أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أنه “رغم التعقيدات السياسية والحسابات الطائفية والمصلحية والفئوية التي تحول دون التوافق على قانون انتخابي يضمن صحة التمثيل، ويؤمن مدخلا صالحا وسليما لإنتاج سلطة عادلة وقادرة على استنهاض البلد، وبناء الدولة سنبقى نصرخ في وجه الجميع ونقول لهم كفى تمييعا وتعاطيا غير مسؤول كفى مساومة ومتاجرة بمصير البلد ومستقبل الناس”.
قبلان، وفيخطبة الجمعة، قال: “رغم كل هذا سنظل نراهن على صحوة وطنية توقظ الضمائر وتحيي النفوس، لعلها تعود إلى الصواب، ويبادر أصحابها إلى إصلاح ما أفسدوه بمسميات الحقوق الطائفية والمذهبية التي ستقضي على ما تبقى من أمل بهذا الوطن”.
واضاف: “ما نشهده يوميا من ظواهر في الخطف والفوضى والفلتان المترافق مع شكاوى الناس في كل المناطق، وخصوصا منطقة البقاع وعكار، من بطالة وفقر وضغوطات اجتماعية ومعيشية، يثبت أن هناك انحرافا في الفكر السياسي، وانحطاطا في المفهوم الوطني، ونطالب كل القيادات المسؤولة وكل المرجعيات بأن تجهد وتجاهد من أجله، وبأن تقدم المستحيل، وتفعل أقصى ما تقدر عليه لإنجاح مسيرة وطن ضامن للجميع، ودولة لا مكان فيها للطائفية ولا للمذهبية، بل كفاءة ومساواة على أساس المواطنة والانتماء والولاء لبلد يجب أن نكون جميعا في خدمته وجنودا في دولته”.
وتابع المفتي قبلان: “فلتغتنم الفرصة، وليقر قانون الانتخاب الذي ينصف الجميع، ويؤسس لبناء دولة الحقوق والواجبات، لا دولة الإقطاع والسمسرات، وليخرج الجميع من بروجهم العاجية كي يروا بأم العين ظروف الناس وأوضاعهم البائسة التي باتت تشكل دافعا نحو الرذيلة وارتكاب الجريمة، ولا سيما في ظل هذا الضغط السكاني الذي تسبب به النزوح السوري الكثيف”.
ودعا الى “الإسراع في معالجة موضوع النازحين بجدية مطلقة، لأن إهماله وعدم وضع خطة واضحة ومبرمجة بالتنسيق مع الحكومة السورية يعني الوصول إلى كارثة اجتماعية محتمة”.