كتب يورغو البيطار
ان لم تكن قد استخدمت موقع “صراحة Sarahah” بعد فبالتأكيد انك شاهدت عشرات من اصدقائك قد نشروه على صفحاتهم ثم نشروا التعليقات التي وصلتهم. فهذا الموقع حقق رواجا صاروخياً بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي وخصوصا “فايسبوك” وانتشر بشكل جنوني قبل ايام قليلة في لبنان.
فكرة الموقع
ببساطة شديدة، يتيح الموقع لمستخدميه بدقيقتين من التسجيل ومعلومات اولية عنهم بتلقي الانتقادات او الاراء او اي تعليق من الاخرين من دون الكشف عن هوياتهم. اي مستخدم يمكنه تسجيل حساب جديد من خلال كتابة عنوان البريد الإلكتروني الخاص به والاسم والرابط وكلمة المرور ورفع صورة شخصية. اما من يريد كتابة التعليقات ليس بحاجة الا ان يدخل الى الرابط الشخصي لاحد ما وكتابة ما يريد ببساطة. هذه الفكرة البسيطة جذبت في ايام اكثر من 1,3 مليون مستخدم معظمهم من السعودية ومصر وتونس ثم الآلاف حالياً في لبنان. وقد تمت زيارة الموقع اكثر من 90 مليون مرة.
جدل ومخاطر
وكما هو الحال مع كل جديد فإن الموقع الذي احتل الحديث بشأنه الترند الاول في مواقع التواصل في عدة دول ومناطق عربية اثار تساؤلات عدة وجدية بشأن الخصوصية التي يوفرها للمستخدمين. فبسبب عدم وجود سياسة خصوصية في الموقع فإن لا احد يعلم ماذا يمكن ان يحل ببيانات المستخدمين. كذلك فإن اللافت هو عدم حصول من يسجِل حسابه على رسالة تأكيد لتفعيل هذا التسجيل ما يعني ان اي شخص يمكنه انتحال شخصية مثلاً تعود لاي شخص.
هذا الى جانب نفسي سلبي قد يحدث اذ ان العشرات من المستخدمين قد عبروا عن غضبهم واستيائهم مما حصلوا عليه ما اعاد تسليط الضوء على التنمر الالكتروني لكنهم ربما مسؤولون عن خوض هذه التجربة!
من يقف وراء “صراحة”؟
السعودي زين العابدين توفيق هو مطور موقع “صراحة” وقد حذر عبر “تويتر” من محاولات لاختراق الموقع اضافة الى تحذيرات متكررة من مواقع وتطبيقات اخرى مزورة تتخذ اسما شبيها لـ”صراحة” تسرق بيانات المستخدمين، محذرا من استخدامها. واكد انه لا يوجد اي تطبيق هاتفي للموقع بل يمكن الوصول اليه عبر الرابط الوحيد sarahah.com.
كما دعا توفيق عبر حسابه ايضا المستخدمين الى عدم مراسلته لمعرفة صاحب الرسالة مؤكدا انه هو لا يمكنه معرفة ذلك! ولفت الى ان كل ما ينشر عن نشر هوية المرسل في صراحة عار عن الصحة، فالهوية لا تسجل من الأساس!!!
