ندّد رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو بالاجراءات “السياسية” التي اتخذتها روسيا التي فرضت مراقبة الحدود وسط تصاعد التوتر بين البلدين الحليفين.
وأمر جهاز الامن الاتحادي الروسي “اف اس بي” بتشديد الرقابة على الحدود مع بيلاروسيا بعدما اعلنت مينسك الشهر الماضي نيتها الغاء التأشيرات للزيارات قصيرة الامد لمواطني 80 دولة، بينها الولايات المتحدة ودول اوروبية، اعتباراً من 9 شباط.
ولم تكن هناك رقابة على الحدود بين روسيا وبيلاروسيا منذ التسعينات، عندما تم توقيع اتفاق لتعزيز التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وسأل لوكاشنكو خلال مؤتمر صحافي استمر سبع ساعات: “كيف يمكن لخطوة كهذه ان تهدّد الامن الوطني الروسي”؟، مضيفاً: “لنا الحق في اتخاذ هذا القرار. نحن دولة مستقلة وذات سيادة”.
وانتقد روسيا ايضاً بشأن خلاف بشأن الطاقة، مهدّداً برفع قضية امام المحكمة ضدّها بعدما قطعت الاخيرة امداداتها من النفط اثر قيام مينسك بزيادة الرسوم الجمركية على عبور النفط اراضيها.
وسارع الكرملين الى الردّ على لوكاشنكو، مشدّداً على انّ الاجراء الحدودي كان ضرورياً حفاظاً على امن روسيا، مذكرا مينسك بأنّ موسكو قدمت لها قروضاً تتجاوز قيمتها ستة مليارات دولار.
وقال جهاز الاعلام في الكرملين انّ “الجانب الروسي كان ولا زال يقدم دعماً اقتصادياً وسياسياً لبيلاروسيا في ظل علاقات التحالف المميزة بين البلدين”.
وبقيت بيلاروسيا من اقرب حلفاء موسكو منذ استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي عضو في الاتحاد الاقتصادي الذي تقوده موسكو.
لكنّ رغم العلاقات القوية بين الطرفين، الا انّ لوكاشنكو الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ عام 1994، يحاول مراراً تقديم نفسه على انّه مستقل عن موسكو.
ويأتي الخلاف بعدما بدأت بيلاروسيا التي تصفها الولايات المتحدة كآخر ديكتاتورية في اوروبا، تشهد تحسناً في علاقاتها مع الغرب.
ويعتبر الغاء حاجة الزوار من اوروبا والولايات المتحدة الى تأشيرة دخول خطوة قد تساعد على انفتاح الدولة المنغلقة.