كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعادة فتح مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات في عكار. الفوائد من فتح المطار كثيرة لا سيما في ازدهار لبنان اقتصاديا وسياحيا وفتح فرص عمل جديدة للبنانيين، والمساعدة في انماء شمال البلاد وتحديدا منطقة عكار المحرومة منذ عشرات السنوات كما تخفيف العبء عن مطار رفيق الحريري في بيروت وعدم استعماله كورقة ضغط عند كل محطة حيث انه اي خلل امني او اشكال سياسي تقطع الطرقات وتعرقل حركة توجه المسافرين وخروجهم من وإلى لبنان.
لكن إعادة فتح المطار تتطلب قرارا سياسيا واضحا من الحكومة اللبنانية، فما هي الاسباب التي تقف وراء عرقلة فتحه؟ وما أهمية هذا المطار اقتصاديا وانمائيا وسياحيا على لبنان؟
لضرورة انشاء مطار ثانٍ
النائب خالد الضاهر الذي شارك يوم الاحد في تجمع مدني للمطالبة بفتح المطار يشدد في حديث لـIMlebanon على أن “بهدف تطوير البلاد والمساهمة في ازدهارها علينا انشاء مطار ثان خصوصا مع زيادة عدد السكان والمغتربين والسائحين، فمطار بيروت وصل الى الحد الاقصى للاستيعاب، لذلك من الضروري اليوم أن نعمل على اعادة فتح مطار القليعات”. ويشير الى أن “موقع مطار القليعات استراتيجي ومناسب ونقطته الجغرافية، فلا ابنية مرتفعة تحيط به وارضه منبسطة وقريب جدا من البحر ومن سهل البقاع ما يساهم ويساعد في تصدير المزروعات اللبنانية، وهو قريب من الحدود السورية ويساهم في سفر السوريين ويفيد منطقة الشمال وعكار والبقاع”.
من جهته، يؤكد مسؤول حزب “القوات اللبنانية” في عكار الدكتور نبيل سركيس في حديث لـIMlebanon أننا “ندعم فكرة اعادة فتح مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات وكنا قد قمنا بتحرّكات عدة منذ سنوات وأسسنا لجان لمتابعة الموضوع، ولكن لم نجد اي تشجيع من الحكومة لكن المطار يساهم في دعم عمل كل القطاعات الانتاجية في عكار ويساعد على ابقاء المواطن في ارضه، فهذا مطلب اساسي لنا بغض النظر عن الحراك الذي يحصل يوم والذي يعتبر نتيجة مطالبات سابقة ودائمة”.
عدم التجاوب إيذاء للبنان وخضوع للهيمنة
أما بالنسبة للعراقيل التي ممكن ان تواجه إعادة فتح هذا المطار، يكشف الضاهر عن أنه “كان هناك قرار سياسي بعدم فتح المطار وذلك لان الامر يؤثر سلبا على مطار بيروت، ولكن اليوم مطار رفيق الحريري الدولي وصل الى سعته الاستعابية القصوى، فإعادة فتح المطار في القليعات لن تؤثر عليه سلبياً، وعدم افتتاح المطار هو إيذاء للبنان ومحاولة لضرب اقتصاده واضعافه، لذلك يجب تشكيل الهيئة الضامنة للطيران المدني واعادة فتحه بأسرع وقت ممكن خصوصا ان المطار مجهز بالبنى التحتية اللازمة بنسبة 80% ولا يحتاج الى كثير من التجهيزات”.
ويضيف ان “ليس هناك من عذر للتأخير في اعادة فتح هذا المطار، وإذا هناك قوة سياسية ترفض فتح مطار آخر في لبنان لتبقى مسيطرة على مطار بيروت فهذا الامر سينكشف عاجلا ام آجلا لان هذه الجهة لا تريد تطوير لبنان وتسعى الى فرض هيمنتها، وعلى الحكومة ان تأخذ القرار وإذا هناك من يعرقل فلينكشف امام الراي العام وليتحمل المسؤولية، ولن نقبل بأن يتحكم بمصير لبنان أي ميليشيا او حزب او فريق يعتمد على السلاح ليضرب مصالح اللبنانيين”.
من ناحيته، يعبر سركيس عن خشيته كم “ان يكون هناك سببا وراء اعادة فتح المطار، ولكن لا احد يعلن هذا الامر صراحة مع العلم ان هناك قطبة مخفية في هذا الموضوع، فكل دول العالم تمتلك اكثر من مطار لتسهل امور المواطنين ولتنشط الحركة الاقتصادية والسياحية”. ويلفت الى أنه “إذا تم فتح المطار ستنشط الحركة الزراعية والسياحة ويخلق فرص عمل، ولكن كنا دائما نشعر بأن ليس هناك اي مواكبة من قبل الحكومة ويبدو أن هناك من لا يناسبه وجود مطار ثان في لبنان وتحديدا في منطقة عكار”.
