Site icon IMLebanon

“بابا شيلني”… بكى الحجر ولم يبكِ البشر

 

كتب يورغو البيطار

 

لا تنتهي مشاهد الرعب في سوريا. دخلت الى منازلنا جميعاً ونحن نشاهد، نتفرج، نحزن، نغضب ونمضي. لم يبقَ سلاحاً محرماً الا واستخدم في قمع المعارضين السوريين ثم تبادل استخدامه اطراف الحرب السورية. حتى الكيميائي استخدِم بحق اطفال سوريا ولم يتحرك العالم. وفي كل فترة جديدة يضج العالم بفيديو صور من اهوال ما يحدثه النظام السوري بحق البشر والحجر في حرب مستمرة بلا هوادة على شعبه بعد ان قتل مئات الالاف وشرد الملايين وقضى على مستقبلهم تماماً وكل ذلك تحت ستار محاربة الارهاب يتلطى به النظام ومؤيدون فيما يتناسون أن قتال “داعش” من آخر أولويات بشار وحلفائه!

وفي آخر المشاهد الدموية التي اثارت تعاطفا انسانيا وغضبا من التقاعس بحماية ضحايا الصراع، برز فيديو مؤلم صوِر خلال اسعاف جرحى وضحايا قصف طيران النظام السوري الخميس على بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.

الفيديو المؤلم يظهر عبدو الصطوف دمعة وقد بتِرت قدماه نتيجة الغارة الجوية يضعه والده المفجوع على الأرض فينادي الطفل “يا بابا شيلني.. يا بابا شيلني…” وسط ذهول الوالد.

القصف أسفر كذلك عن مقتل شخصين وجرح ستة آخرين، كلهم من النساء والأطفال، وذلك بعد إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على المنازل في بلدة الهبيط.

الفيديو انتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل. فعلق الناشط والاعلامي البارز هادي العبدالله كاتباً: “”يا بابا شيلني يا بابا!!! لا يا بابا لا تشيله. وعجز الأب والجد والأقرباء عن حمل معاناة طفل وعجزت البشرية عن منع قذيفة أن تقطع أطرافنا، أن تقطع أنفاسنا يا بابا لا تشيله الفيديو قبل من قليل من قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على بلدة الهبيط في ريف ادلب الجنوبي”.

كما انتشر هاشتاغ #بابا_شيلني عبر مواقع التواصل في لبنان والعالم. ومن ابرز التعليقات في لبنان كتب شريف حجازي: “فيديو الطفل سوري الذي بُتِرت ساقيه صواريخ بشار في إدلب وهو يصرخ  #بابا_شيلني تُبكي الحجر لعلّها تُبكي البشر”. وقالت السي باسيل: “ويتكلمون عن اجرام اليهود !!!! اصبحوا هواة امام اجرام بشار الاسد”. وذكر راي فارس: “بعد مشهد الطفل السوري يصرخ #بابا_شيلني اتمنى ان تصرخ انت يا بشار لابيك حافظ في جهنم لينتشلك … وانشالله قريباً”.

اما عربياً فقال ابو عمر الشمري: “يتكرر المشهد وتتكرر المعاناة .. صورة عبدو ستكون مجرد ذكرى موجعة تألمنا لها ونسيناها كما نسينا عمران وإيلان .. الله لن ينساهم”.

وسأل عبد الرحمن العشماوي: “ماذا جنى هذا الصغيرُ أما هُنا رجلٌ إلى قول الحقيقةِ يُرشدُ؟؟!! طفل_الهبيط #بابا_شيلني”. فيما كتبت: “بينما يفترض ان يكون الاطفال في الملاعب والحدائق وجدناهم وسط الحرب ينزفون ؛اللهم رب السماء والارض استجب لنا”.

لم تسقط الانسانية، كلا لقد ماتت ودفنت تحت سابع أرض.