تقرير أشرف عبدالحميد في “العربية”:
كشف اللواء رضا الحماحمي، والد الشاب المصري عبدالله الحماحمي المشتبه به في حادث متحف اللوفر، تفاصيل ما قاله ابنه في التحقيقات التي أجريت معه بواسطة السلطات الفرنسية، نافياً ما تردد عن اعتراف عبدالله بمحاولته تخريب وتشويه لوحات متحف اللوفر احتجاجاً على ما يحدث في سوريا.
وقال لـ”العربية” إنه علم وتأكد من حقيقة ما قاله ابنه في التحقيقات، حيث قال إن مادة الطلاء التي وجدت معه اشتراها لاستخدامها في تلوين رسومات الغرافيك التي يهواها وهو ما تأكدت منه سلطات التحقيق الفرنسية، كما أكد أن السكين التي كانت بحوزته اشتراها لنفسه وهي “مطواة جيب”، حيث قيل له إن الفرنسيين يحملون مثل هذه السكين للدفاع عن أنفسهم خلال حوادث السرقة بالإكراه، ولذلك نصحه البعض بحمل هذا السلاح غير المجرَّم قانوناً في فرنسا ويحمله غالبية الفرنسيين للدفاع عن أنفسهم.
وذكر والد الشاب المصري أن جريمة العمل الإرهابي غير متوافر شروطها في واقعة ابنه، فلم يقتل أو يطلق رصاصاً أو يقوم بطعن أحد، بل إنه تصرف بحسن نية ولم يفهم ما قاله له الشرطي الفرنسي، وحدثت مشادة بينهما أطلق على إثرها الشرطي الآخر الرصاص على ابنه، مضيفاً أن المحامي المكلف من الجالية المصرية بمتابعة القضية، ويدعى تامر العقربي فرنسي الجنسية من أصل تونسي، طمأنه تماماً خلال اتصال هاتفي بينهما مساء أمس الثلاثاء، وأكد أن القضاء الفرنسي محايد تماماً ولا يرتكن لشهادات الشرطة فقط، بل يرتكن لقواعد المنطق والعقل والقرائن والأدلة.
وكشف اللواء الحماحمي أن ابنه شرح الواقعة بتفاصيلها للمحققين ونفى تماماً نيته طعن الشرطي أو القيام بعمل إرهابي، مضيفاً أن حالة عبدالله الصحية تدهورت بالفعل خلال التحقيقات لذا أوقف المحقق التحقيق معه وطلب سرعة نقله للعناية المركزة لأنه لم يتعاف بعد من أثر إصابته في بطنه عقب إطلاق الرصاص عليه.
وقال إن المحامي سيحضر التحقيق القادم مع ابنه وسيبلغ المحققين بكافة المعلومات حول حياته ونشأته وأفكاره.
من جانب آخر، أكد رزق شحاتة المتحدث باسم الجالية المصرية في فرنسا لـ”العربية” أن الاعترافات التي أدلى بها عبدالله في جلسة التحقيق ستنفي عنه تهمة الإرهاب وتأخذ بالقضية لمنحى آخر بعيداً عن قضايا الإرهاب، مضيفاً أنه حتى لو ثبتت إدانته كما تقول بعض وسائل الإعلام الغربية بتهمة محاولة تشويه لوحات متحف اللوفر لجذب انتباه العالم حول سوريا، فهي ليست جريمة إرهاب بل جريمة عادية تخضع للقانون العام وليس قانون الإرهاب.
وقال إن تناول وسائل الإعلام الفرنسية للحادث والتحقيق في الواقعة يجعلنا كمصريين مطمئنين لسلامة موقف عبدالله، فالصحف الفرنسية تتكتم تماماً على تفاصيل التحقيقات ولا تنشر أخباراً عنها، وهو ما يعني أن عبدالله لم يعترف بارتكاب عمل إرهابي وإلا كانت قد أعلنت سلطات التحقيق ذلك على الفور ونشرتها الصحف الفرنسية.
وقال إن الصحف الفرنسية اهتمت بحادثة أخرى تورطت فيها الشرطة في تعذيب شاب ثبتت براءته من تهمة اغتصاب، ولذلك زاره الرئيس الفرنسي في المستشفى، مضيفاً أن القضاء الفرنسي محايد ونزيه ومستقل، ولن ينجرف لروايات الشرطة بل سيفحص الأمر من كافة الجوانب حتى يصل للحقيقة الكاملة ويصدر حكمه.
وذكر أن الصحف الفرنسية شككت في الواقعة من الأساس وطرحت تساؤلات عن نقاط تثير الشكوك في العملية برمتها، موضحة أن لجنة التحقيق الفرنسية لم تعثر على متعلقات مع المشتبه به سوى 965 يورو وبطاقة ائتمان والسكين المزعومة ولم توجد معه أي متفجرات أو قنابل.
وأضاف أن الأمور تسير نحو براءة عبدالله من تهمة الفعل الإرهابي، مؤكداً أن وفداً من الجالية المصرية على تواصل مع أسرته في مصر لإبلاغهم بالتطورات أولاً بأول والحصول منهم على كافة الأوراق اللازمة لإثبات براءة ابنهم.
مصادر مقربة من التحقيق
يأتي ذلك فيما أفاد مراسل قناة “العربية” في باريس، أن مصادر مقربة من التحقيق مع المصري عبد الله الحماحمي قالت إنه كان ينوي تشويه وتمزيق اللوحات الثمينة لجلب أنظار العالم لما تقوم به فرنسا، وقوى التحالف ضد الشعب السوري. ولم يكن هدفه قتل الجنود الفرنسيين.
وقال لهيئة التحقيق إنه حول مبلغ2000 يورو في الـ31 من كانون الثاني الماضي ومبلغ3000 يورو في الثاني شباط الحالي من فرنسا إلى بلد أوروبي. كما قام بتسليم مفاتيح بيته وأغراضه الشخصية لأحد أصدقائه المصريين المقيمين في دولة الإمارات، تحسباً لما قد يجري له.
كما ذكرت مصادر الشرطة الفرنسية أن طريقته في المشي ذهاباً وإياباً داخل المدخل الداخلي لمتحف اللوفر كانت توحي بأنه يبحث عن مكان لكتابة شيء ما بعلبة البخاخ، التي وجدت في حقيبته، أما السكينتان فكانتا لتمزيق اللوحات الثمينة في اللوفر.