نظرة اقتصادية: المطار ممتاز وضروري للبنان
الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة يتحدث عن الفوائد الاقتصادية لهذا المطار، ويؤكد لـIMlebanon ان “إعادة فتح مطار القليعات مهمة جدا لان لبنان يتضمن ما بين 4 و5 ملايين شخص ومطار بيروت يستقبل زهاء 8 الى 9 ملايين مسافر في السنة لذلك نحن بحاجة الى مطار ثان، فهذ الامر يريح اللبنانيين ويخفف الضغط عن مطار بيروت ويخلق المنافسة بين المطارين، ويساهم في تقوية شركات الطيران لتزدهر وتكبر وبالتالي هذا الامر سيكون مفيدا للبلاد”.
ويضيف ان “هذا المطار ممتاز وضروري للبنان وبمجرد فتح مطارين فالحركة السياحية والتجارية ستنفرج وعندها سيضطر مطار بيروت الى تحسين اوضاعه بسبب سوء الخدمة التي يقدمها، وهذا الامر يفتح الباب امام فرص عمل جديدة، خصوصا أن الانعكاس الاساسي على المطار هو حركة السياحة والتجارة، لذلك يجب اقامة المطار على قاعدة وإدارة وافكار جديدة، والافضل ان يكون بإدارة القطاع الخاص وشركات خاصة، لان مطار بيروت يتراجع الى الوراء من ناحية الخدمات، وهذا الامر يحصل لان ليس هناك اي منافسة والمواطن والمغترب والسائح مضطر الى التوجه الى هذا المطار للسفر، من دون أن ننسى أن المنطقة الحرّة ضعيفة جدا وخدمتها عاطلة والاسعار في المقاهي والمطاعم مرتفعة جدا”.
أما بالنسبة لتمويل المشروع، فيشدد حبيقة على أنه “إذا كلفنا القطاع الخاص بتمويل المشروع فلن تكون التكلفة كبيرة لان هذا القطاع قادر على اقامة عقد BOT اي Built operator transfer وبالتالي يأخذ المشروع لمدة عشر سنوات ويقوم ببناء المطار وتأهيله ويشغله وبعد عشر سنوات يعود الى كنف الدولة وهذا الامر هو الأنسب، مع العلم أن التجهيزات يجب ان تكون كافية وجيدة لاستقبال طائرات “بوينغ” و”آير باص” الكبيرة وليس الاكتفاء فقط بالطائرات الصغيرة”.
ويشدد على أنه “كلما أسرعنا في فتح المطار كلما كان افضل، وإذا استطعنا فتحه قبل فصل الصيف اي من اليوم حتى أيار، فهذا الامر سيكون ايجابيا لتحسين الوضع في لبنان ونتأمل بفترة سياحية جيدة ومزدهرة في البلاد”، ويضيف: “ليس من الضروري تأهيله لاستقبال الطائرات الكبيرة ولكن يمكننا العمل على اعادة فتحه باسرع وقت ممكن وهذا الامر يفتح الباب امام الدول العربية والخليجية ونخفف الزحمة عن مطار بيروت، ما يفتح الباب أمام المنافسة وفتح الخيارات ويحسن الخدمة والمعاملة”.
اما المطار حسب الضاهر سيؤمن فرص عمل كثيرة وسيساعد الدورة الاقتصادية في الشمال لتنمو المنطقة وتزهدر وبالتالي ينعكس ايجابا على كل لبنان، وهو لن يضر بأي مرفق في لبنان، وهو حاجة وضرورة حيوية لانه يفتح المجال امام 6 آلاف فرصة عمل في البداية ومن بعدها ستزداد لتصل الى 25 الف فرصة عمل، وهذا الامر يأتي لمصلحة كل اللبنانيين بكل طوائفهم ومناطقهم ومذاهبهم.
ويشدد على أن “إعادة فتح هذا المطار ستفيد كل اللبنانيين من جميع الطوائف للعمل فيه، فضلا عن فتح المجال امام السائحين العرب والخليجيين بالتوجه الى لبنان عبر مطار القليعات في حال كانوا لا يرغبون بالنزول في مطار بيروت لاسباب عدة امنية كانت او جغرافية، وهكذا يتمتع السائح براحة نفسية أكثر خصوصا إذا كان يخشى من أن يتعرض للخطف بسبب موقع المطار”.
ويكشف سركيس ان “اليوم نسمع بالهمس ان هذا الموضوع يتطلب تفاوضا مع الحكومة السورية لان المطار قريب من الحدود السورية، وإذا أرادت الطائرات ان تهبط في المطار فعليها ان تدخل في الاجواء السورية، ونخشى ان يدخل هذا الموضوع في البازار السياسي ويكون نوعا من الضغط على الحكومة للتفاوض مع الحكومة السورية وهذا الامر كقوات نرفضه”.
وتمنى سركيس على هذا العهد الجديد من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون او الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري اللذين يعرفان مدى حاجة عكار والشمال لهذا المرفق الاساسي متابعة الموضوع والعمل على اعادة فتح المطار واتخاذ تدابير سريعة في هذا الاتجاه ونخطو خطوة صحيحة بالاتجاه الصحيح، وتقديم المطار هدية لأولاد عكار والشمال.