الانظار ستتجه هذه المرة الى الشارع السني أيضا. ففيما كان “تيار المستقبل” يمسك حتى الامس القريب بناصيته، يبدو الوزير السابق اللواء أشرف ريفي عازما على النزول الى حلبة المواجهة ليس في طرابلس فحسب بل في كل مناطق الحضور السني باستثناء صيدا وفق ما قال لـ”المركزية” منذ يومين، وهدفه وفق ما تؤكد المصادر، تثبيت النتائج التي حققها في الانتخابات البلدية الاخيرة في عاصمة الشمال، وتوسيع رقعة نفوذه لعلّه ينجح في خلق حيثية شعبية له تفرضه رقما “سنيا” جديدا، فيكسر الحصرية التي امتلكها آل الحريري في تمثيل الطائفة السنية، منذ عقود.
والى حين اتضاح خريطة التحالفات التي ستحكم الانتخابات المرتقبة والتي ستتبلور تباعا في الأشهر المقبلة، ترجح المصادر ان يخرج أركان العهد الجديد اي التيار الوطني وتيار المستقبل والقوات اللبنانية من امتحان الاستحقاق، أصلب وأمتن، فيما سيستفيد منه حزب الله لتعزيز علاقاته مع القوى كلها حيث تتوقع ان يتعاطى مع الانتخابات على “القطعة” بحسب المناطق بما يوسع شبكة الامان السياسي التي يحتاجها بشدة في ظل المتغيرات في المنطقة. وتؤكد المصادر اخيرا ان الاستحقاق سيترك بلا شك بصماته على مسار عهد الرئيس عون الذي أعلن مرارا أن عهده سينطلق فعليا في أعقاب الانتخابات النيابية.