كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
على رغم التأكيد المستمرّ على أهمّية الغذاء التقليدي الذي يعتمد على مختلف الأصناف بجرعات متفاوتة وفق إحتياجات الجسم الضرورية لكلّ منها، لا يزال الخبراء حتى اليوم يصدرون حميات جديدة لخسارة الوزن من خلال إجراءات مُبتكرة، آخرها حمية GOLO المُقاوِمة للإنسولين التي تبيّن أنها من بين الموضوعات الغذائية الأكثر استقطاباً لإهتمام الأميركيين على موقع Google عام 2016. ما هي تحديداً؟
تمّ تطوير حمية GOLO من قِبل إختصاصي علم النفس، الدكتور كيث أبلو، جنباً إلى فريق من الأطباء. يُعتقد أنّ هذا الغذاء الذي يدوم 30 يوماً والمُلقّب بخطّة إنقاذ أصحاب الوزن الزائد أو البدناء، يساعد على منع مقاومة الإنسولين، وتعزيز عملية خسارة الوزن، وإعادة “نحت” الجسم، والتخلّص من دهون البطن، وخفض عمر الأيض. كلّ هذه الأمور لن تساهم فقط في تحسين الصحّة، إنما أيضاً في خفض خطر العوامل المُسبِّبة لبعض الأمراض.
لكن قبل الكشف عن أبرز تفاصيل هذه الحمية، تطرّقت إختصاصية التغذية، ناتالي جابرايان، خلال حديثها لـ”الجمهورية” إلى علاقة مقاومة الإنسولين بزيادة الوزن، فأوضحت أنّ “هذه الحالة تحصل عندما ينتج الجسم الإنسولين لكنه لا يستخدمها بشكل فعّال، ما يؤدّي إلى تراكم الغلوكوز في مجرى الدم بدلاً من أن تمتصّه الخلايا، مُسبّباً بذلك تخزين الدهون، والسكري من النوع الثاني، أو ما يُعرف بمرحلة ما قبل السكري التي تشمل أعراضها العطش، والتبوّل المتكرّر، والتعب، والرؤية المشوّشة، والعجز عن خسارة الوزن”.
وتابعت حديثها قائلةً إنّ “مقاومة الإنسولين تحدث عموماً بسبب عدم ممارسة رياضة كافية، وإستهلاك كالوريهات كثيرة بإنتظام، والإفراط في الكربوهيدرات المصنّعة. لكن بما أنّ هذه المشكلة مرتبطة مباشرةً بالرياضة والتغذية، فإنّ أفضل طريقة لإعادتها إلى وضعها الطبيعي تكمن في إستهلاك وجبات صحّية، والتمسّك بالحركة المنتظمة”.
ثلاث نقاط رئيسة:
شرحت جابرايان أنه “مهما كان عدد الكيلوغرامات الزائدة، خُصِّصت حمية GOLO لبلوغ الأهداف المرجوّة من دون إحتساب السعرات الحرارية بإنتظام أو الشعور بالجوع والحرمان. المطلوب ببساطة التقيّد بالعوامل الثلاثة التالية التي تشكّل هذا البرنامج:
- المكمّلات
إنها عبارة عن مزيج من الماغنيزيوم، والزنك، والكروميوم، ومجموعة نباتات كالـGardenia Fruit Extract، والـApple Fruit Extract، وزيت بذور الكتان العضوية. يتمّ أخذ حبّة مع كلّ وجبة غذائية، ما يساعد على الوقاية من زيادة الوزن، ويدعم إستخدام الدهون المخزّنة. بعد تحسّن الإنسولين، يمكن التوقّف تدريجاً عن إستعمال المكمّلات.
- وقود الأيض
هناك خطط للوجبات تقيس التأثير الأيضي لبعض الأطعمة، وبذلك يمكن ضمان توازن الأطباق بشكل ممتاز لتعزيز الطاقة من دون إرتفاع الإنسولين أو التسبّب بتخزين الدهون. فضلاً عن أنّ الـGOLO يمنع فكرة الحرمان، وبالتالي يمكن الإستمتاع بالأكل في المطاعم مع الأهل والأصدقاء. كذلك يُتيح هذا الغذاء تقديم برنامج طبخ يسمح بتعلّم تحضير الأطباق بسرعة وسهولة.
- خريطة الطريق
يساعد هذا الجزء من البرنامج على تعلّم أيّ تغيّرات تملك تأثيراً كبيراً في الصحّة والأيض، وفي الوقت ذاته المساعدة على تحديد العوائق وتخطّيها من أجل التوصّل إلى خسارة وزن حقيقية ومستدامة. كذلك يتمّ تلقّي إشتراك مجاني لمدة عام كامل على موقع GOLO حيث يمكن التواصل مع مشاركين آخرين، والإحتكاك بالخبراء، ومراقبة النتائج.
نتائج الدراسات
ماذا عن الأبحاث العلمية؟ أجابت خبيرة التغذية بـ”أنها معدودة، ونذكر من بينها واحدة أميركية إستمرّت لـ26 أسبوعاً وشملت 11 رجلاً و24 إمرأة يعانون زيادة الوزن أو البدانة تمّ إخضاعهم لحمية GOLO. تبيّن في نهايتها أنّ الجميع خسروا نحو 9 كلغ خلال 90 يوماً، و14 كلغ خلال 6 أشهر. ناهيك عن أنّ محيط خصرهم وحجم أجسامهم إنخفضا بشكل ملحوظ، وقد تقلّصت المخاطر الصحّية التي كانت تهدّدهم.
وأضافت أنّ هذه الدراسة تقترح أنّ برنامج GOLO قد يساعد أصحاب الوزن الزائد أو البدناء على التخلّص من كيلوغراماتهم الإضافية بطريقة فعّالة، جنباً إلى مجموعة فوائد صحّية كخفض الإصابة بمتلازمة الأيض، ومرحلة ما قبل السكري.
وتعليقاً عمّا إذا يمكن إعتبار حمية GOLO أفضل من الأنظمة الأخرى المعروفة، أشارت إلى أنّ الأشخاص في معظمهم يخسرون ما بين 0,5 إلى 1 كلغ أسبوعياً عند تقيّدهم بحمية صحّية، وهو الأمر المُشابه لنتائج GOLO التي تمّ التوصّل إليها. ما يعني أنّ هذا النظام لا يبدو أنه يساعد على التخلّص من الوزن أكثر من مجرّد الأكل الصحيح والحركة المنتظمة.
من جهة أخرى، على رغم حقيقة أنّ برنامج GOLO مخصّص تحديداً لمَن يعاني مقاومة الإنسولين، إلّا أنّ الدراسة لم تقارن مباشرةً مجموع خسارة الوزن بين الأشخاص الذين يعانون مرحلة ما قبل السكري ونظرائهم الذين لا يشكون من هذه المشكلة. وبالتالي ليس من المؤكّد أنّ هذا الغذاء سيكون أكثر فاعلية لمرضى ما قبل السكري مقارنةً بالحميات الأخرى التقليدية.
وشدّدت جابرايان أخيراً على أنّ هذا البرنامج لا يشكّل خطراً، ولكنه غير مُثبت بعد وبالتالي يجب إنتظار صدور أبحاث جديدة قبل الخضوع له. وإلى حين ذلك، الأفضل العودة إلى الغذاء التقليدي الذي لا يمكن لأحد نكران فاعليته في الحفاظ على صحّة الجميع، كباراً وصغاراً ومرضى، وأيضاً على رشاقتهم.