كتب يورغو البيطار
يستمر سيل تكشف الانتهاكات المروّعة التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين في 5 سنوات من جنون القتل والتدمير والمجازر واستعمال السلاح الكيميائي. آخر هذه الجرائم بحق الانسانية ما كشفته “منظمة العفو الدولية” في تقرير مروّع يوثّق اعدام نظام الاسد لـ13 الف سجين خلال 5 سنوات بين 2011 و2016 في سجن صيدنايا التي اسمته المنظمة بالمسلخ البشري.
التحقيق يكشف النقاب عن حملة حكومية سرية قوامها عمليات شنق جماعية وإبادة ممنهجة في ممارسات يكاد لا يصدقها عقل لبشاعتها وشدة اجرامها.
في ملخص التقرير تقول منظمة العفو الدولية ان “سجن صيدنايا العسكري هو المكان الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء. ويشكل المدنيون، الذين تجرأوا على مجرد التفكير بمعارضة الحكومة، الغالبية الساحقة من الضحايا. وجرى منذ العام 2011 إعدام آلاف الأشخاص خارج نطاق القضاء في عمليات شنق جماعية تُنفذ تحت جنح الظلام، وتُحاط بغلاف من السرية المطلقة. وقُتل آخرون كثر من المحتجزين في سجن صيدنايا جراء تكرار تعرضهم للتعذيب والحرمان الممنهج من الطعام والشراب والدواء والرعاية الطبية. ويُدفن قتلى صيدنايا في مقابر جماعية. ولا يمكن لأحد أن يزعم أن مثل هذه الممارسات المنهجية والواسعة النطاق تُرتكب بدون تفويض من الحكومة السورية على أعلى مستوياتها”.
ومن التفاصيل المروعة في التقرير أنه في الفترة من 2011 و2015، كانت تؤخذ مجموعات لا تقل عن خمسين من نزلاء سجن صيدنايا كل أسبوع إلى خارج الزنزانات ويُضربون ثم يُشنقون في منتصف الليل، في سرية تامة وخلال هذه العملية، كان السجناء يساقون معصوبي العينين، وهم لا يعرفون كيف ومتى تكون نهايتهم حتى تُعلق المشنقة حول رقابهم.
وقال أحد القضاة الذين أدلوا بشهادتهم للمنظمة وشاهد إحدى عمليات الإعدام، إنهم “(السجناء) كانوا يعلقون على المشانق مدة تتراوح بين عشر إلى خمس عشرة دقيقة.”وأضاف أنه “بالنسبة للصغار، لم تكن المشنقة كافية لقتلهم بسبب وزنهم الخفيف، فكان نواب الضباط يسحبونهم بقوة إلى الأسفل ويكسرون رقابهم.”
ونشرت المنظمة في حسابها العربي عبر موقع “تويتر” @AmnestyAR صوراً مروعة لمعتقلين سابقين تم احتجازهم في السجن تظهر حجم التعذيب الذي تعرضوا لها. وضمن الصور 3 لكل من “منير الفاكر، أنس حميدو، عمر الشغري: معتقلون تم احتجازهم في سجن صيدنايا المروع. هذه صورهم قبل الاعتقال وبعد الخروج من السجن” حسب تغريدة المنظمة.
وقد تم تناقل الصور والتقرير على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي حيث ندد الكثيرون بما اتفق كثيرون على تمسيته الابادة الجماعية التي يتعرض لها كل من يقول “لا” بوجه نظام وحشي.