IMLebanon

المملكة للبنانيين: اياكم والمحور الايراني!

 

 

ذكرت “الوكالة المركزية”أن السعودية لم تتأخر في اطلاق مسار الترجمة العملية للوعود التي قطعتها أمام رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته المملكة مطلع العام الحالي مظهّرا الاولوية التي تحظى بها اعادة المياه الى مجاريها بين بيروت والرياض، في حسابات العهد الجديد. فأوفدت الى لبنان، بعد أقل من شهر على استقبالها الرئيس اللبناني، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي يجول على القيادات المحلية منذ الاثنين الماضي على ان يعود الى بلاده اليوم.

وفي قراءة لجولة الديبلوماسي السعودي لبنانيا، شكلا ومضمونا، تشير المصادر عبر “المركزية” الى انها المرة الثالثة التي يحط فيها السبهان في بيروت في فترة لا تتعدى الاربعة أشهر، ما يعكس مدى اهتمام الرياض بالملف اللبناني…

أما في المضمون، فتقول ان الاجراءات السعودية الاخيرة اكان على صعيد تعزيز حضورها الدبلوماسي في بيروت أو على صعيد تفعيل حضورها السياحي – الاقتصادي على الساحة اللبنانية بعد ان كانت حذرت رعاياها من زيارة لبنان، إنما تؤكد ان مفاعيل التسوية الرئاسية التي كانت الرياض من أبرز رعاتها الاقليميين، راسخة وصامدة على رغم بعض التباينات السياسية التي ولّدها البحث عن قانون انتخابي جديد، وهذه القرارات تُثبت بالافعال ان صفحة التوتر بين البلدين طويت وأن المملكة راغبة بفتح أخرى عنوانها العودة الى نهج دعم لبنان ورعايته. وترى المصادر ان جولة السبهان في وسط العاصمة أمس واصراره على تناول الغداء في أحد المقاهي، انما أراد منهما الدبلوماسي السعودي ارسال رسالة الى مواطنيه، يطمئنهم فيها الى ان الوضع الامني في لبنان جيد ومستقرّ، ويشجعهم تاليا على اعادة لبنان الى قائمة وجهاتهم السياحية.

في الاثناء، أقحم بعض الاعلام زيارة السبهان في الزواريب السياسية اللبنانية الضيقة حيث قيل انه أتى ليحذر لبنان من مغبة الاقدام على اي خطوة تجنح نحو المحور الايراني في المنطقة في حين تبدو الولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب عازمة على التصعيد ضد طهران، كما تردد أنه أتى الى لبنان حاملا كلمة سر انتخابية. وتعقيبا، أوضحت المصادر ان المملكة لم تعتد يوما التدخل في الشؤون السياسية اللبنانية بل همّها فقط ضمان الاستقرار الداخلي ولا تمانع أي قرار يكون محط اجماع لبناني، وهذا ما تجلى في ترحيبها بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية. وهو موقف الرياض “انتخابيا” أيضا وقد أكد السبهان شخصيا ان “الاستحقاق النيابي في لبنان شأنٌ لبناني بحت، آملاً أن تكون الانتخابات مراعيةً لمصالح لبنان واللبنانيين، وألا تكون مجحفة في حقّ ايّ مكوّن لبناني. وأكّد انّ المملكة تدعم كلّ توجّه وأيَّ قانون انتخابي يحقّق العدالة للجميع”، وما قاله الدبلوماسي في الاعلام هو تماما ما ردده خلال لقاءاته المسؤولين اللبنانيين.

وفي حين استغربت محاولات حرف الزيارة عن مسارها، أكدت المصادر انها تصب اولا واخيرا في خانة الجهود المبذولة لترميم العلاقات اللبنانية – السعودية. وكان رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن في مجلس الوزراء العزم على انشاء لجنة سعودية – لبنانية عليا وتفعيل باقي اللجان المستركة لمتابعة المواضيع بين البلدين.