عُقد الملتقى الثقافي الثاني “لبنان يجمعنا” بدعوة من القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري الذي قال في كلمة الإفتتاح: “في الشرق لن نعيش إلا تحت أجنحة الرسالات السماوية، ولقاؤنا هو دعوة لصوت السلام والمحبة لما فيه خير الإنسان، لافتًا الى أنّ الملتقى هو دعوة للسلام، الذي هو خارطة الطريق، ويبعث برسالة أمل لكلّ إنسان”.
وأكّد أنّ “الرياض في تحرّك مستمرّ من أجل السلام وترفض الممارسات التي تهدّده أو تكرس الظلم”.
وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان الشرق أمام تحد كبير بتعزيز فقه العيش بين أتباع الديانات كافة، فهو يعاني من تحديات كبيرة تهدد انساننا العربي وومجموعة القيم الروحية والاخلاقية والانسانية.
وقال: “نحن على استعداد لمواجهة التحديات بما لدينا من روحية الديانات السماوية التي اتت من اجل خير الانسان وحفظ كرامته”. وأضاف: “الاختلاف والتعدد الديني ليس مشكلة في أوطاننا، ففي لبنان نعيش بمجتمع متنوع ولكننا متفقون فيما بيننا على مساحات كبيرة من الحوار والعمل المشترك ومتوافقون كرؤساء طوائف على السلم الاهلي والعيش الواحد، مقدمين بذلك نموذجا فريدا بفقه العيش للعالم أجمع”.
وشدد دريان على ضرورة الاجتماع في لبنان كلبنانيين ومواطنين في ظل دولة عادلة وقادرة على المحافظة على الاستقرار، مضيفا: “لن نسمح ان يكون هناك بيئات حاضنة للتطرف والتشدد والارهاب وتعكّر صفو السلم الأهلي في لبنان، فهذا هو الجو الذي نريده والحياة التي نريد ان نحييها”.
وأكّد تضامن لبنان الى أبعد الحدود مع السعودية التي كانت وستبقى ضمانة لحل القضايا العربية والانسانية والاسلامية، قائلا: “لن نكون سوى الى جانب السعودية والى جانب دول مجلس التعاون الخليجي، فأنتم بعدنا العربي ونحن متمسكون بعروبتنا الى اقصى الحدود وسنحافظ على هذه الثوابت”.
بدوره، ألقى رﺌﻴس أﺴﺎﻗﻔﺔ ﺒﻴروت ﻟﻟﻤوارﻨﺔ المطران بولس مطر كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فقال: “نحن المسيحيون والمسلمون نشكّل نصف سكان الكرة الأرضية ولو توافقنا كما يريد الله أن نتوافق وتعارفنا كما يريد الله لكسبنا الرهان على السلام في العالم، إنّها لمسؤولية كبيرة تقع علينا جميعًا تعالوا أن نقبل حكم الله علينا ونكون متساويين أمام الله”.
وأضاف: “نحن المسيحيون صورة الإسلام ناصعة في قلوبنا، ويجب أن نعلم أنّ الإسلام لا يقبل بالتطرف الذي لا يعلم بالإعتدال، وقناعتنا بأنّه سيزول ونؤمن بأنّ الإسلام والمسيحية الى تلاقي الخير”.