Site icon IMLebanon

ارتباك لدى “حزب الله” وإيران في ظل المتغيرات الدولية

ذكرت صحيفة “العرب” انه وبعد هدنة قصيرة، عاد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى الهجوم على الدول الخليجية وبالأخص على السعودية، الأمر الذي يؤكد عدم صدق نوايا الحزب ومن خلفه إيران في الانفتاح على الرياض، كما روج المسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني الذي أنهى جولة من محطتين قادته إلى كل من مسقط والكويت.

وركز نصرالله في كلمة له، الخميس16 شباط، على البحرين واليمن وسوريا، وهي الدول التي تعمل إيران على مد وتكريس نفوذها فيها، حيث قال إن “البحرين دولة ليست مستقلة بل محتلة من قبل السعودية”، مضيفا “إن على النظام البحريني أن يعلم أن الشعب لن يستسلم”.

وزعم الأمين العام لـ”حزب الله” أن المعطيات الحسيّة والعلمية والمادية تؤكد تورط إسرائيل في الحرب على اليمن، وأن الرياض تبحث خلف الكواليس عن مخرج لهذه الحرب يحفظ “ماء وجهها”.

وحمّل نصرالله السعودية والولايات المتحدة مسؤولية سقوط الآلاف من القتلى في سوريا والعراق واليمن وليبيا على يد “داعش”، قائلا إن التنظيم الإرهابي “هو إنتاج أميركي سعودي”.

تصريحات نصرالله واتهاماته بلغت حدودا غير مسبوقة، وتعكس وفق المراقبين، مدى الارتباك الذي يعيشه الحزب وداعمته إيران في ظل المتغيرات الدولية بعد صعود دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. وأبدى ترامب عداء واضحا لإيران والميليشيات التي تدعمها، وتخشى إيران من أن يقوم حلف خليجي أميركي لمحاصرة نفوذها في المنطقة.

وحاولت طهران في الفترة الأخيرة، تخفيف الاندفاعة الأميركية، التي تستهدفها عبر محاولة استمالة دول الخليج المتضرر رقم واحد من سياستها، عبر تصريحات وتحركات ديبلوماسية ترجمت بزيارة روحاني إلى عمان والكويت مؤخرا، بيد أنه على ما يبدو لا تسير الأمور وفق ما تشتهيه طهران، الأمر الذي دفع الحزب إلى العودة وتصدر مشهد الحرب الإعلامية ضد الخليج.

ويخشى الحزب، الذي يعد الذراع العسكرية الخارجية الأقوى لطهران، من أن يكون على رأس المستهدفين من قبل الحلف الناشئ بين الإدارة الأميركية الجديد ودول الخليج.

كما يتخوف من أن تقدم إسرائيل، التي تبدو الإدارة الأميركية الجديدة متناغمة معها بشكل مثير، إلى شن حرب عليه، وبالتأكيد لن تكون كسابقاتها.

وفي محاولة تحذيرية يائسة، قال نصرالله في كلمته “إن صواريخ الحزب قادرة على الوصول إلى مفاعل ديمونا النووي، وإلى خزانات الأمونيا، والسفن الإسرائيلية”.

ولا يستبعد مراقبون أن تكون تلك رسالة غير مباشرة من طرف إيران إلى الولايات المتحدة الأميركية، خاصة وأنها لطالما استخدمت ورقة ضرب إسرائيل في ابتزاز الغرب.