تقرير خالد مجاعص
شاء القدر أن تتهاوى إمبراطورية أعرق وأعظم فريق في كرة القدم ليلة عيد العشاق. فقد كانت بطولة دوري ابطال اوروبا على موعد ليل 14 شباط الـ2017 مع حدث غير مسبوق على صعيد النتائج في “التشامبينز ليغ” وهو سقوط المارد الكاتالوني بنتيجة ساحقة 0-4 أمام فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان.
ففي ليلة الـValentine، دّمر باريس سان جيرمان دفاعات برشلونة على ملعبه في استاد الأمراء، بعد اكتساحه برباعية تاريخية نظيفة، في المباراة التي جمعت الفريقين في ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا. وبتلك النتيجة يكون فريق باريس سان جيرمان أعاد عقارب الساعة الى الوراء الى العام 1993 عندما حقق أفضل نتيجة له في تاريخه بعدما اسقط ليلتها القطب الآخر في الكرة الإسبانية ريال مدريد وبالنتيجة نفسها.
وبدا نجوم برشلونة كالأشباح طوال شوطي المباراة، بينما برهن دي ماريا أنه ساحر لا يقلّ سحره عن نجومية مثلث الـ MSN (ميسي – سواريز و نيمار)، وقد شاء القدر هنا ايضاً ان يأتي سقوط الإمبراطورية الكاتالونية على يد مهندس العاب ريال مدريد سابقاً “ملاك باريس” أنخيل دي ماريا صاحب هدفين تاريخيين من الأهداف الباريسية الأربعة في شباك برشلونة. وقد سجل رباعية الفريق الباريسي آنخيل دي ماريا “هدفين” وجوليان دراكسلر وإدينسون كافاني هدف في الدقائق 18 و40 و55 و72.
وبهذ النتيجة التاريخية لباريس سان جيرمان، يكون هذا الرباعي قد منح العملاق الباريسي فوزًا عريضًا، اقترب به كثيرًا من التأهل لدور الثمانية، بينما بات برشلونة بحاجة لمعجزة للتعويض في لقاء الإياب بملعب “كامب نو” وهي الفوز بنتيجة 4-0 علماً ان تاريخ دوري ابطال اوروبا الحديث بصيغة التشامبينز ليغ لم تشهد سابقة لمعجزة عودة فريق من سقوط 0-4 في تاريخها.
وتُعتبر هذه هي الهزيمة الأكبر لبرشلونة في نسخة العام الحالي، والثانية له بعد مباراة مانشستر سيتي الإنكليزي، وأيضا في تاريخ لقاءات الفريقين في هذه البطولة.ولم يتذوق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي و رفاقه طعم الخسارة بهذه النتيجة الكبيرة منذ سقوطهم أمام بايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي نسخة “2012-2013” على ملعب “أليانز أرينا” قبل أن يواصل الفريق البافاري مشواره ويتوج باللقب.
وقد أكد لويس إنريكي، مدرّب برشلونة، عقب السقوط المدّوي أن “الليلة كانت كارثية، والمنافس كان أفضل”. وقال إنريكي: “لا أعتقد أنه من الصعب توضيح ما حدث. المنافس كان أفضل منا منذ البداية، منذ الهجمات الأولى. لقد تفوق علينا في الضغط، ولم نتمكن من الخروج بالكرة من مناطقنا. لقد كانوا أفضل بالكرة وبدونها”. ولتخفيف الضغط على لاعبيه أردف أنريكه قائلاً “التأهّل بات صعبًا للغاية، لكن تبقى مباراة أخرى على ملعب آخر، وفي ظروف أخرى. لم أفقد الأمل في إمكانية تعويض الخسارة. لماذا لا نحلم بقدرتنا على فعل هذا الأمر؟”.
من ناحيته أكد أوناي إيمري، المدير الفني لباريس سان جيرمان، عقب فوزه الكبير أن الانتصار تحقق بفضل العمل الجماعي، مشدداً على ضرورة تكرار نفس الأمر في مباراة الإياب على ملعب “كامب نو”. وقال المدرب الباسكي في تصريحاته عقب المباراة: “لعبنا بطريقة ممتازة وبموهبة وقدرة في أفضل الفترات من أجل تقديم مباراة جيدة. أظهرنا تماسكا كبيرا وعرفنا كيف نلعب بخطوط متقاربة والعمل جيدا وفقا لمتطلبات المباراة، أمام منافس يجبرك على إخراج أفضل ما لديك طيلة المباراة”.