كتبت صحيفة “الرياض”: تثار بين الحين والآخر قضية سلاح ما يسمى بـ”حزب الله” في الشارع السياسي اللبناني، وهو الذي ظل لسنوات طويلة نقطة خلافية يمكن من خلال حجم الضوء المسلط عليها معرفة المزاج العام في هذا البلد المحاط بالأزمات، والمثقل بملفات اقتصادية صعبة الحل على الأقل في المستقبل المنظور.
“حزب الله” يمثل ومنذ تأسيسه خنجراً في خاصرة لبنان، فهو من أدى دور “أبو رغال” المعروف في التاريخ العربي وبكل اقتدار لتغلغل إيراني في الكثير من الدول العربية، سواءً كان هذا التغلغل على الأرض أو من خلال دعم لوجستي بكل ما تعنيه الكلمة من تدريب على التجسس والتخريب وغسيل الأموال، وغيرها من أعمال المكر والخديعة وخيانة الأوطان.
هذا الحزب حاول من خلال آلته العسكرية ومؤسساته الإعلامية وخبراته التي اكتسبها على مدى عقود كمنظمة إرهابية السيطرة على القرار اللبناني، وجعل هذا البلد -الذي يسعى إلى العودة من جديد إلى الحضن العربي- مجرد حامية إيرانية تمثل وقوداً يشعل المزيد من الحرائق في سورية، وملتقى للعملاء المنتشرين في العالم العربي، ومحطة لإطلاق الدعاية لأجندة نظام الولي الفقيه.
والسؤال الذي يسود الآن في أروقة السياسة اللبنانية: كيف سيتمكن الجنرال القوي الذي لم يعد قائداً لتيار، بل أصبح رئيساً لدولة، من المحافظة على التوازنات في مرحلة تعد مفصلية في تاريخ البلاد، في ظل التذمر السائد من الممارسات التي تؤذي بلادهم قبل غيرها؟ وكيف يمكنه الحفاظ على مساعيه المهمة في إصلاح ما خربه الحزب خارجياً؟ وكيف سيتجاوز استحقاقات داخلية ستعيد -في حال تعطلها- الجمهورية إلى ما قبل المربع الأول في مشروع إعادة الثقة بين اللبنانيين أنفسهم ثم محيطهم الإقليمي والدولي؟
وبعيداً عن السياسة ومماحكاتها يدرك الجميع دون استثناء أن سرطان “أبو رغال” هو من جر لبنان إلى آخر الترتيب عند الحديث عن الاقتصاد والسياحة والفنون، بعد أن كان مقصداً للسياح وعاشقي الجمال.