ذكرت صحيفة “الديار” أنه يبدو ان حدة السجالات بين النائب وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ستتصاعد كونهما القوتين الاساسيتين في الجبل، والثنائي المسيحي سيسترد التمثيل المسيحي اليه من احضان جنبلاط وهذا ما يرفضه الاخير.
وبعيداً عن المجاملات الديبلوماسية في الاعلام، فان تسريبات الكواليس للاجتماعات المغلقة تؤكد ان النقاشات حامية ودقيقة وعلى النقطة “والفاصلة” رغم ان اللجنة الرباعية ابعدت اجتماعاتها نهائيا عن الاعلام ووضع ميثاق شرف بعدم التسريب.
لكن المعلومات والتسريبات تؤكد ان الاجتماعات اخذت مساراً جدياً خلال لقاء الجمعة الماضي لرباعية التيار الوطني وامل وحزب الله والمستقبل مع طرح الوزير جبران باسيل القانون المختلط القائم على “الاكثري على الستين والنسبي على 9 دوائر”.
وفي المعلومات، ان الوزير باسيل التقى الدكتور جعجع ليل الخميس الماضي اي قبل يوم من لقاء الرباعية وتم التوافق على المختلط، وحول الاجتماع الرباعي ورغم ان تيار المستقبل لا يعتبر المختلط على قدر آماله وقد “يشلّحه” بعضاً من مقاعده لكن نادر الحريري انحاز الى جانب باسيل، فالمختلط يعطي الثنائي المسيحي 55 نائباً مسيحياً والمستقبل 90% من النواب السنة.
الثنائي الشيعي وبحسب المعلومات طلب اعطاءه المزيد من الوقت لدرس المختلط بكل تفاصيله، وامس رد الثنائي الشيعي خلال الاجتماع الرباعي برفضه للمختلط بكل تنوعاته، واقترح قانون الوزير نجيب ميقاتي على اساس 13 دائرة مع النسبية الشاملة فرفضه باسيل ونادر الحريري وعادت الامور “مكانك راوح”.
اللوحة السياسية وحسب المعلومات باتت الان مقسومة بين تحالف الثنائي المسيحي والمستقبل من جهة والثنائي الشيعي مدعوماً من جنبلاط والرئيس ميقاتي والكتائب والمردة والنواب المستقلين.
ويصر الثنائي الشيعي على انتخاب النواب خارج القيد الطائفي مع تشكيل مجلس للشيوخ، خصوصاً ان حزب الله بالتحديد يضع معركة رئاسة الجمهورية المقبلة نصب عينيه، فيما اتهم وزير الاشغال يوسف فنيانوس الثنائي المسيحي بان المختلط هدفه قطع الطريق على سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية المقبلة، وبالتالي فان الرئيس نبيه بري مدعوماً من جنبلاط وكل قوى 8 آذار سيحاولون من خلال اي قانون انتخابي منع الثنائي المسيحي من الحصول على الثلث المعطل نيابيا اي 43 نائباً وامتلاكهم القدرة على تعطيل مشاريع القوانين التي تحتاج الى 86 نائباً، فالمشاريع الذي يردها العماد ميشال عون خلال 15 يوما من خلال حقه الدستوري تحتاج الى86 نائبا لكي تصبح نافذة بعد ردها، والمختلط يعطي الثنائي المسيحي 55 نائباً اي الثلث المعطل وتعطيل عمل المجلس النيابي والتحكم بمصير البلاد، كما تحكم الثنائي الشيعي من خلال الثلث المعطل وابقاء البلاد في مرحلة الفراغ لسنتين وهذا هو جوهر الخلاف.
فقانون المختلط يقضي باجراء الانتخابات النيابية في الاقضية المسيحية في الكورة الى زغرتا وبشري وجبيل والمتن وكسروان وبعبدا وجزين على اساس الاكثري مع استثناء زحلة، فانتخابات نوابها الثمانية على النسبي، وبالتالي يتحكم الثنائي المسيحي في مقاعد فرنجيه في زغرتا وميشال المر في المتن وبطرس حرب في البترون وبعبدا وبيروت حيث 5 نواب مسيحيين على الاكثري، وهذا يشكل نقزة للثنائي الشيعي، ولن يقبلا بتمريره مهما كانت الاعتبارات، بحسب مصادر مقربة من الطرف الشيعي.
وفي موازاة الرفض الشيعي فان النائب وليد جنبلاط شن هجوماً عنيفاً في مجالسه على المختلط ووصفه “بالمسخ” والقانون العجيب الغريب، مؤكداً انه لن يتراجع واذا اراد الثنائي المسيحي رفع السقف الى هذه الدرجة فنحن سنرفع السقف ايضاً الى اقصى الحدود وليحصل ما يحصل.
وما زاد في الغضب الجنبلاطي هو حصوله على محضر اجتماع اللقاء الرباعي ما قبل الاخير، وتفاجأ بموقف الوزير جبران باسيل المكتوب في محضر الجلسة “لن نساير جنبلاط بالنواب المسيحيين في الجبل ولماذا سيأخذ نائباً مسيحياً” وطار صواب جنبلاط من باسيل ونادر الحريري الذي لم يرد على باسيل بأي كلمة وجاء الدفاع عن جنبلاط من قبل الثنائي الشيعي بأننا “لن نقبل ان نخدش معنويات جنبلاط في الجبل.
وفي المعلومات ان جنبلاط طلب موعداً للقاء السيد حسن نصرالله وسيعقد قريباً، بحسب ما اوحت مصادر جنبلاطية.
وما زاد في الغضب الجنبلاطي من الحريري ان الرئيس الحريري واثناء لقائه وفداً دينياً مؤخراً قال بوضوح “هناك قانون انتخابي جديد لا يمكن ان نوقف البلد كي يرضى جنبلاط، القانون يراعي هواجسه لكن الستين مرفوض، ووصل هذا الكلام لجنبلاط فزاد من قلقه وهواجسه وارسل على الفور وفداً من اللقاء الديموقراطي الى الرئيس نجيب ميقاتي وقبل موعد اللقاء مع الحريري بساعات وقد ابلغ الوفد الاشتراكي رئيس الحكومة بوضوح رفضه للمختلط حتى ان الاشتراكي ربما زار الوزير السابق أشرف ريفي وكل القيادات السنية لوضعهم في مواقفه، وما زاد من غضب جنبلاط ان نادر الحريري لم يضع الاشتراكي بتفاصيل اللقاءات الرباعية على عكس ما اعلن في وسائل الاعلام.
وبحسب مصادر مقربة من الاشتراكي فان المعلومات بالتفاصيل يحصل عليها جنبلاط من الرئيس بري، حيث يتولى علي حسن خليل مدعوماً من النائب علي فياض الدفاع عن هواجس جنبلاط ومراعاته. فيما نادر الحريري يكتفي بالصمت حيث “الطراطيش” الكبرى ضد جنبلاط تأتي من جبران باسيل، هذا مع العلم ان جنبلاط يتلقى يومياً جرعات دعم من الحريري والقول “ابو مصطفى الى جانبك يا ابو تيمور في السراء والضراء ولا يهمك، واي قانون لن يكون على حسابك وسندعمك في حاصبيا وراشيا وكل المناطق”.