يبدأ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اليوم زيارة لمصر، وينتقل غداً الى الأردن، في إطار الجولة الثانية (الأولى شملت السعودية وقطر) من تحرك لإعادة الدفء الى العلاقات اللبنانية – العربية بعد غياب الحضور اللبناني على المستوى الإقليمي بسبب عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي في سدة الحكم في لبنان.
وإستبق عون زيارته للقاهرة وعمان بسلسلة مواقف أثارت جدلاً في بيروت، ولا سيما تلك المتعلقة بدور «حزب الله» وسلاحه وقوله «أن سلاح حزب الله لا يتناقض مع مشروع الدولة وهو جزء أساسي في الدفاع عن لبنان (…) وما دام هناك أرض محتلة من إسرائيل وما دام الجيش اللبناني ليس قوياً كفاية نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة ليكمل سلاح الجيش»
ورغم الجدل الدائر في بيروت في شأن إقرار رئيس الجمهورية بـ «عجز الجيش»، وهو قائد سابق للمؤسسة العسكرية، وبإضفاء «شرعية» على سلاح «حزب الله» الذي يشكّل ملفاً خلافياً بين اللبنانيين، فإن الأنظار تتجه الى النتائج المرتقبة لزيارة عون لكل من القاهرة وعمان، إضافة الى محطته في الجامعة العربية.
ومن المقرر أن تعقد في مستهل الزيارة الرئاسية للقاهرة، قمة بين «الجنرالين» عون ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية، يعقبها لقاء موسّع يحضره أعضاء الوفد اللبناني، قبل أن يعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، ثم يقيم السيسي غداءً رسمياً على شرف عون والوفد المرافق الذي يضمّ وزراء الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق والمال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، إضافة الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وبعد ذلك يزور الرئيس اللبناني البابا تواضروس الثاني ومن ثمّ شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، قبل أن يلتقي مساء أبناء الجالية اللبنانية.
وفي اليوم التالي، يزور عون مقرّ الجامعة العربية، ليغادر الوفد اللبناني لاحقاً الى الأردن، حيث يلتقي الملك عبدالله الثاني الذي يقيم غداء رسمياً على شرفه، ويلتقي أبناء الجالية اللبنانية قبل عودته مساء الثلاثاء الى بيروت.
ويهدف لبنان من خلال الحركة في اتجاه مصر بعد السعودية وقطر الى تزخيم العلاقات الثنائية بين البلدين وإعادة تفعيل اللجنة المشتركة العليا التي يرأسها رئيسا حكومتي لبنان ومصر، وتنشيط اللقاءات بين وزراء البلدين لتوقيع أكثر من 15 اتفاقية تعاون بين الجانبين، إضافة الى مناقشة الوضع الإقليمي وخصوصاً آفاق الحلول المقترحة لسورية والتأكيد على التضامن العربي عشية انعقاد القمة العربية في 29 اذار المقبل في الأردن.
وتولي المحادثات اللبنانية – المصرية أهمية خاصة لمناقشة كيفية التعاون في مواجهة الإرهاب الذي يتهدّد مصر ولبنان.
ووصف عون العلاقات اللبنانية – المصرية في حديث الى صحيفة «الأهرام»، بـ «التقليدية والجيدة، والسليمة للغاية».
واعتبر «ان الخلفية العسكرية التي يأتي منها هو والرئيس السيسي، من شأنها ان تخلق صراحة وصداقة لأننا كعسكريين نسلك الطريق الأقصر للتفاهم. وأعتقد أننا بدأنا تفاهما قبل أن نلتقي».
وأبدى استعداده لأن يكون لبنان «جسراً لتفاهم خليجي- إيراني أو عربي – إيراني»، معتبراً أن «على الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح».
وسئل عون كيف أقنع «حزب الله» بقبول عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، فأجاب: «لقد أقنعتهما بسؤال طرحته على كل منهما وهو: هل تريد أن تلغي الآخر؟ والإثنان أجابا بلا. فأجبت بأني انا ايضا لا أريد إلغاء أحد، لذلك يجب أن نتكلم مع بَعضنا البعض. وهكذا كان، طبعا ضمن حدود سياسية لا تؤذي الآخر».