Site icon IMLebanon

الحمّص.. صراع جديد بين ترامب ومعارضيه؟

 

كتب يورغو البيطار

لا تزال الاحداث في الولايات المتحدة الاميركية تجذب انظار العالم بسبب “الحرب” المشتعلة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومعارضيه من داخل المنظومة الاميركية وخارجها، فقرارات ادارة  دونالد ترامب بشأن الهجرة واللجوء التي اثارت جدلا واحتجاجات صاخبة ثم وقف القرار من قبل محكمة اتحادية وعودة استقبال المسافرين ممن لديهم تأشيرات صالحة من دول سبع كان ترامب قد اوقف السفر منها الى بلاده طبعت ايام العهد الاميركي الاولى بضجة لا مثيل لها.

ورغم وقف القرار فإن ثمة تظاهرات مستمرة داخل عدد من المطارات الاميركية احتجاجا على مواقف ترامب. وبين عشرات اللافتات المرفوعة ثمة لافتة أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي نظراً للرسالة المغلفة بالفكاهة التي حملتها. فقد رفعت احدى المتظاهرات في مطار سان فرانسيسكو في كاليفورنيا لافتة كتب عليها بالانكليزية: “أعطيناكم الحمّص.. أظهروا بعض الاحترام”. الصورة انتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل من الولايات المتحدة الى لبنان والعديد من انحاء الشرق الأوسط وتناقلتها العديد من الصفحات الاخبارية وتعليقات المستخدمين على نطاق واسع.

 

لكن لماذا اختيار الحمّص بالذات؟ يبدو السؤال مشروعاً فالكثير من المأكولات الآتية من الشرق الأوسط تحظى بتحبب لدى الكثير من الاميركيين. الا ان للحمص قصة اخرى!

فقبل 20 عاماً لم يكن معظم الاميركيين يستطيعون لفظ كلمة “Hummus” او “حمّص” اما اليوم يبدو ان الشعب الاميركي لا يشبع من هذا الطبق اللذيذ الذي يكاد لا يغيب عن موائدنا في لبنان. حتى ان العديد من وسائل الاعلام الاميركية (كموقع Today الشهير مثلاً) وصفه بأنه ينافس صلصة الغواكامولي بأن يصبح المفضل لدى الاميركيين بين المقبلات. كما تشير الارقام الى ان مبيعات الحمّص تضاعفت بنحو 4 مرات في الولايات المتحدة خلال 10 سنوات فقط!

وقد شبّه مختصو الطعام نمو شعبية الحمص بالنمو الهائل الذي شهده اللبن اليوناني في الولايات المتحدة. لا بل ان العديد من الشركات التي تقدم هذا المنتج قد اضافت عليه العديد من النكهات لتلبية شغف محبي الطعم بهذا الطبق الذي يستخدم كغَموس بالدرجة الأولى!

بعد كل ذلك هل من الغريب تذكير الاميركيين بأن المهاجرين قدموا لهم الحمّص، وهل أن دونالد ترامب معجب بالحمّص يا ترى؟