كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:
قد يولد الحبّ في القلوب من “أوّل نظرة”، ولكنه أيضاً قد ينطفئ على غفلة، وهناك كثير من العلاقات التي لطالما اعتقد الآخرون أنها قوية ومتينة وتفاجأوا يوماً بأخبار انهيارها. الحبّ مثل النبتة يحتاج الرعاية ليكبر وينمو ويزدهر، وهو في الدرجة الأولى استمرارية. ولا تُبنى استمرارية الحبّ سوى بالمعاملة الجيدة، والاحترام والتقدير المتبادلين، وهذه الصفات يمكن للطرفين إرساؤها في علاقتهما إن تمتّعا ببعض الذكاء والوعي العاطفي، وبميزات حسن التصرف ومعرفة إدارة السلوك. في عيد الحبّ تتحدّث المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول سلام سعد لـ”الجمهورية” عن أصول تصرّف الزوجين مع بعضهما البعض، ما يزيد الثنائي سعادةً، واستقراراً.
تؤكّد المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول أنّ غياب الاحترام والتفاهم يصعِّب حياة الزوجين الذين تعاهدا أن يمضيا العمر سوياً. فمَن يريدان الاستمرار في حياتهما سوياً، يجب أن يهتمّا بمشاعر الشريك ما يرتدّ اهتماماً تلقائياً ومودة من قبله، وبالتالي ديمومة في العلاقة.
إحترام الاختلاف
تمرّ مراعاة مشاعر الشريك، بعدم الاستهزاء به. فلا يضرب أحد الطرفين على النقاط التي يُدرك أنها تزعج الحبيب، وخصوصاً أمام الآخرين. مثلاً لا يجب أن يُحرجها أمام أصدقائها، أو يهزأ بأيّ قرار اتّخذته، وهي كذلك. فليس لائقاً أن يخبر الأصدقاء بازدراء بأنها كانت تتسوّق طوال النهار، أو أن تجيب هي على سؤالهم حول ما فعلاه البارحة بـ: “كنا نشاهد مباراة كرة القدم”، وذلك بلهجة ممتعضة.
عندما يتزوّج شخصان آتيان من بيتين مختلفين عليهما التخلص من فكرة “الأنا” التي تسيطر على العازب ودخول مرحلة الـ”نحن”، ولتحقيق هذا الهدف من المهم إحترام اختلاف الآخر، فأفشل العلاقات هي التي يحاول فيها كلّ شريك تغيير شريكه بشكل جذري، حتى يجعله متصنّعاً وغير مرتاح.
والاختلافات بين الطرفين غالباً ما تكون كثيرة، وتصنّف بحسب أهميتها عند الحبيب، فربما اختلفا على شيء بسيط جداً، ولكنه يعني الكثير لأحد الحبيبين، ومن هنا أهمية استيعاب الاختلاف وتقريب وجهات النظر.
النزاعات
لا بدّ أن يعرف الزوجان كيف يحلّان نزاعاتهما، وهذا أساسي لاستمرار حياتهما سوياً. عليهما التمييز بين الشجار والاختلاف بالرأي. فالاختلاف ليس مشكلة، ولا داعي لتضخيمه.
الحوار والمحادثة
يؤدي الحوار الدور الأبرز في نجاح العلاقة، وتفهّم الآخر. والأزواج القادرون على التحاور والإنصات يضمنون استمرار حياتهم معاً. فيجب أن يتقن كلا الزوجين السماع للآخر وأصول محادثته.
وعلى السيدة أن تدرك مثلاً متى تتكلّم مع زوجها، وما هي الموضوعات التي تكلّمه بها وما لا تتحدث عنه أصلاً. لا يعني ذلك أن “تخبّي عليه”، إنما هناك أحاديث تنصحكِ المستشارة في الإتيكيت بعدم التطرّق لها لأنها تزيد من وطأة التشنّج بينكما. مثلاً قد تمضين يومكِ في السوق، وتنتقلين من محلّ لآخر بحثاً عن قميص معين، حتّى إيجاده.
ولكن عندما تعودين إلى المنزل لا داعي أن تخبري زوجكِ بتفاصيل يومك وبما وجدته في كلّ متجر ألبسة دخلته، خصوصاً إن كان غير مهتم بمعرفة ذلك. ويجب أن يتنبّه الشريكان لكمية الكلام، فهناك مَن يتكلم كثيراً ما يزعج الآخر. وبدوره، يعيق نمط الكلام، إذا ما كان سلبياً استقرار العلاقة ويهدّدها بالتوتر.
وتلفت المستشارة في الإتيكيت سلام سعد إلى أنه ليس شرطاً أن يقولا لبعضهما عند كلّ طلب عبارات “إذا بتريد”، و”لو سمحت”، و”شكراً”… علماً أنّ قولها يُعتبر جيداً، وتشير في المقابل إلى أنّ نبرة الصوت وطريقة الطلب هي الأهم، إذ يجب أن تكون سلسة وجيدة ما يُرغّب الآخر بالاستجابة للطلب، متسائلةً: “بماذا ينفع قول “إذا بتريدي” بقساوة و”لؤم”.
الإعتراض
قد يختلف الزوجان على بعض الأمور الحياتية، ومن حق أيّ منهما رفض فكرة الآخر أو الاعتراض، ولكن دون إهانته أو جرحه أو اللجوء إلى الصوت العالي والصراخ لإيصال الأفكار.
فهم الآخر
مع مرور الوقت يتمكّن كلّ طرف من فهم الآخر دون أن يتكلم، خصوصاً إذا ما كانت علاقتهما قائمة على الحوار، فيعرفان إذا ما كان الحبيب فرحاناً، حزيناً… ويقوّي فهم الآخر في سكاته، العلاقة.
الاهتمام
لا بدّ أن يتذكر الزوجان التواريخ المهمة التي طبعت حياتهما، فلا ينسيان الاحتفال بها ومفاجأة الحبيب، ما يُبعد أجواء التوتر. وتنصح سعد الرجل بأن يكون فارساً ونبيلاً في تعاطيه مع زوجته، إذ من الجيد أن يعطيها الأسبقية في كلّ شيء، ويفضّلها على الآخرين… ويُشعرها بأنها الأنثى التي اختارها لتكون شريكته.
وعن دور الزوجة تؤكد سعد أنها “كلما كانت أميرة في تعاطيها مع زوجها، كلما كان هو أميراً وملكاً في التعاطي معها، إذ إنّ تصرفاتها الإيجابية ترتد إيجاباً على أجواء العلاقة”.
إحترام محيط الآخر
ولا بدّ من احترام الأشخاص الذين يحبهم الشريك، حتى لو كنا لا نحبهم أو لسنا على علاقة جيدة معهم، وخصوصاً أهله وعائلته. وإن أردنا التكلم معه عنهم يمكن أن نطرح نقاط الاختلاف دون تحطيمهم وتأجيج المشكلات ما يوتّر العلاقة حتماً.
فترة التعارف
ولبناء حبّ يدوم مدى العمر، على كلّ ثنائي الاستفادة من فترة التعارف، فهي تؤسس لعلاقة ناجحة في المستقبل. وتحذّر المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول سلام سعد من أن تسيطر الأحلام واللاواقعية على هذه الفترة، لأنّ الثنائي ليستمرّ في العلاقة يحتاج لأكثر من قول الكلام الجميل المتبادل، وأكثر من التحضير لحفل زفاف أسطوري. وتؤكد “معظم الشباب والصبايا يفرح بالحبيب، وبالتحضير للعرس والبيت، ويهمل الاتفاق على أمور أساسية لاستمرار زواج أبدي”.