أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أنّ “تطبيق اللامركزية الادارية يعلي من شأن البلديات ودورها الانمائي”، واعداً بأن “يتم البحث في قانون اللامركزية في المجلس النيابي المقبل”.
عون، وخلال استقباله في قصر بعبدا وفداً ضم رؤساء اتحادات البلديات في لبنان، كشف عن “وضع خطة جديدة لمعالجة النفايات، من شأن تطبيقها إراحة المناطق اللبنانية من هذه الازمة، ولا سيما أنّ هذه الخطة تراعي مصالح البلديات والمواطنين على حدّ سواء”، متمنياً “الاعلان عنها قريباً”.
وأكد أنّ “أوضاع الكهرباء والمياه ستكون موضع معالجة مجدداً وفق البرنامج الذي سبق ان وضع وجمد تنفيذه في الاعوام الماضية”.
وقال إنه “يدعم مطالب البلديات وهو مصمّم على تقديم المساعدة التي يطالب بها الاتحاد”، داعياً “البلديات الى مزيد من الشفافية في العمل البلدي”.
ورأى عون انّ “لبنان تمكن من اجتياز تداعيات الحرب في سوريا والحروب المتفرعة منها”، معرباً عن أمله “ألا يصيب البلاد أيّ أمر سيء بعد اليوم، لا سيما وأنّ الجيش والاجهزة الامنية في يقظة دائمة وهناك عين ساهرة على الدوام، وتحصل توقيفات مهمة للارهابيين المتسللين الى الداخل”. وأكد انّه سيتابع مطالب رؤساء الاتحادات ولا سيما في ما يتعلق بتوزيع عائدات الخليوي.
كذلك إستقبل عون وفداً من بلدية الميناء ـ طرابلس برئاسة رئيس البلدية عبد القادر علم الدين الذي هنأه بانتخابه مثمناً خطاب القسم. وقد أكد عون للوفد أنّه يولي اهتماماً بعاصمة الشمال ككل وضرورة تعويضها الخسائر التي لحقت بها نتيجة تدهور الوضع الامني الذي عانته في السنوات السابقة، لافتاً الى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تطويراً للمرفأ وتعزيزاً للوضع التجاري فيها.
وأكد عون أنّ لبنان على ابواب مرحلة جديدة من الامن والاستقرار والنهوض وعودة الحياة الى القطاع السياحي فيه، مشيراً الى أنّ زياراته للخارج تهدف بالاضافة الى تعزيز العلاقات مع الدول، الى فتح أسواق خارجية وتعزيز فرص الاستثمار أمام رجال الأعمال.
كما إستقبل رئيس الجمهورية وفداً من اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان. وقد أوضح عون للوفد أنّ من أول أهدافه في المجال التربوي العمل لتطبيق القيم، وطرح برنامج يقوم على ذلك بما فيها قيم آداب الكلام والتعامل مع الآخر، الى آداب المناسبات واحترام حرية المعتقد والحق في الاختلاف، احتراما للرأي الحر، وصولاً الى المحافظة على قانون انتخاب عادل يقوم على صحة التمثيل، ومعرفة واجبات المواطن تجاه دولته، وثقافة المواطنة وثقافة الاديان، معتبراً انّ “من شأن ذلك كله المساهمة في خلق مواطن واع ومثقف بامكانه التعاطي مع الاخر برقي”.
وأكد عون أنّ “المطالب التي رفعها الوفد ستكون موضع درس، مع الأخذ في الاعتبار الاوضاع المالية والاقتصادية الصعبة للبلاد. وذكر بأنّه خلال درس مشروع الموازنة الجديدة ستتم معالجة الكثير من المسائل التي أحدثت عجزا في ميزان المدفوعات نتيجة التهرب من دفع الضرائب وسوء الادارة المالية والانفاق خارج اطار الموازنة، وقد أحدث كل ذلك هدراً مالياً”.
وأشار رئيس الجمهورية الى أنّ “الأمر يشكل إرثا ثقيلاً، “لكنّنا سنأخذه على عاتقنا لاصلاحه، وقد بات من مسؤولياتنا من الآن فصاعداً”، موضحاً أنّه “يجب أن يكتمل إصدار مجموعة من القوانين، كي نتمكن من تعيين هيئة لمكافحة الفساد”.
كذلك إستقبل رئيس الجمهورية وفداً من الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان. وقد أكد عون للوفد أنّ “لا داعي للقلق على حرية التعليم، لأنّها مصونة، ولن يكون في مقدور أحد تبديل هذه الثوابت التي يحفظها الدستور”.
وأشار عون الى أنّ “مطالب الوفد ستدرس بعناية مع الجهات المختصة”، واعداً بوضع أسس واضحة وشفافة للعلاقة بين الدولة والمؤسسات التربوية. وشدّد على “ضرورة أخذ الاوضاع الاجتماعية الراهنة في الاعتبار خلال تحديد الاقساط المدرسية وما يتفرع منها”.
واستقبل عون وفداً من جمعية الراهبات الباسيليات المخلصيات لسيدة البشارة. وقد شدّد رئيس الجمهورية على أهمية العيش الواحد، لافتاً الى أنّ “الاحاديات التي سقطت بفعل تحول الامم الى مختلطة لم تولد إلا صدامات وحروباً سياسية وعرقية ودينية”. وقال إنّ “صراع الحضارات لم يكن موجوداً عند عودة نغمة الحديث عنه، وكانت هذه العودة لتحضير البيئة لهذا النوع من الصراع بهدف تفجير منطقة الشرق الاوسط، وقد سمي ذلك بالفوضى الخلاقة”.
وأشار عون الى أنّ “لبنان استطاع المحافظة على أمنه واستقراره بفضل النضوج الفكري لمختلف مكوناته الرافض للارهاب والتطرف، وسيواصل المحافظة عليهما، على رغم موجات التعصب التي يشهدها معظم المجتمعات والاضطهاد الذي شهده كل من العراق وسوريا أخيراً”.
واستقبل عون رئيس مجلس الادارة المدير العام لطيران الشرق الاوسط الخطوط الجوية اللبنانية محمد الحوت الذي اطلعه على اوضاع الشركة والخطة التي وضعها مجلس الادارة وتنفذ حتى عام 2020، بحيث سيكون اسطول الخطوط الجوية اللبنانية مؤلفا من 20 طائرة تملكها الشركة. وقال الحوت إنّ عون زوده توجيهاته لتفعيل الحركة السياحية والتواصل مع الاغتراب واسعار بطاقات السفر، والسعي الى فتح خط جوي جديد يربط لبنان بدول اميركا اللاتينية.