أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الحوار قائم بشأن قانون الإنتخاب الذي نريده عادلاً يسمح بتمثيل الجميع وسنصل إلى نتيجة، معتبراً أن من لا يسهّل عمليّة صياغة قانون إنتخاب جديد هو الذي يوصل البلاد إلى الفراغ.
عون، وفي حديث لصحيفة “الأهرام” المصرية، قال: “ان الاختلاف في الآراء والمواقف السياسية بين اللبنانيين أمر طبيعي”، مشيرا إلى أن منهجه في الحكم هو عدم إلغاء أحد للآخر، وأن الخلاف هو الاستثناء والتفاهم هو الباقي.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت مسألة اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية طرحت خلال الزيارة الى المملكة العربية السعودية او ستطرح خلال زيارته الى مقر جامعة الدول العربية، اوضح الرئيس عون انه “لم يطرَح هذا الموضوع، لأن “حزب الله” في لبنان يشكّل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وجزءا اساسيا من سكان الجنوب، وافراده ليسوا مرتزقة كما جاء المرتزقة إلى سوريا من مختلف البلدان. هم لبنانيون يدافعون عن أرزاقهم وأملاكهم بالدرجة الأولى وإن كانوا يتلقون العون من الآخرين. ونحن لا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا. وبالنسبة الي فإن البيت اللبناني ليس شيعيا، والأرض اللبنانية ليست شيعية ولا سنية ولا مسيحية بل هي أرض لبنانية للجميع ولبنان لجميع ابنائه. ولكّل منا معتقده لكننا جميعا متضامنون ومتفقون على أن نعيش متفاهمين معا.”
وردا على سؤال بشأنما اذا كان بإمكان لبنان أن يشكّل جسرا لتفاهم خليجي – إيراني أو عربي – إيراني، رد الرئيس عون: “ولَم لا؟ على الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح، لكن تبقى هناك راحة الضمير بدلا من أن يبقى الإنسان متفرجا. وإذا لم نحاول يكون هناك الفشل الذريع من دون أن نقدِم أساسا على المحاولة. فالإقدام أفضل وعلى الأقل يكون هناك شرف المحاولة.”
وشدد الرئيس عون على ان لبنان ومصر، كما سائر دول العالم يواجهان “مشكلة مشتركة تتمثّل بالارهاب الذي يضرب في كل مكان، وهو اشبه بمرض خبيث ينام ثم يعود للإستفاقة فى مراحل معينة خاصة اذا واصلت بعض الدول تغذيّته. لذلك علينا منذ الآن أن نحاربه طالما هو ظاهر”.
وطالب الرئيس عون بوجوب ان تكون من اولويات القمة العربية المقبلة “العمل على احياء جامعة الدول العربية، فهي مشلولة ويجب إحياؤها.
واعتبر رئيس الجمهورية ان الحل للازمة السورية لا يمكن ان يكون الاّ سياسيا “لأن المشاكل الداخلية في بلد يجب أن تنتهي بتسوية، فلا أحد يستطيع أن يحذف قسماً من شعبه من حل سياسي. وقد شكلّ عدم القدرة على بلوغ حل الأزمة سلمياً سبباً في الوصول إلى هذه المرحلة الحامية من التدمير في الوطن إنساناً وبنياناً.”
وسئل الرئيس عون عن الموقف من الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، وما تحدثه مواقفه، فلفت الى انّه “من الصعب التقدير مع ترامب. فأنت لا تستطيع التمييز بين الخطاب الانتخابي الشعبوي والحقيقة الأميركية. فوفقا لما يقوله يحب قلب أميركا رأسا على عقب قبل أن “يقلبنا نحن”، لأن هذا الوضع الذي يريد أن يخلقه غير طبيعي والمخاوف التي يثيرها فى أميركا نفسها أكثر من المخاوف لدينا فى المنطقة، لذلك يجب علينا عدم التسرع بالتأييد وعدم التسرع بالمعارضة، لأن التسرع بالتأييد يمكن أن يكون خطأ وكذلك التسرع بالمعارضة، وأرجحية أن تصيب أحدهما مقامرة.”