كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
ليس موسم البحر وحده الذي يهدّد صحّة الجلد، إنما لموسم التزلّج أيضاً حصّة مهمّة من هذا الموضوع يجب عدم غضّ النظر عنها. فما المطلوب لحماية بشرتكم من الجفاف وأضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية سواء كنتم تهوون الرياضات الشتوية أو تكتفون باللعب بالثلج الأبيض؟
إستناداً إلى الموقع الطبي المعنيّ بالتوعية إزاء سرطان الجلد “Skincancer.org”، إنّ مزيج العلو المرتفع والأشعة فوق البنفسجية الذي تعكسه الثلوج يعرّض المتزلّجين لخطر أضرار أشعة الشمس بنسبة أعلى، وصولاً إلى سرطان الجلد الذي رُبطت أكثر من 90 في المئة من كل حالاته بالتعرّض المفرط وغير الصحّي للشمس.
إنّ الإرتفاعات العالية تعني زيادة خطر تلف الجلد الناجم من الشمس، بما أنّ التعرّض للأشعة فوق البنفسجية يرتفع من 4 إلى 5 في المئة لكلّ 1000 قدم فوق مستوى سطح البحر.
وعلى ارتفاع 9000 إلى 10000 قدم، يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تكون 35 إلى 45 في المئة أكثر حدّة مُقارنة بمستوى البحر، فضلاً عن أنّ الثلج يعكس نحو 80 في المئة من ضوء أشعة الشمس فوق البنفسجية، ما يعني أنّ الإنسان يتعرّض غالباً للأشعة ذاتها مرّتين.
للتركيز على هذه الأطعمة
لوَضع حدّ لهذا الواقع الذي قد يبدو لكم بسيطاً، إلّا أنّه لا يقلّ خطورة عن غيره من المشكلات التي تهدّد الإنسان، لفتت إختصاصية التغذية، جانين عوّاد الجميّل، إلى “وجود مجموعة مأكولات تؤدي دوراً ملحوظاً في حماية البشرة من الأشعة، وضمان رطوبتها، وتقليص احتمال تعرّضها لأيّ ضرر خلال التزلّج والتعرّض للبرد، أبرزها:
- الـ”Kale”: يحتوي هذا النوع من الخضار الورقية الخضراء نسبة عالية من الفيتامينين A المُجدّد للبشرة، وC الذي يعزّز الكولاجين والجلد المتماسك.
يمكن طبخه على البخار ثمّ عصره وشربه لزيادة نسبة فاعليته. ووجدت دراسة نُشرت في “American Journal of Clinical Nutrition” أنّ الأشخاص الذين حصلوا على غذاء غنيّ بالفيتامين C إنخفضت لديهم التجاعيد وتعرّضت بشرتهم لجفاف أقلّ.
- السمك الدهني، كالسلمون والتونة: غنيّ بالأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3، والحديد، والكالسيوم، ما يزيد معدل ترطيب البشرة في الوقت الذي تكون فيه عرضة للجفاف بسبب الصقيع وتدنّي الحرارة أكثر.
- البيض: يحتوي مادة الكبريت، خصوصاً في صَفاره، التي تُعيد ترميم البشرة من الداخل وتعزّز مرونتها وتحميها من أضرار البرد. كذلك يتوافر الكبريت بجرعة عالية في الثوم، لذلك يجب إضافته إلى الأطباق لتنكيهها وترطيب الجلد. وإلى جانب الفيتامينين A وE، يحتوي البيض الفيتامين B5 الذي يساعد على إنتاج خلايا “Keratinocytes” التي تدعم وظائف الجلد الصحّية والحواجز الحامية.
- الحمضيات، كالكيوي، والليمون: غنيّة بالفيتامين C المضاد للأكسدة الذي يساهم في الحفاظ على الكولاجين، وضمان مرونة البشرة وتماسكها، وتأخير ظهور ملامح الشيخوخة، والقضاء على البقع البنّية، والتخلّص من أضرار الشمس.
- الشاي الأخضر: كوب واحد يساعد على إزالة كلّ السموم المضرّة بالجسم، ويحمي من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ويحارب الشيخوخة. فضلاً عن أنّ غناه بـ”L-Theanine” والبوليفينول هو ما يميّزه عن سائر أنواع المشروبات الساخنة.
- الجوز: مليء بنوع من الأوميغا 3 المعروف بالـ”ALA” الذي يقوّي أغشية الجلد من خلال الاحتفاظ بالرطوبة وحماية الخلايا. فضلاً عن احتوائه ضعف كمية مضادات الأكسدة المتوافرة في الأنواع الأخرى من المكسرات لمحاربة الجذور الحرّة والشيخوخة المُبكرة.
- البقوليات: تُعتبر مضادة للأشعة فوق البنفسجية وتساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين. ومن المعروف أنّ التنويع بين العدس، والفاصولياء، والفول، والبازلاء يقي حصول أي مشكلة قد تُصيب البشرة، ومن بينها الكلف.
- بذور الرمّان: غنيّة بالبوليفينول المضادة للأكسدة التي تحمي من تلف أشعة الشمس فوق البنفسجية، وتحارب الإلتهاب، وتعزّز تدفق الدم. فضلاً عن احتوائها حامض “Ellagic” الذي يقلّص تدهور الكولاجين فيمنع الشيخوخة المُبكرة.
- بذور دوار الشمس: هي مصدر مثالي للفيتامين E الذي يُبقي البشرة مرنة. إنها تقوّي أغشية الجلد لترطيب مثالي، وتحمي ضدّ الجذور الحرّة وتلف أشعة الشمس.
- البطاطا الحلوة: تحتوي جرعات عالية من الفيتامين A الذي يساعد على إعادة إصلاح البشرة، والبيتا كاروتين التي تقوّي حاجز الجلد الواقي، ما يساهم في ترطيب خلايا البشرة.
وشدّدت على “ضرورة التنويع في الطبق الواحد لاستمداد مختلف العناصر الغذائية، خصوصاً الفيتامين C (الحمضيات، والكيوي، والفريز، والفلفل)، والكاروتينات (الجزر، واليقطين، والبطاطا الحلوة، والمانغو، والمشمش، والدرّاق، والشمّام، والبطيخ، والسبانخ)، والأفضل تناولها نيئة لإفادة قصوى من أليافها وفيتاميناتها ومعادنها”.
زيوت وخطوات أساسية
أخيراً، وبعيداً من التغذية، نصحت عوّاد بـ”استخدام الزيوت الطبيعية لدهنها على الجسم والوجه لخفض المشكلات التي قد تظهر عند ارتفاع حرارة الطقس وانخفاضها، أهمّها زبدة الكاكاو، وزيت الأفوكا، وزيت الخروع”، وعرضت باقة من الخطوات السهلة والفائقة الأهمّية، منها:
- تجنّب الاستحمام بمياه دافئة جداً لأنها تقضي على الزيوت الطبيعية في الجلد.
- الحرص على ترطيب كافة أجزاء الجسم مباشرةً بعد الاستحمام.
- وضع القبّعة، والوشاح، والقفّازات للحماية من الرياح الباردة، والأمطار، والثلوج.
- عدم نسيان وضع واقي الشمس بما أنّ الشتاء قد يكون مُدمّراً بقدر أشعة الشمس الصيفية.
- شرب كمية جيّدة من المياه لأنّ البشرة بحاجة إلى ترطيب من الداخل والخارج.