احتفل مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش بتوزيع كتاب المؤتمر الإقليمي السادس بعنوان “الشرق الاوسط في ظل النظام العالمي الجديد وتداعيات الصراع العالمي على المنطقة”، في النادي العسكري المركزي – المنارة، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بنائب رئيس الاركان للتجهيز العميد الركن جان فرح.
والقى فرح كلمة قهوجي، قائلا: “عادة ما تشكل الأفكار الخلاقة، الشرارة الأولى على طريق تحقيق الإستراتيجيات والإنجازات الكبرى، فكم من فكرة لمعت في عقل إنسان، استطاعت أن تغير وجه التاريخ ومصائر الشعوب، بعد أن توافرت لها الظروف والوسائل المناسبة، فترجمت إلى أفعال وحقائق على يد مخطط مبدع وموجه بارع ومنفذ محترف ملتزم”.
وأضاف: “لقد كان من حسن الإختيار، أن يبادر الجيش منذ العام 2011، إلى استضافة المؤتمرات الإقليمية الخاصة بقضايا منطقة الشرق الأوسط. فمع مطلع العام المذكور انطلقت شرارة ما سمي بالربيع العربي تحت عناوين مطالبة الشعوب بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، لتتحول بسرعة وللأسف إلى أزمات سياسية وأحداث عسكرية وأمنية لا تزال عصية على الحلول حتى تاريخه. والسبب في ذلك كما بات معلوما، يعود إلى تصادم المفاهيم والإيديولوجيات والأهداف واختلاط المصالح الخارجية بالعوامل الداخلية ما أفرز تنامي ظواهر العنف والإرهاب على نطاق واسع، وأدى إلى تدخلات عسكرية أجنبية بصورة مباشرة أو غير مباشرة”.
وتابع: “أمام هذه الحال من الضياع والإرتباك وفقدان الرؤية الواضحة، جاءت هذه المؤتمرات المتلاحقة، لتسلط الضوء على الأسباب الحقيقية للأزمات والمشكلات ومحاولة إيجاد إطار للحلول والمعالجات الممكنة لها، وذلك بروح التجرد والمصداقية وبعيدا عن أي توجهات أو ميول فكرية مسبقة، وبالإعتماد على خبرات كبار الأكاديميين والمفكرين والباحثين، المحليين والدوليين، الذين شاركوا بفعالية في جميع هذه المؤتمرات، واضعين عصارة علومهم ومعارفهم وتجاربهم في خدمة الأهداف المرجوة منها”.
واشار الى ان “تجربتنا من الأحداث المريرة التي مر بها لبنان في ما مضى، تؤكد أن السبيل الوحيد لمواجهة الأخطار، تتمثل في تحصين التماسك الداخلي وفي تعزيز قوة الجيش والحفاظ على جهوزيته الدائمة للتدخل الفاعل. من هنا كان القرار الحاسم لقيادة الجيش في التصدي بكل حزم للتنظيمات الإرهابية التي حاولت التمدد إلى داخل لبنان بهدف استدراج الأزمات الإقليمية إليه، وقد نجحنا في هذا التحدي الكبير، بعزيمة جنودنا ودماء شهدائنا وبالالتفاف الشعب حولنا، ووعيه لما يحاك من مخططات تستهدف وحدة الوطن ورسالة العيش المشترك بين مختلف مكوناته. فعسى أن تكون تجربتنا قدوة لبلدان المنطقة التي تعصف بها الأزمات، لتسلك مجددا سكة الأمان والإستقرار والإزدهار”.