يبدو أن المعركة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعديد من المصادر الإعلامية في بلاده لن تهدأ قريبا، بعدما اتسمت العلاقة بين الطرفين، حتى قبل فوز المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني الماضي، بهجاء متبادل، واتهامات ربما لم تبلغ تلك الحدة في تاريخ أي رئيس أميركي.
وهاجم ترامب بشدة، الخميس 16 شباط، وسائل الإعلام التي اتهمها “بعدم نزاهة”، وذلك خلال مؤتمر صحافي لم يتردد خلاله صحافيون من مواجهة الرئيس الاميركي بشكل مباشر.
وقال الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحافي الذي استمر أكثر من ساعة وربع الساعة أن “عدم النزاهة (لدى وسائل الإعلام) بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه”.
وأضاف: “الصحافة باتت تفتقد إلى النزاهة إلى درجة أننا إذا تجاهلنا الحديث عنها فإن هذا يخدم الشعب الأميركي بشكل كبير”.
وصرح ترامب، الذي ركز هجومه على هدفيه المفضلين صحيفة نيويورك تايمز وشبكة “سي إن إن” أن “غالبية وسائل الإعلام في واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس “لا تتحدث من أجل مصالح الشعب”، بل للمصالح الخاصة ولمن يستغلون نظاما تصدع بشكل واضح جدا”.
وقال: “حجم الغضب والحقد على سي إن إن كبيران إلى درجة أنني لم أعد أشاهدها”، مضيفا أن “عددا كبيرا من الصحافيين في البلاد لا يقولون لكم الحقيقة”.
وذكر أحد الصحافيين الحاضرين ترامب بأن تأكيده أنه الرئيس الذي انتخب بأكبر عدد من الأصوات خاطئ، لأن الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش انتخبا بعدد أكبر من الأصوات في الهيئات الانتخابية. ورد ترامب: “لا أعرف، هذا ما قيل لي”.
وكرر ترامب مرارا أن ارتيابه من وسائل الإعلام قد حضه على التحدث مباشرة إلى الأميركيين، ولا سيما من خلال حسابه على تويتر. وقال “أنا هنا مجددا لأوصل رسالتي في شكل مباشر إلى الشعب” الأميركي، قائلا إنه سيكون “مراسلا جيدا جدا” إذا ما أراد ذلك.
وكان ترامب هدد الخميس بتوقيف من يقف وراء التسريبات للصحافة، بعد الكشف عن اتصالات متكررة العام الماضي بين فريق حملته والاستخبارات الروسية، وعن محادثات بين مستشاره السابق مايكل فلين ودبلوماسي روسي.
وكتب الرئيس الأميركي على تويتر أن “الأنذال الذين يقومون بالتسريبات، باتوا أخيرا مكشوفين. سيلقى القبض عليهم”.
صحف ومكاسب
في المقابل يرى مراقبون أن التغطية الصحافية في كثير من الصحف الأميركية، للأخبار المتعلقة بالرئيس ترامب، تحولت من مجرد مهمة لإيصال المعلومة للقراء، إلى استراتيجية لزيادة نسبة الإعلانات وتحقيق نجاح أكبر.
وتسعى صحف “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” و”فاينانشال تايمز”، وشركة جانيت ناشرة صحف “يو.إس.إيه توداي”، إلى دعم الزيادة التي شهدتها مواقعها الإلكترونية بالنسبة لعدد القراء خلال انتخابات الرئاسة الأميركية، من خلال تسويق التغطية المتجردة كاستراتيجية للمبيعات.
وقد زاد عدد المشتركين في خدمات الأخبار الإلكترونية بصحيفة نيويورك تايمز بعدد قياسي بلغ 276 ألف مشترك في الربع الأخير من العام الماضي، كما أنها تتوقع ارتفاع إيرادات الإعلانات بنسبة بين 10 و15 بالمئة في الربع الحالي.
كما قفز عدد الاشتراكات الإلكترونية بصحيفة “فاينانشال تايمز” بنسبة 6 في المئة في الربع الأخير ليصل إلى 646 ألفا، فيما زاد عدد الاشتراكات الإلكترونية بشبكة “يو.إس.إيه توداي” التابعة لشركة جانيت والمؤلفة من 110 صحف، بنسبة 26 بالمئة إلى 182 ألفا في الربع الأخير.