كتب أسامة القادري في صحيفة “الاخبار”:
بدأت الماكينات الانتخابية في قضاءَي البقاع الغربي وراشيا «تزييت» عجلاتها. وتدور المعركة في هذه الدائرة التي يعتبرها تيار المستقبل عرينه، على ستة مقاعد: اثنان للسنة، وواحد لكل من: الموارنة، الشيعة، الدروز والأرثوذكس. حرارة «الحركة» لا تقتصر على فريق سياسي دون آخر. إذ يعمل الجميع على استجماع قواهم، وإجراء اتصالات مكثفة لتحديد الأسماء الممكن السير بها في المعركة.
الاتصالات تشير، حتى الآن، إلى معركة سيكون لها طعم مختلف عن السابق، في ظل خفوت التجييش الطائفي، والشح المالي لدى الافرقاء، وذهاب الأضداد نحو إنشاء محدلة تطحن كل من يواجهها. وبدأ يطفو على السطح حديث عن تحالف رباعي يضم: التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. وتُضاف إلى هذه القوى حركة أمل أيضاً، رغم «استحالة» دخولها في تحالف لا يكون حزب الله جزءاً منه. «تحالف الأضداد» يدفع أنصار وزير العدل السابق أشرف ريفي إلى محاولة جذب مؤيدين جدد، مراهنين على أن «التحالف» سيرفع من منسوب مؤيدي ريفي في الشارع «المستقبلي».
ويعوّل «الريفيون» على «اقتناع» الجمهور بأن حركة وزير العدل السابق تحظى بدعم من بهاء الدين الحريري، ما يُربك تيار المستقبل. وتضاعف هذا الإرباك شائعات عن أن مشايخ بعض العشائر العربية في البقاع الغربي بصدد زيارة ريفي. ويجري التداول بمعلومات تفيد بأن اللواء المتقاعد سيخوض الانتخابات في البقاع الغربي عبر دعم ترشيح الإعلامي بسام القادري. ويؤكد مصدر مقرب من ريفي أنه «ماضٍ في المعركة»، وهو ما يمكن أن يؤثر سلباً على مرشح المستقبل المحتمل النائب زياد القادري الذي يُقدّر عدد أصوات عائلته في الدائرة بنحو ثلاثة آلاف.
وعدا عن غرف بسام القادري من صحن المستقبل، وإمكان تحالفه مع التيارات الإسلامية في المنطقة، لم يستبعد متابعون أن ينحو المشهد الريفي نحو تشكيل لائحة من المستقلين؛ أبرز المرشحين فيها، إضافة إلى القادري، رجل الأعمال علي الجاروش. وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإنه سيصبّ حتماً في مصلحة رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد.
التيار الأزرق يبدو متحسباً لما يجري في هذه الدائرة. فيوم أول من أمس، افتتح الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الجولات الانتخابية من خيمة شيخ العشائر العربية جاسم العسكر في بلدة الخيارة، والتي تبعد أمتاراً عن «الإمبراطورية التعليمية» العائدة لمراد، الخصم الأول لـ»المستقبل» في البقاع الغربي. واللافت أن الحريري الذي لبّى دعوة العسكر للغداء، لم يرافقه أيّ من نواب تياره، فيما حضر المأدبة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس وعدد من مسؤولي التيار. وأعاد الحريري في خطابٍ ألقاه في خيمة العسكر التذكير بموقف تياره من الأحداث في سوريا، واعداً بـ»انتصار الثوار عاجلاً أو آجلاً»، قبل أن يحث العشائر على «أن يكونوا يداً واحدة والوقوف الى جانب مسيرة الشهيد رفيق الحريري، التي يمثلها الرئيس سعد الحريري». وفُسّر خطابه كرسالة إلى ريفي ومراد معاً، فيما اعتُبِر غياب النواب المستقبليين عن اللقاء مؤشراً على عدم حسم أسماء مرشحي التيار للانتخابات المقبلة.
وتشير مصادر قيادة المستقبل إلى أن «الرئيس الحريري أبلغ الجميع أن مرشحي التيار سيخضعون لمشاورات دقيقة من محيطه الشعبي والحزبي، وبناءً عليه يؤخذ القرار». هذا «البلاغ» أتى بعد نتائج انتخابات التيار الداخلية، ودور الوزير جمال الجراح والنائب زياد القادري اللذين ترجما خلافهما بمحاولة كل منهما «شد اللحاف نحوه»، ما خلق انقساماً داخل التيار.
في المقلب الآخر، الوضع ليس أفضل حالاً، بعدما فقد مراد حليفه محمد القرعاوي، إثر زيارة الأول للحريري من دون إطلاع حلفائه. كذلك لم تصطلح الحال بعد بين مراد والنائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي. ولفت مصدر مقرب من مراد إلى أن «أي تحالف لن يثنينا عن خوض المعركة. لدينا حلفاؤنا ولدينا جمهورنا».