Site icon IMLebanon

“BOOM”… خليفة الكونكورد أسرع طائرة ركاب بالعالم

 

 

بعد أكثر من نصف قرن على اختراق طائرة الكونكورد لجدار الصوت أول مرة، وانقضاء عهدها عام 2003، أسدل الستار على عصر السفر التجاري بسرعات تفوق سرعة الصوت.

ورغم توفر التكنولوجيا المطلوبة فقد أخفقت شركات صناعة الطيران حتى اليوم في تقديم نموذج عملي لطائرة تجارية تخلف الكونكورد.

لكن “بووم تكنولوجيز”، وهي شركة أميركية ناشئة، مدعومة من القطاع المعلوماتي في “سيليكون فالي” بالولايات المتحدة، ورجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، أعلنت أن لديها جميع العناصر المطلوبة لتصميم الطائرة على نحو تجاري قابل للتطبيق، وطرحها في السوق عام 2023.

وأوضح مدير الشركة بلاك شول: “نريد تقديم خدمة أسرع من الكونكورد وبسعر أقل من تذكرة درجة رجال الأعمال. هدفنا أن يتمكن المرء مستقبلا من الذهاب إلى أي مكان في العالم في أقل من خمس ساعات وبسعر تذكرة لا يتجاوز 100 دولار”.

وتابع شول: “يمكنك أن تغادر نيويورك الساعة السادسة صباحا وأن تصل لندن بعد 3 ساعات، أي الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (بحساب فارق التوقيت). يمكنك حضور اجتماعاتك وأن تبقى في لندن حتى التاسعة والنصف ليلا لتقوم بما يحلو لك، وتعود بعدها إلى نيويورك الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لتقضي وقتا مع أطفالك قبل أن يخلدوا للنوم”.

 

وقالت شركة “بووم تكنولوجيز” إن التقدم التكنولوجي الذي تحقق في عالم الطيران في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بصناعة أجزاء الطائرة من ألياف الكربون سمح بتصميم نماذج توفر استهلاك الوقود بنسبة 30 في المئة.

وتتنبأ الشركة أن يصل حجم السوق للسفر الأسرع من الصوت Supersonic  إلى 100 مليار دولار، لأكثر من 500 وجهة.

كما سيحتاج السوق لأكثر من ألف طائرة على مدى عشر سنوات لتأمين الطلب، بتكلفة 200 مليون دولار للطائرة الواحدة.

تصميم فريد

وبعد إعلان الشركة المصممة عن خططها، بداية العام الماضي، قطعت شوطاً كبيرا في تطوير طائرة تتسع لخمسين راكبا تصل سرعتها إلى ضعف سرعة الصوت (2.2 ماك) أي 2335 كيلومترا في الساعة بمحركاتها الثلاثة مقارنة بـ (2.0 ماك) لطائرة الكونكورد (السرعة القصوى لطائرة بوينغ 747 هي 988 كيلومتر في الساعة).

كما سيكون لكل راكب نافذته الخاصة، ومقعد مريح مقارنة بمقعد الكونكورد الضيق.

كما لن تكون BOOM، وهي طائرة الركاب الصغيرة نسبيا، على عكس طائرات رجال الأعمال من الجيل الجديد وطائرة  NASA Xذات ذات تصميم “الدوي المنخفض” Low Boom  الذي لا يخترق جدار الصوت.

أي أنها ستتجاوز جدار الصوت كما في طائرة الكونكورد لكنها ستكون متوافقة مع قوانين التلوث الضوضائي المعمول بها على ضفتي الأطلسي وستحلق على ارتفاع ستين ألف قدم.

كما أن التصميم الفريد لجناحها المعدل ثلاثي الأضلاع والشبيه بجناح طائرة الكونكورد، والمعروف بدلتا وينغ Delta Wing سيؤهلها لقطع المسافات الطويلة فوق المسطحات المائية بسرعة أكبر وباستهلاك أقل للوقود..

ستختبر الشركة نموذجا مصغرا يطلق عليه اسم XB-1 في مركزها في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأميركية نهاية العام الحالي. وستستخدم 3 محركات من صنع شركة جنرال إليكتريك.

 

وتتوقع الشركة أن تكون أميركا الشمالية أكبر أسواق الطائرة، بمعدل 377 طائرة على مدى عشرة أعوام بعد طرحها في الأسواق، وشركات الطيران الأوروبية في المركز الثاني بمعدل 360 طائرة، ويأتي الشرق الأوسط وافريقيا في المركز الثالث بمعدل 250 طائرة.

ويقول تقرير على موقع أفيشين ويكلي إن القدرة على اختصار زمن السفر سيكون عاملا هاما بالنسبة لركاب درجة الأعمال، مما يعني توجه شركات الطيران إلى تحديث أساطيلها بطائرات أسرع من الصوت للبقاء في دائرة المنافسة.

ويؤكد التقرير أنه كما ساهمت الرحلات الإقليمية القصيرة Regional Flights في خلق فئة جديدة في سوق الطيران، فإن من شأن طائرة الركاب Boom أن تصبح منتجا جديدا تستغله شركات الطيران العالمية للحفاظ على تنافسيتها الاقتصادية، وفي المقابل ستستفيد الشركة من الدعم الاستثماري لتطوير تكنولوجيا المستقبل.