كتبت مي الصايغ في صحيفة “الجمهورية”:
2017 هو عام «الديك»، في الروزنامة القمرية الصينية، ولا شكّ بأنّه سيكون حافلاً بالتقلبات والمتغيّرات على الساحة الدولية، فالتحديات السياسية والإقتصادية كثيرة، في ظلّ استمرار العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، وحتى التنين الصيني لن يكون بمنأى عمّا يجري، والتحدي الأبرز له يكمن في الحفاظ على نمو مستقر، وضبط إيقاع العلاقة مع الإدارة الأميركية الجديدة على قاعدة التعاون والاحترام المتبادل وتجنّب أيّ مواجهة.لا يُنكر السفير الصيني في لبنان وانغ جيانغ أنّ عام 2017 سيشهد متغيّرات وتحديات دولية كثيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وعلى هامش حفلة موسيقية دعا إليها بمناسبة السنة الصينية الجديدة أمس على مسرح كازينو لبنان، يقول جيانغ لـ«الجمهورية»: «في كثير من الدول هناك أزمات إقليمية ودولية، الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه صعوبات والمطلوب التعاون، حتى في الداخل الصيني هناك تحوّل اقتصادي ولدينا مهمة لتحقيق النمو المستقر».
ويشدّد جيانغ على أنّ مبدأ «الصين الواحدة» هو أساس للعلاقة السياسية بين الصين والدول الأخرى، وهو مبدأ مُتعارف عليه دولياً وحتى في علاقتنا مع الامم المتحدة، و«ليس قابلاً للتفاوض أو المساومة».
وكون الصين هي أكبر الدول النامية والولايات المتحدة أكبر الدول المتقدمة، فعلاقتهما «ليست مهمة فقط للدولتين بل للعالم كله. وبالتالي، لا يمكن أن تكون هناك علاقة مجابهة أو صراع مع الولايات المتحدة»، في نظر جيانغ.
ويؤكّد أنّ «أيّ صراع أو تصادم بين بكين وواشنطن سوف يتسبّب بالضرر للطرفين، والتعاون والإحترام المتبادل يعود بالمنفعة المشتركة عليهما، وهو الأسلوب الصحيح للعلاقات الأميركية -الصينية».
ويذكّر جيانغ بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكّد في 10 الجاري لنظيره الصيني شي جينبينغ أنّه سيحترم مبدأ «الصين الواحدة»، وذلك خلال محادثة هاتفية «مطوّلة» بينهما، بعد أن كان ترامب قد خَرقَ، عبر اتصال هاتفي مع رئيسة تايوان تساي اينغ-وين، سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عام 1979 عندما قطعت واشنطن العلاقات الرسمية مع تايبيه.
وترفض الصين، باسم الدفاع عن «مبدأ الصين الواحدة»، أن يقيم شركاؤها علاقات دبلوماسية مع تايوان، التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
ويجدّد سفير الصين التأكيد أنّ بلاده لم ولن تكن محايدة حيال الشرق الاوسط، خصوصاً في ملف الأزمة السورية. ويقول: «لطالما نادَينا بحلّ سياسي من خلال دعم التفاوض بين السوريين، ونحن ندعم الجهود الرامية الى تسوية ولا سيما مسار جنيف، فاجتماع أستانة كان خطوة أولى لتحريك مفاوضات جنيف في 20 الجاري».
ويأمل جيانغ، الذي حضر حفل إطلاق الكتلة الوطنية السورية في بيروت، أن يتمّ الحفاظ على الزخم الذي جرى في أستانة، بعد الاتفاق بين ثلاث دول، هي: تركيا وروسيا وايران، لوَقف النار، وأن يُترجم ذلك في اجتماع جنيف المقبل بشأن سوريا.
ويختم جيانغ حديثه بالتشديد على أنّ ما يهمّ الصين هو ضرورة تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرّف ووَقف تمويل المجموعات الإرهابية وتدريبها، وذلك في معرض تعليقه على ما إذا كانت بلاده ستنجَرّ الى تدخل عسكري في الشرق الأوسط للحفاظ على مصالحها الإقتصادية.
والجدير بالذكر أنّ ما بين لبنان والصين علاقة منسوجة بالحرير منذ سنة 115 (ق.م.) مع استقبال الشواطئ اللبنانية الحرير الخام من الصين لتُحاك خيطانه، وسيشكّل لبنان جزءاً أساسياً من الاستراتيجية التي طرَحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وهي مبادرة «الحزام والطريق».
وإنّ عَزف أوركسترا «نساء جيانغشو» مقطوعات من الموسيقى الشعبية الصينية التقليدية وأخرى لأشهر أغاني فيروز، يندرج في سياق تعزيز الراوبط الثقافية بين بيروت وبكين.
